العقوبات تعزز موقع اليوان في التجارة العالمية

26 ابريل 2023
اليوان يستفيد من الحظر الغربي على الشركات والبنوك الروسية (Getty)
+ الخط -

أظهرت أحدث الأرقام التجارية التي نشرها "منتدى مؤسسات المال والنقد" العالمي، ارتفاعاً في حصة اليوان الصيني في تسويات التجارة العالمية منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا. وقال المنتدى إن الأرقام التي نشرتها جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت"، أشارت إلى أن حصة اليوان في التسويات التجارية العالمية ارتفعت إلى 4.5% مقارنة بنسبة 2% قبل عام.

وقد اعتبر العديد من خبراء المال أن زيادة حصة اليوان في التسويات التجارية تعود إلى العقوبات الغربية على روسيا واستخدام روسيا العملة الصينية في دفع الفواتير التجارية. وحظرت القوى الغربية الشركات والمصارف الروسية من استخدام نظام "سويفت" بعد غزو أوكرانيا.

ورغم أنه من الطبيعي تجنب استخدام الدولار في المعاملات التجارية بين البلدان التي تعرضت للعقوبات الأميركية، فإن التحول من الدولار إلى اليوان في التسويات يتسارع وربما يساهم في إضعاف مركز العملة الأميركية على المدى البعيد في احتياطات البنوك المركزية، التي تبنيها لتغطية فواتير الواردات.

وحسب تقرير "منتدى مؤسسات المال والنقد" العالمي، أبرزت التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية على روسيا وارتفاع أسعار الفائدة على الدولار الحاجة إلى استخدام بعض الدول العملات الوطنية لتسوية مدفوعات الفواتير التجارية.

كذلك تبنت بعض الدول نظام المقايضة وشبكة من ترتيبات المقاصة الثنائية مع دول أخرى. كما دفع استخدام الدولار كسلاح مالي ضد الدول التي تتعارض سياساتها مع الولايات المتحدة إلى استخدام اليوان أكثر في التسويات التجارية.

وتجاوزت روسيا العقوبات الغربية من خلال المقاصة الثنائية مع الصين باليوان وتسعى الصين لإقناع السعودية بقبول تسوية وارداتها من النفط باليوان، كما تطالب البرازيل بترتيب مماثل لزيادة صادراتها الزراعية للصين. وحتى الآن تعمل هذه الترتيبات بشكل جيد طالما لا توجد اختلالات في التجارة بين الصين والبلدان التي تستخدمها.

ولكن تواجه الدول التي تستخدم اليوان مشكلة في التعامل بالعملة الصينية مع الدول الأخرى، خاصة الشركات الغربية. وزادت روسيا بشكل كبير حصتها من احتياطيات اليوان منذ الحرب الأوكرانية.

وربما يكون هذا مفيداً لروسيا التي تعتمد حالياً على المنتجات الصينية كبديل للواردات الغربية المحظورة.في هذا الشأن، قال الباحث في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، ألكسندر غابوييف في تعليقات لـ"وول ستريت جورنال"، إن موسكو تخلت عن مخاوفها بشأن منح الصين نفوذاً كبيراً على اقتصادها. وأضاف غابوييف: "الآن يبدو اليوان الخيار العقلاني الوحيد لروسيا وبوتين".

وأشار إلى أنه "إذا كان الاعتماد على اليوان هو شريان الحياة الذي يساعدك على أن تكون أقل انكشافاً وأقل اعتماداً على العملات المعادية، فأنت تسلك هذا الطريق".

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة المالية الروسية أخيراً، إن اليوان "يلعب دوراً متزايد الأهمية" في صندوق الثروة السيادية، والذي ضاعف حصة اليوان التي يمكنه الاحتفاظ بها إلى 60% في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وبدأت الوزارة بيع اليوان في يناير/ كانون الثاني لسد عجز الموازنة الآخذ في الاتساع.

 

وارتفعت حصة الصادرات الروسية المدفوعة باليوان إلى 14% حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، وفقاً لبيانات البنك المركزي الروسي. وهذا يمثل ارتفاعاً كبيراً من نسبته قبل الحرب البالغة 0.4% قبل الغزو. ولكن رغم ذلك فإن استخدام اليوان كمخزن للقيمة يختلف عن استخدامه لتسوية الصفقات لأنه مصمم بدرجة عالية للصفقات وليس كعملة في أسواق الصرف العالمية، كما هو الحال بالنسبة للدولار.

ورغم العقوبات الغربية على موسكو، تجري الصين معاملات تجارية ومالية من خلال البنوك الأصغر التي ليس لها وجود قانوني في الغرب، باستخدام الروبل واليوان بدلاً من الدولار، وقد تمنح المركزي الروسي حق الوصول إلى حيازاته من اليوان.

لكن مقابل كل ذلك، من المحتمل أن تحاول الصين الحد من الحجم الإجمالي لأحجام التجارة وتدفقات المدفوعات لتجنب إثارة مواجهة مباشرة مع أميركا.

المساهمون