الغلاء في المغرب يطاول التعاونيات النسائية

14 مايو 2024
أحد الأسواق في مراكش، 20 ديسمبر 2014 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آمال الناجي وغيرها من المستهلكين في المغرب يواجهون ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية النسائية، مثل الكسكس وماء الورد، بسبب الغلاء العام والجفاف الذي أثر على تكاليف الإنتاج.
- التعاونيات النسائية الزراعية تبرر ارتفاع الأسعار بالتكاليف المتزايدة وقلة الإنتاج نتيجة للجفاف، مما يضطرها لرفع أسعار منتجاتها مثل ماء الورد والكسكس للحفاظ على جودتها.
- رغم التحديات الاقتصادية والمناخية، تستمر نساء التعاونيات في إنتاجهن معتمدات على المواد الأولية المحلية، مساهمات في دعم أسرهن ومجتمعاتهن الريفية، مع التأكيد على أهمية البحث الزراعي لتطوير بذور مقاومة للجفاف.

تبدي الموظفة الأربعينية آمال الناجي، استغرابها من الغلاء في المغرب الذي يطاول المنتجات التي توفرها تعاونيات نسائية، فقد تضاعفت أسعار بعض المنتجات التي تمتد من الكسكس إلى ماء الورد المقطر.

اختارت الناجي في الأعوام الأخيرة التزود بمنتجات التعاونيات الزراعية النسائية من الأسواق المخصصة لذلك، غير أنها تلاحظ أن سعر الكسكس ارتفع من دولار ونصف إلى دولارين، بينما انتقل سعر ماء الورد المقطر من 3 دولارات إلى 4 دولارات.

لم تتوقف عن شراء تلك المنتجات التي تُعتبَر أنها انتشلت الكثير من نساء المناطق الريفية من الفقر، غير أنها خفضت مشترياتها كي توافق الموازنة التي تخصصها لها.

لكن للتعاونيات مبرراتها الاقتصادية الصِّرف. فهي تعاني من الغلاء في المغرب الذي يمسّ تكاليف الإنتاج بسبب الجفاف الذي عرفته البلاد في الستة أعوام الأخيرة، ما أثر في الأسعار والطلب على منتجات تلك التعاونيات.

تتحدث رقية أبو الطالب بنبرة ملؤها الحرج عندما تثير معها موضوع الغلاء في المغرب الذي يطاول أسعار المنتجات التي توفرها التعاونية التي ترأسها. فالزيادة في تلك الأسعار يجعل العملاء يعدلون عن شراء ماء الورد المقطر.

لا تجد رقية أبو الطالب، التي ترأس التعاونية النسوية "تيماتين للورد العطري"، بديلاً لزيادة الأسعار بسبب غلاء المواد الأولية. تؤكد أنّ محصول الورد تأثر بالجفاف الذي أتى على إنتاج كامل في بعض الحقول، أو حُصد نصفه في ضِياع تعتمد على السقي.

وتؤكد أن سعر الورد ارتفع بنسبة 50 في المائة بسبب قلة العرض، ما ينعكس على السعر النهائي الذي تضطر التعاونية إلى رفعه، خصوصاً أنها تحرص على جودة المنتج.

تأثير الغلاء في المغرب

ترأس نوال معارف تعاونية "سيدتي". تلك تعاونية أسّستها مجموعة من السيدات الريفيات، حيث يتخصصن في إنتاج الكسكس العادي والكسكس بالأعشاب. لا تخف معارف أنّ تأثر نشاط التعاونية يرتهن لها معاش العديد من النساء الريفيات، بارتفاع تكاليف الإنتاج في الموسم الحالي، ما انعكس على أسعار البيع والطلب.

أسواق
التحديثات الحية

وهذا ما تؤكده التعقلي فاطمة، رئيسة تعاونية ورززات لإنتاج وتسويق الكسكس المعروف "بالخماسي"، حيث تشدد على أنّ كلفة القنطار من القمح المستعمل لتوفير هذا المنتج قفزت في الأعوام الأخيرة من 40 إلى 75 دولاراً للقنطار. ورغم التكاليف المرتفعة، تُبدي نساء التعاونيات الفلاحية الكثير من الإصرار على مواصلة نشاطهن.

ويؤكد الفني الزراعي، ياسين أيت عدي، أنّ العديد من النساء نجحن في إقامة مشاريع من مواد أولية محلية. ويضيف أنّ الإيرادات التي يحصلن عليها من تلك المشاريع تساعدهنّ على المساهمة في الإنفاق على أسرهنّ التي تنحدر من أوساط فقيرة.

يتصور أيت عدي أنّ التغيرات المناخية أضحت هاجساً يشغل النساء، خصوصاً أن تعاونياتهنّ تقع، في غالب الأحيان، في مناطق ريفية تعاني من قلة التساقطات وندرة المياه الجوفية، حيث يشدد على ضرورة تطوير بذور مقاومة للجفاف عبر البحث الزراعي.