الفقر المدقع يهدد رُبع مليار إنسان بسبب الغلاء وكورونا

12 ابريل 2022
موجة غلاء عالمية توسع دائرة المحرومين من شراء احتياجاتهم الغذائية والاستهلاكية (فرانس برس)
+ الخط -

تزامناً مع تأكيد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس أن حرب أوكرانيا أدت إلى سلسلة من ردود الفعل في الاقتصاد العالمي، حذرت منظمة أوكسفام في تقرير نشرته الثلاثاء، من أن أكثر من 250 مليون شخص في كل أنحاء العالم قد يقعون في براثن الفقر المدقع هذا العام، بسبب كورونا وتزايد انعدام المساواة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب.

وأوضحت هذه المنظمة غير الحكومية المعنية بمكافحة الفقر في بيان أنه في ظل تلك المعطيات سيكون "860 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع بحلول نهاية العام"، أي بأقل من 1.9 دولار في اليوم.

وأشارت المنظمة إلى أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً وحده سيدفع 65 مليون شخص" إلى الفقر المدقع، وسيضاف هؤلاء إلى 198 مليون شخص يعانون تداعيات الجائحة وتزايد انعدام المساواة.

ونظراً إلى أن روسيا وأوكرانيا هما أول وخامس أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم على التوالي، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) الجمعة أن أسعار الأغذية العالمية وصلت إلى أعلى مستوياتها في مارس/آذار.

وأكدت كايتي تشاكرابورتي المسؤولة في منظمة أوكسفام "تسبب أزمات عالمية متعددة البؤس لملايين الناس" وهناك حاجة إلى "استجابة استثنائية"، مطالبة بإلغاء ديون البلدان منخفضة الدخل وفرض ضرائب على الأكثر ثراء.

وفشلت الحكومات عموماً في "رفع الضرائب على الأكثر ثراءً" فيما "ازدادت ثروات أصحاب المليارات منذ بداية جائحة كوفيد-19 أكثر مما ارتفعت خلال السنوات الـ14 الماضية" بحسب أوكسفام.

وبحسب التقرير، فإن مجموعة من الحكومات على وشك التخلف عن سداد ديونها وهي مضطرة إلى خفض الإنفاق العام من أجل دفع مستحقات دائنيها واستيراد المواد الغذائية والوقود.

وبالتالي، يتعين على أفقر الدول أن تدفع 43 مليار دولار لسداد ديونها هذا العام، وهو ما سيكون كافياً وفق المنظمة غير الحكومية لتغطية تكاليف وارداتها من المواد الغذائية.

وأضافت تشاكرابورتي "يعاني ملايين الأشخاص مجاعة حادة في شرق إفريقيا وغربها وفي اليمن وسوريا". وقد يصل عدد الذين يعانون نقص تغذية إلى 827 مليوناً هذا العام".

وذكّرت أوكسفام بأن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمثل 17% من الإنفاق الاستهلاكي في الدول الغنية لكنه يصل إلى 40% في إفريقيا جنوب الصحراء". لكن "حتى في الاقتصادات الغنية، يؤدي التضخم إلى زيادة انعدام المساواة".

إلى ذلك، أكّد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس إن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى سلسلة من ردود الفعل في الاقتصاد العالمي مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، ما قد يزيد من الفقر والجوع وأعباء الديون.

وفي مواجهة هذه "الأزمات المتداخلة"، حض مالباس الدول المتقدمة على إبقاء الأسواق مفتوحة وعكس السياسات التي تركز على الثروة.

وذكّر رئيس البنك الدولي خلال كلمة ألقاها في وارسو في بولندا بأن الحرب جاءت فيما يحاول الاقتصاد العالمي التعافي من جائحة كوفيد-19 وفيما تؤدي عمليات إغلاق جديدة في الصين إلى خلق حالة من عدم اليقين بشأن هذا التعافي.

وأوضح مالباس خلال مؤتمر عُقد في معهد وارسو للاقتصاد "لم يسبق أن عانت الكثير من الدول ركوداً في آن واحد، وخسرت رؤوس أموال ووظائف وسبل عيش. وفي الوقت نفسه، يستمر التضخم في التسارع".

وفي حديثه قبل الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل، تعهد مالباس مجدداً مساعدة أوكرانيا على إعادة البناء بعد الحرب.

وقدّم كل من البنك الدولي وصندوق النقد بسرعة مساعدات لأوكرانيا، كما أن البنك الدولي بصدد حشد ثلاثة مليارات دولار إضافية للبلاد.

موقف
التحديثات الحية

كذلك، أعلن مالباس أن البنك الدولي حصل على دعم من مانحين بقيمة مليار دولار في إطار المؤسسة الدولية للتنمية (التي تقدم قروضاً معفاة من الفائدة أو بفائدة منخفضة)، بالإضافة إلى 100 مليون دولار لمولدافيا، مشيراً إلى أن "الاقتراح سيرسل الآن إلى مجلس إدارة البنك الدولي للموافقة عليه".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون