العقوبات الغربية تزيد التحويلات المالية من روسيا إلى كازاخستان

06 مايو 2023
بلغت التحويلات المالية من روسيا إلى كازاخستان نحو 27.5 مليون دولار في مارس (Getty)
+ الخط -

تحولت كازاخستان، منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى واحدة من الدول التي تساعد موسكو في الالتفاف على العقوبات الغربية، كونها تجمع بين العضوية في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مع روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وقرغيزستان من جانب، وتتمتع بعلاقات اقتصادية متشعبة مع الغرب من جانب آخر.

أدى هذا الوضع إلى ارتفاع حاد في قيمة التحويلات المالية من روسيا إلى كازاخستان، لتبلغ في مارس/آذار الماضي، 12.2 مليار تينغي (نحو 27.5 مليون دولار) بزيادة نسبتها 171%، وفق إحصاءات المصرف الوطني لجمهورية كازاخستان، الواردة في وقت سابق من مايو/أيار الجاري.

وتشمل هذه البيانات التحويلات عبر منظومات "التاج الذهبي" و"كونتاكت" و"يونيستريم" وغيرها من منظومات التحويل التي لا تزال تعمل في السوق الروسية بعد انسحاب الشركات العالمية الكبرى مثل "ويستر يونيون".

وبذلك تأتي روسيا في المرتبة الأولى من حيث التحويلات الدولية إلى كازاخستان، إذ بلغت حصتها فيها 41 في المائة من حيث القيمة، و54 في المائة من حيث عدد العمليات. 

وفي الربع الأول من عام 2023، تم تحويل 33.9 مليار تينغي من روسيا إلى كازاخستان، مما يفوق المعدل للفترة نفسها لعام 2022 بمقدار أكثر من أربعة أضعاف.

وخلال العام الماضي، تم تحويل 357 مليار تينغي (حوالي 775.4 مليون دولار) من روسيا إلى كازاخستان، وهو أعلى رقم منذ عام 2014 الذي بدأت اعتبارا منه تتوفر الإحصاءات. ويفوق الرقم بما يعادله بالدولار حجم التحويلات في عام 2021 بمقدار 6.8 أضعاف. 

ويجمع خبراء على أن أحد الأسباب الرئيسية لزيادة التحويلات هو انتقال مواطنين روس إلى دول أخرى وفتح بطاقات في كازاخستان، وكذلك زيادة الإقبال على خدمة شراء سلع معينة من الخارج، بعد أن لم تعد متوفرة في روسيا بسبب العقوبات الغربية.

ويرجع رئيس النادي الأوراسي للتحليل في موسكو، نيكيتا ميندكوفيتش، القفزة في التحويلات المالية من روسيا إلى كازاخستان إلى سببين رئيسيين: أولهما حركة هجرة الشباب من كازاخستان إلى روسيا قبل بدء النزاع في أوكرانيا، وثانيهما هو فتح الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين الروس حسابات في مصارف كازاخستان للالتفاف على العقوبات الغربية.

ويقول ميندكوفيتش، في حديث لـ"العربي الجديد": "شهدت الفترة ما قبل النزاع في أوكرانيا، هجرة واسعة النطاق لعشرات الآلاف من الكازاخ الشباب إلى روسيا، وهم يحولون أموالا إلى عائلاتهم، وهذه ظاهرة عامة في بلدان آسيا الوسطى ذات معدلات بطالة أعلى مقارنة مع روسيا".

وحول دور العقوبات الغربية في زيادة التحويلات من روسيا إلى كازاخستان، يضيف: "أسفر قطع المصارف الروسية الكبرى عن "سويفت" عن تعذّر إجراء المشتريات من الدول الغربية بواسطة البطاقات المصرفية الروسية".

وأشار إلى أنه "على مدى عام 2022، زار العديد من الروس كازاخستان لفتح حسابات في مصارف محلية لإجراء المعاملات بواسطتها، شأنهم في ذلك شأن الشركات الروسية العاملة في مجال التجارة الخارجية، والتي أصبحت تفتح فروعا في كازاخستان لإجراء المعاملات مع الغرب من خلالها".

ويتوقع أن "النشاط المالي من هذا النوع سيستمر لبعض الوقت لحين تغيير روسيا هيكل اقتصادها بشكل كامل للحد من تجارتها مع الدول العدوانية من أعضاء حلف الناتو" بحسب وصفه.

وأسفرت العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في بداية عام 2022، عن فرض الدول الغربية عقوبات واسعة النطاق على المنظومة المالية الروسية، وانسحاب شركتي "فيزا" و"ماستركارد" الأميركيتين من السوق الروسية، وكذلك هجرة عدد من المواطنين الروس.

ونظرا للقيود المالية، واجه الروس صعوبات في الوصول إلى أموالهم، بينما تتيح التحويلات عبر منظومات الدفع، استلام الأموال بالخارج نقدا أو ببطاقات المصارف المحلية.