يصطف المواطنون أمام مستودعات الغاز في العاصمة الليبية طرابلس، بهدف استبدال أسطوانة غاز فارغة بالممتلئة بالسعر الحكومي المدعوم، أي ثلاثة دنانير، بينما وصل سعرها في السوق الموازي، إن وجدت، إلى 30 ديناراً، (الدولار = 4.81 دنانير).
ومن أمام مستودع غاز الطهو بتاجوراء شرق طرابلس يقول المواطن حسين التركي لـ "العربي الجديد" إن أزمة جديدة أضيفت إلى الأزمات المعيشية التي يعانيها المواطن الليبي من الغلاء ونقص الأدوية وغياب الرعاية الصحية، وها هو اليوم يواجه نقص أسطوانات الغاز وغلاءها.
ويضيف: "ننتظر في صفوف أمام المستودعات حيث في أغلب الأحيان لا يوجد غاز طهو، وبعد ساعات نكتشف ذلك ونتوجه إلى السوق الموازي". وفي منطقة مسلاتة شرق طرابلس بـ 100 كيلومتر يقول جلال الشعافي لـ "العربي الجديد" إنه "لا يوجد لدينا غاز طهو ونشتري الأسطوانة من السوق الموازي بسعر يتراوح ما بين 30 إلى 50 ديناراً".
وتنشر شركة البريقة للتسويق يومياً جدولا لسعر أسطوانات غاز الطهو في العاصمة طرابلس والمناطق المجاورة لها بالإضافة إلى المنطقة الشرقية، وسط شكاوى من عدد من البلديات بأنها لا تصلهم الأسطوانات وإن وصلت فبكميات لا تكفي المواطنين. يقول مدير مركز توزيع أسطوانات غاز الطهو في ضواحي طرابلس خليفة الزناتي لـ "العربي الجديد" إن الكميات التي تصل من شركة البريقة للمستودع قليلة ولا تكفي إلا عددا بسيطا من المستهلكين.
ويؤكد المحلل الاقتصادي حسين البوعيشي أن المشكلة تكمن في ضعف الخدمة المقدمة من شركة البريقة للمواطنين، وأن الأزمة تتكرر بين الفينة والأخرى من دون وجود ضوابط أو حلول لها. ويوضح خلال حديثه مع "العربي الجديد" أن مراكز التوزيع توجد بها كميات قليلة من أسطوانات الغاز، بينما تنتعش تجارة السوق الموازية في الطرقات على مدار اليوم بسعر مبالغ فيه.
ويلفت إلى أن السبب يعود إلى سوء الإدارة وغياب الجهات الرقابية عن الأسواق وبسبب المشكلة الحالية، وصل سعر استبدال أسطوانة الغاز في السوق الموازية إلى 30 دينارا، بينما لا يتعدى استبدالها عبر مستودعات الدولة 3 دنانير للأسطوانة الواحدة. وتصرف ليبيا سنوياً على دعم غاز الطهو المُصنع محلياً نحو 114 مليون دينار.