المستثمرون يخفضون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في 2024

06 يناير 2024
هل يقود البنك الفيدرالي العالم في رحلة خفض الفائدة بعد قيادته لرفعها؟ (Getty)
+ الخط -

فاجأت بيانات الوظائف القوية، التي أعلنت عنها وزارة العمل الأميركية صباح الجمعة، المستثمرين، فأجبرتهم على تقليص رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، في وقت حذر فيه مسؤولو البنك الفيدرالي من أن سوق الأسهم الأميركية ربما تكون قد "سبقت الأحداث" أواخر العام الماضي.

وقالت مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل الأميركية، أمس الجمعة، إنّ سوق العمل أنهت عام 2023 بقوة فاقت التوقعات، حيث أضافت الشركات الأميركية 216 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، واستقر معدل البطالة عند 3.7%.

وتحرك المتداولون في أسواق عمليات المبادلات swaps markets للمراهنة على تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار خمس أو ست مرات، بدلاً من ست أو سبع، كل منها بربع نقطة مئوية، من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي، في 2024. وتعكس أسواق العقود المستقبلية حالياً فرصة بنسبة 75% لتحقيق الخفض الأول في مارس/ آذار، بعد أن اقتربت هذه الفرصة من 100%، قبيل نهاية العام الماضي.

وتأتي وجهة النظر الأقل تفاؤلاً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة بالتزامن مع إضعاف البيانات الصادرة لحجة بنك الاحتياط الفيدرالي لبدء خفض أسعار الفائدة قريباً. ورسم محضر اجتماع السياسة الأخير للبنك المركزي الكبر في العالم، والذي نُشر يوم الأربعاء، صورة أكثر تشدداً من تعليقات رئيس البنك جيروم باول في المؤتمر الصحافي، الذي أعقب الإعلان عن قراره الأخير بتثبيت الفائدة.

ونقل موقع "فينانشيال تايمز" عن فلوريان إيلبو، رئيس الاقتصاد الكلي في لومبارد أودييه، قوله "إن تقرير الوظائف الأخير هو مثال للبيانات التي تميل نحو الاعتدال، والتي افتقدناها مؤخراً"، مضيفاً أنه بعد اجتماع السياسة النقدية الأخير للبنك الفيدرالي "ذهب تسعير خفض أسعار الفائدة إلى الأمام أبعد كثيراً من رؤية البنك"، كما ظهر في بياناته.

وفي الأسابيع الأخيرة من عام 2023، عزز المستثمرون رهاناتهم على أن البنوك المركزية على جانبي المحيط الأطلسي ستجري تخفيضات سريعة في أسعار الفائدة هذا العام، مما أدى إلى حدوث ارتفاعات في أسعار السندات، خلال الشهرين الأخيرين من العام، على نحو لم نشهده منذ عدة سنوات.

وجاء ذلك في أعقاب بيانات التضخم المشجعة، والموقف الحذر غير المتوقع من بنك الاحتياط الفيدرالي، الذي نشر في ديسمبر توقعات جديدة أظهرت أن مسؤوليه يشيرون إلى تخفيضات بقيمة 75 نقطة أساس، قبل نهاية العام المقبل.

وقال كريغ إنشيز، رئيس قسم أسعار الفائدة في شركة رويال لندن لإدارة الأصول، والذي يرجح عدم قيام بنك الاحتياط الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة تسع مرات هذا العام: "لا تزال أسواق العمل متشددة، ولا تزال مستويات الأجور مرتفعة، والضغوط التضخمية تتزايد بسبب التوترات في الشرق الأوسط، في حين تستمر الظروف المالية في التراجع".

وأضاف: "هذا يمثل صداعًا كبيرًا للبنوك المركزية، ومع عدم توقع أي شخص حدوث ركود عالمي واسع النطاق، أجد صعوبة في فهم سبب خفض أسعار الفائدة بهذه السرعة".

وسار المستثمرون في أوروبا على خطا نظرائهم في الولايات المتحدة في دفع أسعار السندات إلى الانخفاض، حيث قاموا بتعديل توقعاتهم لتعكس تخفيضات من قبل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا (المركزي)، على خلاف ما كان عليه الحال خلال الربع الثالث من العام المنتهي.

وتعزز هذا الرأي من خلال بيانات تظهر أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع إلى 2.9% في ديسمبر/كانون الأول، في أعقاب ستة أشهر من الانخفاضات المتتالية، في حين أشارت المراجعات التصاعدية لقراءات النشاط التجاري هذا الأسبوع إلى أن الاقتصاد أصبح أقوى مما كان يعتقد سابقا، ما أثار التساؤلات عن الموعد الذي سيقدم فيه البنك المركزي الأوروبي على خفض أسعار الفائدة.

وقال توماس ويلاديك، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في شركة "تي رو برايس T Rowe Price" للاستشارات المالية: "في ضوء أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات وبيانات التضخم، أعتقد أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في يونيو/حزيران على أقرب تقدير".

وتراهن الأسواق حالياً على أن البنك المركزي الأوروبي سوف يخفض أسعار الفائدة بنسبة تقترب من 1.5% هذا العام، بانخفاض من 1.64% في بداية الأسبوع، مع تراجع فرص أن يأتي التخفيض الأول في مارس/ آذار إلى حوالي النصف.

وأعاد المستثمرون أيضًا التفكير في المسار المستقبلي لبنك إنكلترا، حيث توقعوا انخفاض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة إلى 4% بحلول نهاية العام، بعد أن كانت التوقعات تشير لوصوله إلى 3.5% في نهاية العام الماضي.

المساهمون