العقوبات الأميركية تخفض تجارة الصين وإيران لأدنى مستوى في 16 عاماً

26 مارس 2021
تراجعت قيمة التجارة البينية إلى 20 مليار دولار بنهاية عام 2020 (Getty)
+ الخط -

أعلن رئيس غرفة التجارة بين إيران والصين، مجيد رضا حريري، اليوم الجمعة، قبيل وصول وزير الخارجية الصيني وانغ لي إلى العاصمة الإيرانية طهران، أنّ حجم التجارة بين البلدين قد سجل تراجعاً لافتاً، بعد انخفاضه إلى 20 مليار دولار مع نهاية عام 2020.

وأكد حريري، في مقابلة مع وكالة "إيلنا" الإيرانية العمالية، أن هذا المستوى من التجارة بين البلدين هو الأدنى منذ 16 عاماً، قائلاً إنّه "عندما تصغر تجارتنا الدولية العابرة للحدود فحصتنا من التجارة مع الصين أيضاً تتراجع، إذ إنها لم تحقق هذا المستوى المتدني منذ 15 أو 16 عاماً".

وأوضح أن البيانات تؤكد أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الصين وإيران هبط نهاية العام الماضي إلى 16 مليار دولار، مشيراً إلى أنه قد لا يبلغ حتى 20 مليار دولار مع احتساب تصدير النفط إلى الصين بشكل غير رسمي.

وأعرب المسؤول الإيراني عن أمله في أن يشهد الاقتصاد الإيراني في العام الإيراني الجديد الذي بدأ مع 21 مارس/آذار الحالي "وضعاً أفضل، بالنظر إلى المسار الإيجابي الذي يُلاحظ لحل المشاكل مع أميركا وكذلك تأقلم اقتصاد العام مع مرض كورونا المستجد، وارتفاع أسعار النفط".

وأشار حريري إلى المباحثات الإيرانية الصينية للتوصل إلى وثيقة التعاون الشامل لـ25 عاماً، معرباً عن أمله في أن يتفق الطرفان عليها خلال الفترة المقبلة، مع تأكيده أن إبرام هذا الاتفاق "لا يعني أنه سيترك آثاراً اقتصادية عاجلة".

غير أن وكالات أنباء إيرانية توقعت أن يتمّ التوقيع على الوثيقة غداً السبت بين وزيري خارجية إيران والصين.

 

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، وصل وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى العاصمة الإيرانية، في زيارة تستمر ليومين في إطار جولة إقليمية شملت عدة دول، من بينها السعودية وتركيا.

ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الصيني مباحثات مع ظريف والرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس البرلمان السابق مستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني، وفقاً لما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية.

إلى ذلك أيضاً، أكّدت وزارة التجارة الصينية، أمس الخميس، أن الصين ستبذل جهودها لحماية الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجموعة السداسية الدولية عام 2015، مشددة على أنها ستدافع عن مصالحها المشروعة مع إيران.

وقالت الوزارة إنّ بكين لم تتلق إشعاراً من الإدارة الأميركية الراهنة بفرض عقوبات على النفط الإيراني الذي فرضت عليه الإدارة الأميركية السابقة حظراً شاملاً اعتباراً من الثاني من أيار/ مايو 2019.

وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت أخيراً بأن إيران صدرت كميات نفط قياسية إلى الصين خلال الأشهر الأخيرة، لكن بيانات الجمارك الصينية لا تتضمّن أي تقرير عن استيراد النفط الإيراني.

وأجرت إيران والصين مفاوضات خلال العام الماضي لإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية لربع قرن في مختلف المجالات، لا سيما المجال الاقتصادي.

وأثارت هذه الاتفاقية مع الصين انتقادات في أوساط إيرانية بعد رواج أنباء عن تسليم إيران جزراً لبكين، وامتيازات هائلة أخرى، لكن وزير الخارجية الإيراني سبق له أن نفى صحة هذه الأنباء، مؤكداً أن "لا الحكومة الحالية ولا أي حكومة أخرى ستسلّم شبراً واحداً من الأراضي الإيرانية لأحد". وتشير تقارير إعلامية إلى أنّ برنامج التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين يتضمّن استثمارات صينية هائلة في إيران، تقدر قيمتها بـ400 مليار دولار على مدى 25 عاماً، منها 280 مليار دولار حجم الاستثمارات المتوقعة في قطاعي الغاز والنفط الإيرانيين، و120 مليار دولار في شبكة الطرقات والمطارات والسكك الحديدية. وبحسب التصريحات الإيرانية، فإن المباحثات بشأنها مستمرة.