قفزت تكاليف شحن الوقود الروسي إلى مستويات قياسية، بعد أيام من سريان عقوبات أوروبية جديدة ضد موسكو، استهدفت حظر المنتجات النفطية الروسية المنقولة بحراً، اعتباراً من الخامس من فبراير/ شباط الجاري.
وارتفعت المكاسب اليومية للناقلات الصغيرة نسبياً التي تنقل الوقود المكرر عبر المحيط الأطلسي بأكثر من 400% في أسبوع لتصل إلى 55857 دولاراً، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن بورصة البلطيق في لندن. وصعدت المكاسب اليومية بنسبة 58% يوم الخميس الماضي وحده، وهو أكبر مكسب يومي منذ أواخر عام 2021، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.
كان الدافع وراء ارتفاع التكلفة جزئياً هو تفرُّق الأسطول بين بعض الناقلات التي تخدم مصالح موسكو وبعضها الآخر في السوق الدولية، كما يسلط ارتفاع التكلفة الضوء على الجانب الآخر المحتمل للإجراءات الشديدة التي تهدف إلى الحد من عائدات النفط الروسية.
وقال لارس باستيان أوسترينغ، المحلل لدى شركة آركتيك سيكيوريتيز إنّ "كميات الوقود الروسي تستمر في التدفق بالمعدل نفسه تقريباً، وهذا يتطلب الكثير من السفن... في نهاية المطاف، يظهر الارتفاع الحالي أن الطلب جيد جداً".
وانضمت نحو 600 سفينة إلى ما يعرف بـ"أسطول الظل" للسفن التي تساعد روسيا على استمرار تدفق نفطها إلى الأسواق، وهو ما يترك بدوره عدداً أقل من السفن التي تخدم مصدري النفط الآخرين ويزيد من تكلفة الشحن.
ولا يتعلق ارتفاع تكلفة الشحن فقط بتحول الناقلات إلى نقل كميات الوقود الروسي. فقبل حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الوقود الروسي زاد الاتحاد مشترياته من المنتجات المكررة من أماكن أخرى لضمان توفّر الكميات، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم توفر بعض السفن في أسطول يعاني بالفعل.
ومع انتعاش الشراء حالياً في مكان آخر، ارتفعت أسعار الشحن بشكل كبير. وسجلت السفن التي تبحر من أوروبا إلى غربي أفريقيا أكبر مكسب يومي، الخميس الماضي، منذ بدء نشر الأرقام العام الماضي. مع ذلك، قد يساهم تحول بعض الناقلات إلى روسيا في استمرار ارتفاع أسعار الشحن.
وقال إيريك هافالدسن، محلل الشحن لدى شركة باريتو سيكيوريتيز في أوسلو: "ما نسمعه هو أن سفناً عدة أصبحت غير متاحة فجأة ضمن قوائم الحمولات، وجرى سحبها نحو روسيا... لذا فجأة، اختفت أعداد السفن المتاحة للشحن تقريباً بالأمس".