تحسّن سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار والعملات الرئيسية، اليوم الأحد، لتسجل 8.37 ليرات مقابل الدولار و10.14 ليرات لليورو الواحد، في أحسن سعر لها خلال العام الجاري، بعد أن هوت مطلع يونيو/حزيران الجاري إلى أدنى سعر على الإطلاق، بتسجيلها 8.9 ليرات مقابل الدولار الواحد.
ويرى الاقتصادي التركي أوزجان أويصال أن تعافي سعر العملة التركية يعود إلى أسباب عدة، منها نفسية سياسية كالتعويل على لقاء الرئيس أردوغان، بعد غد في بروكسل، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، والتوقعات بتحسن العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري والاستثمار مع الولايات المتحدة.
وجاء هذا السبب، بحسب أويصال، متزامناً مع إلغاء الحظر وبدء عجلة الاقتصاد التركي بالدوران وتدفق السياح، ما يعني، برأيه، ضخ الدولار في السوق وبدء التوازن بين العرض والطلب.
ويضيف الاقتصادي التركي لـ"العربي الجديد" أن لزيادة الصادرات، خلال الأشهر الخمسة الماضية، وعودة الحديث عن وصول صادرات عام 2021 إلى 200 مليار دولار، دورا مهما في وفرة الدولار وتحسّن سعر صرف الليرة.
وحول أثر إعلان تركيا عن اكتشافات جديدة من الذهب والغاز، يضيف أويصال، لا شك أن لذلك آثارا نفسية مهمة على السوق والمضاربين، إذ بدأت الشائعات الخارجية خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، تروّج لانهيار الليرة التركية وتراجع الاحتياطي الدولاري في المصرف المركزي وهروب الاستثمارات، لكن إعلان اكتشاف الغاز الذي يكفي تركيا لاثنتي عشرة سنة يعني تخفيف فاتورة استيراد الطاقة التي تزيد عن 40 مليار دولار سنوياً، وبالتالي وفرة القطع الأجنبي. كما أن اكتشاف الذهب وتدشين منشأة لتعدين الذهب، عززتا من الثقة في الليرة التركية.
وكان الرئيس التركي قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن اكتشاف 135 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي في بئر "أماسرا-1" بحقل صقاريا، قبالة سواحل بلاده في البحر الأسود، ليبلغ إجمالي احتياطي الغاز المكتشف في المنطقة 540 مليار متر مكعب، بعد إعلان تركيا، في أغسطس/آب الماضي، عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي في تاريخ البلاد، في موقع "تونا 1" بحقل صقاريا (البحر الأسود)، باحتياطي 320 مليار متر مكعب قبالة سواحل ولاية زونغولداق.
كما زفّ وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، للأتراك، قبل أيام، نبأ اكتشاف بلاده احتياطيات من الذهب بمقدار 20 طنا بقيمة 1.2 مليار دولار، مضيفاً خلال وضع حجر الأساس لمنشأة لتعدين الذهب في ولاية أغري، أن بلاده تهدف إلى إنتاج أكثر من 45 طنا من معدن الذهب خلال العام الجاري، هادفة رفع إنتاجها من الذهب إلى 100 طن سنويا، خلال السنوات الخمس المقبلة.