بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وتأخر رسائل توزيع المازوت المدعوم، ارتفعت أسعار المازوت في سورية لتصل إلى ما بين 12 ألفا إلى 15 ألف ليرة لليتر الواحد في السوق السوداء، في حين لا يزيد سعر الليتر المدعوم عن 2000 ليرة سورية. (الدولار 14200 ليرة).
وتؤكد مصادر خاصة من العاصمة السورية دمشق لـ"العربي الجديد" أن رسائل توزيع المازوت المدعوم لم تصل للمستهلكين، منذ نحو شهرين، ما يدفع المقتدرين مالياً لشراء المازوت الحر المنتشر في الشوارع علانية، أو اللجوء إلى طرق تدفئة مختلفة كحرق الحطب أو الملابس القديمة والأحذية، لمواجهة درجات الحرارة المتدنية.
وتشير المصادر إلى تراجع حصة الأسرة السورية من المازوت المدعوم "إلى الربع" كما أن قطع الكهرباء لنحو عشرين ساعة يومياً، يزيد من أزمة تأمين الدفء للمنازل.
بدوره، يشير أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق، عبد الرزاق حبزة إلى أن هذه التحديات تفاقمت وسط انخفاض الكميات الموزعة من المازوت في سورية وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية للمواطنين، مما يدفع البعض إلى اللجوء إلى السوق السوداء بأسعار تفوق الحدود المعتمدة.
ويؤكد خلال تصريحات صحافية اليوم، أن الكميات انخفضت من 200 ليتر بشكل تدريجي وصولاً إلى 100 ليتر و على دفعتين، إلا أنه لا يتم توزيع سوى دفعة واحدة سنوياً بمقدار 50 ليتراً فقط، لافتاً إلى أنه في العام الماضي لم تتجاوز نسبة توزيع الدفعة الأولى أكثر من 40 بالمائة، في حين وصلت خلال العام الحالي إلى نحو 35 بالمائة.
ويرى الصناعي السوري، محمد طيب العلو أن نقص المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء، تأتي بمقدمة معاناة المنشآت الصناعية، وليس المواطنين فقط، وهي السبب الرئيس برايه، لارتفاع أسعار المنتج النهائي، نظراً لزيادة تكاليف الإنتاج واستجرار المازوت في سورية لحاجة المنشآت الصناعية من السوق السوداء، أو الاشتراك بالكهرباء الماسية بأسعار مضاعفة.
تأثير الإنتاج على المازوت في سورية
ويقترح الصناعي العلو خلال اتصال مع "العربي الجديد" أن تسمح حكومة بشار الأسد للصناعيين باستيراد المشتقات النفطية، بعد أن تخلت تدريجياً عن الدعم ولم تعرف سبيلاً لتأمين الحاجة المحلية، لأن السماح باستيراد المشتقات النفطية لبعض الشركات المقربة من حكومة بشار الأسد فقط.
وتشهد أسعار المشتقات النفطية بسورية ارتفاعات مستمرة بالأسعار، بعد تراجع إنتاج النفط من نحو 280 ألف برميل يومياً إلى نحو 15 ألف برميل يسيطر عليها نظام الأسد، بحسب كلمة وزير النفط بحكومة الأسد فراس قدور خلال مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة أخيراً.
كما تراجع إنتاج الغاز، بحسب الوزير قدور من نحو 30 مليون متر مكعب عام 2011 إلى نحو 10 ملايين متر مكعب باليوم ما أثر أيضاً على إنتاج الكهرباء التي تعتمد بنحو 94% على الغاز، إلى إلى 19.2 مليار كيلو واط ساعة.
وتنشر وزارة التجارة الداخلية بسورية، نشرة دورية لأسعار المشتقات النفطية، تحدد خلالها أسعار المحروقات وفق تبدل السعار العالمية، إذ حددت وفق آخر نشرة الأسبوع الماضي سعر مادة البنزين 95 أوكتان، بمبلغ 12270 ليرة، وسعر المازوت الحر بـ11120 ليرة.