المشجعون ينعشون صرافات قطر: سيولة دولارية وإقبال كبير على العملات

17 ديسمبر 2022
حراك في الأسواق المحلية خلال المونديال (Getty)
+ الخط -

شهدت سوق الصرافة القطرية سيولة ملحوظة من النقد الأجنبي والريال القطري خلال الأيام الماضية، مع زيادة التدفقات النقدية من الخارج بسبب ضخامة أعداد المشجعين المتدفقين على البلاد الذين يحملون عملات أجنبية أبرزها الدولار واليورو والجنيه الإسترليني.

يصاحب هذه السيولة الأجنبية استقرار ملحوظ في سوق الصرف وتوافر سيولة أخرى بالعملة القطرية أتاحتها السلطات النقدية في إطار خطة لمساعدة البنوك والصرافات على تلبية احتياجات زائري قطر من مشجعي مونديال كأس العالم. وبحسب عاملين في سوق الصرف الأجنبي، تشهد شركات الصرافة والبنوك في قطر إقبالاً من الجماهير الكروية التي توافدت إلى الدوحة، لحضور فعاليات كأس العالم لكرة القدم، التي انطلقت في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وتتواصل حتى الأحد المقبل.

وتحتلّ العملة الوطنية للدولة المضيفة، وهي الريال القطري، صدارة عمليات تبديل العملات، باعتباره الوسيلة الأولى في التعاملات النقدية اليومية، في الفنادق والملاعب والمطاعم والمواصلات وغيرها.

ويتبنّى مصرف قطر المركزي سياسة تثبيت سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار عند مستوى 3.64 ريالات مقابل الدولار، ولا توجد سوق موازية للصرف، أو ما يعرف بـ"السوق السوداء" مع توافر السيولة النقدية لدى البنوك، ما يوفر الحماية الكافية للمتعاملين، وخاصة مشجعي المونديال.

وتتعامل البنوك التجارية المحلية ومراكز الصرافة مع الجمهور بسعر الصرف الذي حدده مصرف قطر المركزي للريال مقابل الدولار، مع إضافة هامش صغير في حدود 0.24 بالمائة، كما تتعامل بالعملات الأخرى بأسعار الصرف التي تتحدد وفقاً لسعر صرف الريال مقابل الدولار من ناحية، وأسعار تلك العملات مقابل الدولار كما في الأسواق العالمية، من ناحية أخرى.

ارتفاع الموجودات الأجنبية

وسجل صافي الموجودات الأجنبية لدى مصرف قطر المركزي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي زيادة بنسبة 1.9% على أساس شهري، مدعوماً بارتفاع الموجودات إلى نحو 160.6 مليار ريال (44.1 مليار دولار).

كذلك سجّلت السيولة المحلية في قطر أعلى مستوى لها في الشهر الماضي عند 697.7 مليار ريال وبزيادة نسبتها 1.5% عن شهر سبتمبر/ أيلول، بحسب بيانات الوضع النقدي للجهاز المصرفي في قطر.

وتوفر شركات الصرافة التي يتجاوز عدد مراكزها وفروعها في مختلف أرجاء قطر 100 فرع العملة الوطنية وبكميات مضاعفة عن الشهر الفائت، وتقدم خدمات بنكية مصغرة، مثل تغيير واستبدال عملات أجنبية، والتحويل إلى عدد من بلدان العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الدار لأعمال الصرافة جمعة مبارك المعضادي، لـ "العربي الجديد"، إنه سبقت انطلاق صافرة المونديال التحضيرات والاستعدادات اللازمة للحدث العالمي وعقد اجتماعات مع بنك قطر المركزي، الذي وجّه بتوفير العملات الوطنية والأجنبية وبكميات كافية للمتعاملين، مع توقع قدوم نحو 1.2 مليون مشجع من أنحاء العالم إلى قطر.

وأضاف: "كنا نتوقع إقبالاً من الجماهير الأميركية والأوروبية وكذلك الأفريقية، فضلاً عن الجماهير العربية، كون منتخبات بلدانهم تشارك في البطولة"، موضحاً أن الأسبوع الأول من انطلاق البطولة شهد طلباً على الريال القطري، وتبديل عملات أجنبية، وخصوصاً الدولار الأميركي واليورو والفرنك السنغالي والفرنك الكاميروني والبيزو الأرجنتيني، واصفاً الوضع بالجديد.

وأوضح المعضادي أن سعر تبديل الدولار للريال القطري ثابت، ويعادل 3.64 ريالات، أما عملات اليورو والجنية الإسترليني والفرنك السويسري والفرنك السنغالي والبيزو الأرجنتيني وغيره فسعر صرفها غير ثابت، ويعود ذلك إلى أن السياسة النقدية لدولة قطر تربط عملتها الوطنية الريال بالدولار.

