استمع إلى الملخص
- **تأثير أسعار الفائدة المرتفعة على الاقتصاد**: أسعار الفائدة الحالية بين 5.25% و5.5% أثرت على الإقراض وديون الحكومات، مع توقع خفض الفائدة لأول مرة منذ مارس 2020، مما قد يؤثر على أرقام الوظائف ويثير مخاوف الركود.
- **تأثير خفض الفائدة على الذهب والاستثمارات**: أسعار الذهب ارتفعت إلى قمة تاريخية عند 2614 دولارا للأونصة، مع توقعات بتداولها بين 2421 و2651 دولارا، واستمرار الارتفاع إلى 2799 دولارا في 2025.
تتجه أنظار البنوك المركزية وأسواق المال العالمية اعتباراً من غد الثلاثاء إلى العاصمة واشنطن، حيث اجتماع لجنة السوق المفتوحة بالبنك الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي)، ويستمر حتى الأربعاء. وبينما تشير تقديرات وول ستريت إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن محللين يرون أن الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، بهدف تحفيز الاقتصاد.
وتبقى لدى المركزي الأميركي هذا العام ثلاثة اجتماعات، أقربها الثلاثاء القادم، واجتماع في نوفمبر/تشرين الثاني، والأخير في ديسمبر/كانون الأول 2024. في أغسطس/آب الماضي، قال رئيس المركزي الأميركي جيروم باول إن الوقت قد حان لتخفيف السياسة النقدية الأميركية، بعد أن اقترب التضخم من النطاق المستهدف له عند 2%.
أسعار الفائدة عند قمة 23 عاماً
حالياً، تتراوح أسعار الفائدة الأميركية بين نطاق 5.25 - 5.5%، عند أعلى مستوى من 23 عاما، وأثرت على الإقراض العالمي، وديون الحكومات المقومة بالعملة الأميركية أو بالعملات المربوطة بها. ومع ترجيح اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة، سواء بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس، سيكون ذلك الخفض الأول منذ مارس/آذار 2020، عندما دخل العالم في إغلاقات جائحة كورونا.
وفي وقت كانت أسعار المستهلك الأميركي قد سجلت أعلى مستوى منذ 41 عاما، عند 9.1% في يونيو/حزيران 2022، فإنها في أغسطس الماضي، بلغت 2.5%. ونجحت إجراءات المركزي بكبح جماح التضخم، عبر زيادات قوية على أسعار الفائدة، إلا أنها أثرت مؤخراً على أرقام الوظائف بالسوق الأميركية، فيما بدأ المستثمرون يخشون انزلاق الاقتصاد إلى فرضية الركود. وبدأت أسواق العالم، تسعّر الأسهم والسلع على أساس قيام المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما يستعد بعض المتداولين والاقتصاديين في جي بي مورغان تشيس، أكبر بنك أميركي لخطوة أكبر في الخفض بمقدار 50 نقطة أساس.
تحرير الاقتصاد الأميركي والعالمي
تنقل وكالة بلومبيرغ عن مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في موديز أناليتيكس، قوله: "خفض أسعار الفائدة المرتقب سيكون خطوة كبيرة للاقتصاد العالمي بأكمله". وأضاف زاندي: "خطوة الفيدرالي المرجحة ستقطع شوطًا طويلاً في رفع يده عن عنق الاقتصادين المحلي والعالمي، والسماح لهما بالمضي قدما لخلق مزيد من الوظائف والنشاط".
وفي أكثر من مناسبة انتقد مستثمرون بقيادة إيلون ماسك - أغنى رجل في العالم بثروة 251 مليار دولار ورئيس تسلا ومنصة X وغيرها من الشركات - تأخر الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. ويحتاج المستثمرون حول العالم، إلى تحفيز أكبر اقتصاد بالعالم، بل وبقية الاقتصادات الأخرى التي ستحذو حذو الفيدرالي وتخفف من السياسة النقدية، وسط تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.
وعندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، فإن كلفة الاقتراض على الأفراد والشركات والحكومات تكون مرتفعة كذلك، وتقلل من الإقبال على القروض، وترتفع الودائع المصرفية للحصول على عوائد مرتفعة، وتتراجع السيولة النقدية في الأسواق.
الذهب المستفيد الأكبر
وقبيل اجتماع المركزي الأميركي، بدأت أسعار الذهب تجني مكاسب الخفض المرتقب لأسعار الفائدة، لتصعد أسعار العقود الفورية إلى قمة تاريخية جديدة، عند 2614 دولارا للأونصة بحلول الساعة 03:25 بتوقيت غرنتش اليوم الاثنين. وعندما تتراجع أسعار الفائدة، فإن جاذبية الاستثمارات في الدولار أو الصناديق المقومة بالعملة الأميركية، تتراجع لصالح الذهب، والاستثمارات الأخرى عالية المخاطر بصدارة الأسهم.
ويشير التحليل الفني لأسعار الذهب، إلى أنها تتجه إلى مسار صعودي جديد خلال العام الجاري، مع ترجيح تنفيذ المركزي الأميركي لثلاث عمليات خفض على أسعار الفائدة، لما تبقى من 2024.
السيناريو الأساسي لأسعار الذهب بحسب بنوك استثمار عالمية، مثل غولدمان ساكس على سبيل المثال، يتمثل في تداول الذهب بين 2421 دولارا و2651 دولارا. وتفترض التوقعات الأكثر تحفظًا انخفاض سعر عقود الذهب في نطاق 2000 دولار - 2133 دولارا، بينما لا يستبعد بعض المحللين ارتفاعا غير مسبوق إلى 2750 دولارا - 2810 دولارات للأوقية.
وتتوقع "Long Forecast " وهي وكالة تنبؤ اقتصادية أميركية، أن يستمر ارتفاع الذهب إلى 2799 دولارا في العام 2025. وبالنسبة للربع الأول من العام 2026، يتوقع الخبراء أن يتقلب سعر المعدن الأصفر في نطاق 2441 دولارا - 2882 دولارا ثم ينخفض إلى 2566 دولارًا للأوقية بحلول نهاية ذلك العام.
(الأناضول)