الكويت تبحث عن حلول لتخفيف أزمة السيولة

23 فبراير 2021
تضرر الاقتصاد الكويتي جراء هبوط أسعار الخام وتداعيات كوفيد-19(فرانس برس)
+ الخط -

تحاول الكويت تغطية عجز الميزانية العامة من خلال مبادلة بعض الأصول والسحب من صندوق الثروة السيادي، في وقت تدفع فيه المواجهة بين الحكومة والبرلمان مجلس الوزراء للبحث عن تدابير لتخفيف حدة الأزمة المالية التي تعيشها البلاد، بينما ما زالت الإصلاحات الهيكلية لا تحرز تقدماً. 
ورغم أن القانون الذي تقدمت به الحكومة للبرلمان لسحب ما يصل إلى خمسة مليارات دينار (16.53 مليار دولار) سنوياً من صندوق الثروة السيادية للبلاد قد لا ينال موافقة البرلمان إلا أن مصادر حكومية قالت إن اللجوء لصندوق الأجيال القادمة لا يمثل حلاً للمشكلة المالية ولا يلبي احتياجات الميزانية في الأمد الأطول، لكنه قد يمنح الحكومة بعض الوقت لإيجاد سبل لإجراء إصلاحات اقتصادية ضرورية.
وقال مصدر حكومي لوكالة "رويترز" إن "خمسة مليارات (دينار) لن تحل المشكلة. الحكومة يجب أن تحل المشكلة عبر الإجراءات الأخرى.. هذا لا يشكل بديلاً عن قانون الدين العام الذي يجب أن يقره البرلمان".
وأضاف أن "الحكومة ليست لديها خيارات أخرى غير المضي في خطوات الإصلاح الاقتصادي".
وقال المصدر إن الخطوات الحكومية لحل مشكلة العجز المالي، الذي يُقدر بنحو 40 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022، تتمثل في أربع سياسات ستعمل عليها خلال الفترة المقبلة وهي خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات غير النفطية وإقرار قانون الدين العام ثم الاستعانة بصندوق الأجيال القادمة في حال وجود عجز بعد تطبيق كل هذه الخطوات.
وأضاف أن اللجوء للصندوق "هو جزء من التمويل وليس الأسلوب الوحيد. إنها طريقة لكي تعطيك بعض الوقت لكن لا يمكن أن تستمر للأبد في ظل عجز 12 مليار دينار في الميزانية العامة، لا سيما أن هذا... سيستمر لسنوات طويلة".
وقال المصدر الحكومي إن صندوق احتياطي الأجيال القادمة حول خلال الأشهر القليلة الماضية لصندوق الاحتياطي العام، وهو صندوق حكومي أصغر يستخدم لسد العجز، ما بين ستة إلى سبعة مليارات دينار.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

 

وقال حسنين مالك، رئيس استراتيجية الأسهم في شركة تيليمر "إن الإخفاق في إدارة المالية العامة للحكومة بكفاءة لن يؤدي إلى أزمة اقتصادية، لأن صندوق الثروة السيادي كبير جداً، لكنه يقلص التوقعات بشأن ما يمكن أن تحققه الدولة بشكل أكبر بخلاف عائدات النفط".
وتواجه الكويت، والتي تضررت بشدة جراء هبوط أسعار الخام وتداعيات جائحة كوفيد-19، مخاطر تتعلق بالسيولة في الأمد القريب.
وهذا الأسبوع، قدم مجلس الوزراء مشروع قانون إلى البرلمان من شأنه أن يسمح للحكومة بسحب ما يصل إلى خمسة مليارات دينار (16.53 مليار دولار) سنوياً من صندوق الثروة السيادية للبلاد، المعروف بصندوق الأجيال القادمة وتديره الهيئة العامة للاستثمار، الذي لم تلجأ إليه الحكومة إلا مرة واحدة كانت خلال حرب الخليج الأولى.
وتملك الهيئة أصولاً أجنبية تزيد قيمتها عن 580 مليار دولار بنهاية العام الماضي وفقاً لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وتشكل أصول الهيئة معظم مركز صافي الأصول السيادية الأجنبية للكويت البالغة 652 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
(الدولار = 0.3023 دينار كويتي)
(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون