العملات المشفرة تتجاهل إغلاق بنك سيغنيتشر وترتفع 10%

13 مارس 2023
بنك سيغنيتشر تم إغلاقه بواسطة السلطات التنظيمية الأميركية (Getty)
+ الخط -

تجاهلت العملات المشفرة يوم الاثنين إغلاق بنك سيغنيتشر Signature المفضل لمستثمريها، لترتفع بنسب تجاوزت 10%، وسط توجه ملحوظ للمستثمرين نحو الأصول مرتفعة المخاطر، في وقتٍ لا يبدو أن شيئاً قد أصبح بعيداً عنها.

وارتفعت كبيرة العملات المشفرة بيتكوين 11% إلى سعر 23553 دولاراً للوحدة، بعد انخفاضها إلى 19386 دولارًا يوم الجمعة. وارتفعت إيثر بنسبة 7% إلى 1649 دولارا للوحدة.

وجاءت القفزة في أسعار مختلف أنواع الأصول الخطرة بعد أن أعلن المنظمون الأميركيون عن خطط ليلة الأحد لدعم جميع المودعين في بنك سيليكون فالي وبنك سيغنيتشر المنهارين، وإتاحة تمويل إضافي للبنوك الأخرى.

وكأن المصائب لا تأتي فرادى، وهي بالفعل لا تأتي فرادى في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، حيث أمرت السلطات التنظيمية في نيويورك بنك سيغنيتشر الإقليمي، أمس الأحد، بالإغلاق، ليكون ثالث أكبر بنك أميركي يتم إغلاقه، بعد بنك سيليكون فالي الجمعة الماضي، وواشنطن ميوتشوال في عام 2008.

ورغم ان البنك لم يعلن عن مشكلات كالتي أعلن عنها بنك سيليكون فالي، إلا أن السلطات الرقابية فضلت الإسراع، من خلال ما توفر لديها من معلومات، لتجنب حدوث تأثيرات جانبية، يمكن أن تمتد للعديد من الوحدات الأخرى داخل النظام المصرفي الأميركي.

وفي نهاية العام الماضي، تقول السجلات المنشورة إن بنك سيغنيتشر كان لديه نحو 110 مليارات دولار من الأصول، وضعته في المرتبة التاسعة والعشرين بين أكبر البنوك الأميركية.

وكان البنك قبل إغلاقه يعد آخر بنك متخصص في التعامل بالعملات المشفرة في الولايات المتحدة.

وبنفس التاريخ، احتفظ البنك بنحو 88 مليار دولار من ودائع العملات، كان ما يقرب من 90% منها غير مؤمن عليه، من قبل المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، كونه موجوداً في حسابات يتجاوز كل واحد منها مبلغ 250 ألف دولار، الذي تضعه المؤسسة حداً أقصى للتأمين.

لكن بمقتضى البيان المشترك، الصادر عن وزارة الخزانة، وبنك الاحتياط الفيدرالي، ومؤسسة التأمين على الودائع الفيدراليين، سيحصل كل المودعين على كامل أرصدتهم، هذا الأسبوع، اعتباراً من اليوم الإثنين، بما فيها تلك التي كان يفترض أنها غير خاضعة للتأمين.

وأشار البيان إلى "إعفاء خاص بالمخاطر النظامية Systemic Risk Exemption"، وهو ما يعني منح الجهات التنظيمية استثناء للبنك المنهار، حتى لا يمتد التأثير السلبي لوحدات أخرى داخل النظام المصرفي، برد كامل المبالغ للمودعين، سواء كان مؤمنا عليها أم غير مؤمن. وتم منح بنك سيليكون فالي نفس الاستثناء.

وقال البيان ايضاً إن حاملي أسهم البنك، وبعض أنواع سنداته، لن يتم توفير الحماية لهم، وهو ما يعني، على الأرجح، أنهم فقدوا تقريباً كامل قيمة استثماراتهم. وتم تسريح الإدارة العليا بالبنك.

ومع تقديم خدماته للعملاء المهتمين بالعملات المشفرة، حاول بنك سيغنيتشر تنويع استثماراته، ومصادر إيراداته، إلا أن حمى العملات المشفرة منعته من ذلك، تماماً كما حدث مع بنك سيلفرغيت، الذي أعلن الأسبوع الماضي إنهاء أعماله اختيارياً، ورده لأموال المودعين.

وبعد عام كامل من التراجعات الكبيرة للعملات المشفرة، مروراً بانهيار العديد من الشركات المتخصصة فيها خلال النصف الثاني من 2022، ثم انهيار منصة "إف تي إكس" FTX الشهيرة خلال الربع الأخير من العام، ومع استمرار ارتفاع معدلات الفائدة، عانى بنك سيغنيتشر من تراجع حجم ودائع العملاء لديه.

وانخفضت الودائع بنسبة 17% في الربع الرابع من عام 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ومع خروج ودائع العملاء، نظر البنك في الأصول المتاحة للبيع لديه، فكان واضحاً تراجع قيم أغلبها بسبب الارتفاع السريع في أسعار الفائدة خلال العام الماضي، وهو نفس ما حدث لبنك سيليكون فالي، بمجرد أن بدأ المودعون فيه بسحب الأموال.

وحاول بنك سيغنيتشر الأسبوع الماضي استعادة ثقة الأسواق، بعد تراجع قيمة سهمه بصورة كبيرة في وقت قليل، فأصدر بياناً أكد أن لديه "مركزًا ماليًا قويًا ومتنوعًا"، وكرر إعلان نيته تقليل تعرض عملائه للعملات المشفرة، إلا أنه كان واضحاً أن الوقت قد فات. وخلال تعاملات يوم الجمعة، انخفض سعر السهم بنحو 20%، بعد أن كان قد خسر أكثر من 70% من قيمته خلال العام الأخير.

المساهمون