وتوقع المعضادي زيادة الطلب على الدولار عقب انتهاء المونديال، مؤكداً توفر الكميات الكافية منه، لكن شركات الصرافة تصرفه بشكل محدود، وفقاً لضوابط مكافحة غسل الأموال، عكس البنوك التي يعرف لديها مصدر أموال العميل.

ويقول المشجع البريطاني تيري، لـ "العربي الجديد"، إنه يزور الدوحة لأول مرة، بهدف تشجيع منتخب بلاده في المونديال، موضحاً أنه تمكن من الحصول على الريال القطري في لندن قبل توجهه إلى قطر. وقال إن سعر الصرف كان 3.88 ريالات مقابل الجنيه الإسترليني، واعتبره سعراً جيداً.

تنظيم السوق

ويصدر مصرف قطر المركزي نشرة يومية بأسعار بعض العملات الأجنبية مقابل الريال، وجاء في نشرة الأربعاء الماضي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني أن سعر الريال السعودي شراء 0.96200 ريال قطري وللبيع 0.97700، والجنيه الإسترليني للشراء 4.22400 ريالات وللبيع 4.45500، واليورو 3.67200 شراء و3.87300 بيع.

وبموجب آلية عمل المؤسسات المالية خلال بطولة كأس العالم فقد أصدر مصرف قطر المركزي تعميماً ليكون حضور الموظفين في فروع المؤسسات المالية التي مقارها في شارع حمد الكبير أو في محيط كورنيش الدوحة؛ 20% من الموظفين في مقر العمل بينما يعمل 80% من الموظفين عن بعد، وذلك اعتباراً من مطلع نوفمبر ولغاية 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وفي 9 نوفمبر أطلق مصرف قطر المركزي الإصدار الخاص بالعملات التذكارية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وقال محافظ "قطر المركزي" بندر بن محمد بن سعود آل ثاني خلال الحفل الذي أقيم بالمناسبة إن العملات التذكارية تضمنت عملات ورقية، تعتبر أول عملة ورقية تذكارية يصدرها مصرف قطر المركزي باستخدام مادة البوليمر، الأمر الذي يحفظها ويبقيها لمئات السنوات شاهداً على هذا الإنجاز التاريخي لدولة قطر، وأكد توزيع العملات التذكارية على البنوك المحلية الوطنية ومحال الصرافة.

وتحدث محافظ مصرف قطر المركزي عن إجراءات تطوير البنية التحتية واللوجستية لأنظمة الدفع في قطر بهدف توفير أفضل الخدمات المالية والمصرفية للمواطنين والمقيمين ولزوار، وآخرها إصدار أول بطاقة دفع وطنية مسبقة الدفع من نوعها في البلاد وبعلامة تجارية قطرية اسمها "هميان".

وتحمل العملات التذكارية الجديدة شعار كأس العالم والاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة، وتضم العملات معدنية أهم الملاعب في البطولة، كاستادات: البيت ولوسيل والثمامة، واستاد خليفة، وسعر بيعها 75 ريالاً، في حين قيمتها الاسمية 22 ريالاً، وتعكس رسوماتها الثقافة القطرية وعلامة البطولة التجارية. وبمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر في 18 ديسمبر 2020 طرح مصرف قطر المركزي الإصدار الخامس من العملة الوطنية، والذي تضمن 7 فئات من الأوراق النقدية هي (1، 5، 10، 50، 100، 200، 500) ريال قطري والذي تضمن طرح فئة الـ 200 ريال لأول مرة في تاريخ النقد القطري.

وتميّز الإصدار بتصميمات فريدة تعكس تاريخ دولة قطر، فقد ظهرت صورة متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي. كذلك تضمّن الإصدار الخامس للعملة القطرية مواصفات عالية المعايير، خصوصاً فئة 500 ريال قطري، وهي الأولى في العالم التي تحمل الشريط البصري الدقيق والمدمج كعلامة أمنية فريدة من نوعها.

وتضاعف فائض موازنة قطر في النصف الأول من العام الجاري عدة مرات، ليبلغ 47.3 مليار ريال، مقارنة مع فائض بلغ مستوى 4 مليارات ريال خلال الفترة ذاتها من عام 2021، وتوزع الفائض توزع بواقع 33.7 مليار ريال خلال الربع الثاني و13.6 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الجاري، بحسب بيانات وزارة المالية القطرية

المساهمون