الكرملين: "نورد ستريم 2" سيلجم غلاء الغاز في أوروبا

15 سبتمبر 2021
من المتوقع أن يضاعف الخط إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا (Getty)
+ الخط -

أكدت روسيا اليوم الأربعاء أن التشغيل السريع لخط أنابيب "نورد ستريم 2" من شأنه أن يساعد في مكافحة ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، علماً أن موسكو كانت قد أعلنت يوم الجمعة الماضي استكمال بناء الخط المثير للجدل، الذي يربط روسيا بألمانيا ويعتبر منتقدوه أنه سيزيد من اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا، فيما أكدت أوكرانيا أنها "ستحارب" المشروع حتى النهاية.

المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال للصحافيين: "من دون أدنى شك، إن التشغيل السريع وبأسرع وقت ممكن لمشروع نورد ستريم 2 سيوازن بشكل كبير أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا"، فيما من المتوقع أن يضاعف الخط إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا، لكن منتقدي روسيا يحذّرون بأن موسكو قد تستغله في خلافاتها الجيوسياسية، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

وسبق أن دعا الكرملين إلى تشغيل خط الأنابيب "في أقرب وقت ممكن"، مؤكداً أن "جميعنا لدينا مصلحة" في ذلك.

في المقابل، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرغيي نيكيفوروف، لوكالة "فرانس برس" الجمعة، بأن أوكرانيا ستحارب الخط رغم استكمال بنائه، مشيراً إلى أن "الرئيس فولوديمير زيلنسكي أشار دائماً إلى أن أوكرانيا ستحارب هذا المشروع السياسي الروسي حتى استكمال بنائه، وبعد ذلك وحتى بعد بدء إمدادات الغاز".

ومن واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، غالينا بورتر، في مؤتمر صحافي: "مستمرون في معارضة خط الأنابيب هذا"، واصفة إياه بأنه "مشروع جيوسياسي روسي"، من دون إعطاء أي تفاصيل حول كيفية التصدي له.

وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، إن نورد "ستريم 2" قدّم طلباً للوكالة الاتحادية للشبكات من أجل مباشرة العمل.

الخبير في وكالة "فيتش" ديمتري مارينتشنكو قال إن "غازبروم" لم تسلم مؤخراً كميات إضافية على الرغم من زيادة الطلب الأوروبي. واعتبر مارينتشنكو أن هذا الأمر هو من دون شك وسيلة للضغط ولـ"إظهار أن أوروبا ستكون أمام سوق للغاز أكثر انحساراً من دون نورد ستريم 2".

وحمل إعلان انتهاء الأشغال طعم الانتصار بالنسبة لروسيا، في حين أن التوترات الدبلوماسية التي خلفها المشروع البالغة تكلفته 10 مليارات يورو كانت قوية جداً في فترة معينة، إلى درجة أن البعض اعتقد أن خط الأنبوب لن يرى النور أبداً.

بالنسبة لمنتقديه في أوروبا وكذلك الولايات المتحدة سيزيد المشروع على المدى الطويل اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا الخصم الاستراتيجي الكبير بالنسبة للدول الغربية، ويشكل خيانة لمصالح أوكرانيا حليفة الغرب في مواجهة موسكو.

يُفترض أن يضاعف خط الأنابيب الممتد تحت مياه بحر البلطيق عمليات تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا، المروّج الرئيسي للمشروع.

ويمتدّ هذا الأنبوب القادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على 1230 كيلومتراً تحت مياه بحر البلطيق وهو الطريق نفسه الذي يمتدّ عليه مشروع "نورد ستريم 1" الذي وضع في الخدمة في عام 2012.

على مدى سنوات، تواجهت واشنطن وبرلين بشأن المشروع، أيضاً الأوروبيون في ما بينهم، كذلك روسيا وأوكرانيا، التي ترى أن تشغيل خط الأنبابيب يُضعف موقعها. أخيراً سمح تغيير واشنطن موقفها بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض بالتوصل إلى تسوية ألمانية أميركية لمحاولة وضع حدّ لهذا الخلاف.

أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في مشروع "نورد ستريم 2" هو أنه يلتفّ على الطريق التقليدية لتوصيل الغاز الذي يعبر أوكرانيا، ما سيحرم هذا البلد من رسوم عبور قدرها حوالى مليار يورو سنوياً.

تخشى كييف أيضاً أن يجعلها المشروع أكثر ضعفاً حيال موسكو، عبر حرمانها من أداة تأثير مهمة.

وقد تخلى الرئيس الأميركي جو بايدن عن عرقلة المشروع، معتبراً أن الوقت قد فات وأن من الأفضل الرهان على التحالف مع ألمانيا، بحيث إن واشنطن ترغب في ضمان التعاون معها في ملفات أخرى لا سيما في مواجهة الصين.

المساهمون