الكويت: تهاوي مبيعات الأدوات المدرسية ورواج "التابلت"

07 أكتوبر 2020
التعليم عن بعد يهوي بمبيعات الأدوات المدرسية (Getty)
+ الخط -

أصاب الركود سوق الأدوات المدرسية في الكويت مع تدشين بداية العام الدراسي الجديد عن بعد "ONLINE" بسبب جائحة كورونا. وحسب بيانات حديثة تهاوت مبيعات الأدوات المدرسية هذا العام بنحو أكثر من 90 في المائة، فيما ارتفعت مبيعات أجهزة التابلت بنحو 130 في المائة.
وأظهرت بيانات حديثة للشبكة المصرفية للخدمات الآلية في الكويت اطلعت عليها "العربي الجديد" أن مبيعات الأدوات المدرسية والقرطاسية تراجعت بنحو 92 في المائة في الفترة ما بين أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
كما كشفت الشبكة المصرفية أن إجمالي مبيعات أغسطس/ آب وسبتمبر/ ايلول بلغت نحو 28 مليون دولار فقط، بالمقارنة مع 360 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. 
ويأتي ذلك التهاوي في الوقت الذي ارتفعت فيه مبيعات أجهزة التابلت بنحو 130 في المائة، حيث بلغ إجمالي المبيعات خلال نفس الفترة 1.9 مليون دولار، بالمقارنة مع 800 ألف دولار في العام الماضي.
وعلق الخبير الاقتصادي الكويتي مروان سلامة على ذلك قائلا لـ "العربي الجديد" إن محال ومتاجر بيع الأدوات المدرسية تكبدت خسائر فادحة هذا العام بسبب إلغاء اختبارات نهاية العام، وعدم استئناف العام الدراسي واعتماد نظام التعليم عن بعد، مشيرا إلى أن تراجع المبيعات سيتسبب في أزمات عديدة لأصحاب تلك المحال الذين تضرروا جراء الإغلاق وتراجع الإيرادات.

وبحسب سلامة فإنه ربما سيتم استئناف الدراسة بشكل طبيعي وعودة الطلاب إلى المدارس خلال الفصل الدراسي الثاني، إذا تم اعتماد لقاح فعال وآمن، وخلاف ذلك ستضطر غالبية أصحاب تلك المحال والمتاجر إلى الإغلاق.
وقرر وزير التربية والتعليم العالي الكويتي سعود الحربي، استئناف الدراسة من خلال نظام التعليم عن بعد في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بسبب عدم تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وبعد توصية من وزارة الصحة.
وعلى إثر القرار الوزاري، تدافع أولياء أمور الطلبة من أجل شراء الأجهزة اللوحية "التابلت"، بدلا من شراء الأدوات المدرسية أو المكتبية من المحال والمتاجر التي تنتظر الفترة التي تسبق بداية الموسم الدراسي في كل عام، لتسجيل مبيعات قياسية تساعدهم على تسيير أعمالهم التجارية طوال السنة.
ويقول خالد المبارك، وهو مالك لمتجر متخصص في بيع الأدوات الدراسية في منطقة العاصمة شرق الكويت، إنه تلقى صدمات متوالية منذ أزمة تفشي فيروس كورونا في البلاد، بسبب الإغلاق الإجباري الذي استمر لمدة 3 أشهر، وتراجع المبيعات إلى أدنى مستوى شهده منذ افتتاح متجره.
وأكد المبارك لـ "العربي الجديد" أنه تكبد خسائر فادحة خلال الفترة الماضية، وتراكمت عليه الإيجارات في ظل استمرار سداد رواتب 4 من العاملين لديه.

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة الكويت محمد الهاجري، لـ "العربي الجديد" إنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بأصحاب محال بيع الأدوات المدرسية في الكويت، حققت متاجر بيع الأجهزة الإلكترونية مبيعات قياسية هذا العام، بسبب الإقبال غير المسبوق على شراء الأجهزة اللوحية أو ما يعرف بـ "التابلت".
وأضاف الهاجري أن غالبية ملاك المحال ومتاجر بيع الأدوات الدراسية والكتب والقرطاسية من فئة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعاني بسبب تداعيات جائحة كورونا، وهي بحاجة إلى تدخل الحكومة لمعالجة أوضاعهم المالية المتعثرة.
ويشير عادل عبد العزيز، الشريك في أحد محال بيع الأدوات المدرسية في منطقة حولي، إلى أن المبيعات تراجعت بنسبة تزيد عن الـ 90 في المائة منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، بعد إلغاء اختبارات نهاية العام التي تشهد بيع كتب ومراجعات.
كما أكد عبد العزيز لـ"العربي الجديد"، أنه اضطر بالاتفاق مع شريكه إلى تسريح 4 عاملين من أصل 6، بسبب الخسائر المتلاحقة، وخصوصا الناجمة عن اعتماد نظام التعليم عن بعد وعدم تحقيق مبيعات مثل السنوات السابقة.
بدوره، قال مدير المبيعات في أحد متاجر بيع الأجهزة الإلكترونية الشهيرة في الكويت الذي رفض ذكر اسمه، إن الطلب على الأجهزة اللوحية ارتفع بصورة غير مسبوقة هذا العام، بسبب اعتماد نظام التعليم عن بعد الذي تسبب في إقبال كبير لم نشهده من قبل.
وأشار إلى أنه تم بيع جميع الكميات الموجودة في المتجر، وتم جلب الكميات الموجودة في المخازن التي نفدت بالكامل خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، لافتا إلى أن هناك نقصا كبيرا في الأسواق التجارية في الوقت الحالي، فيما بدأت المتاجر في استيراد كميات كبيرة لمواجهة الطلب المتزايد.

المساهمون