استمع إلى الملخص
- إلغاء خطط استيراد القمح وتحسين عمليات التسويق والرقابة على المخالفات، مما يعزز الأمن الغذائي ويشجع المزارعين على زيادة الإنتاج.
- تبني الحكومة لإجراءات داعمة للزراعة، مثل منح أسعار أعلى للفلاحين المستخدمين لتقنيات الري الحديثة، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الضروري لإنتاج الطحين.
قالت وزارة التجارة العراقية، اليوم الأحد، إن البلاد حققت الاكتفاء الذاتي من محصول القمح لعام 2024، من خلال الكميات التي جرى تسلمها من الفلاحين حتى الآن، وذلك في أول إعلان من نوعه يشهده العراق منذ سنوات، حيث تستفيد البلاد من وفرة الأمطار هذا العام. ولم يكشف البيان عن كميات القمح التي جرى إيداعها في مخازن الحكومة، أو التي ينتظر أن تودع من قبل الفلاحين، لكن مسؤولاً بوزارة الزراعة العراقية قال لـ"العربي الجديد"، اليوم، إنه من المتوقع أن تتجاوز الكميات المسوقة من الفلاحين للحكومة عتبة الستة ملايين طن، من بينها ثلاثة ملايين من المحافظات الشمالية وحدها.
وأضاف، طالباً عدم الإفصاح عن هويته، كونه غير مخول بالتصريح، أن موسم الأمطار الوفير كان سبباً رئيسياً في ارتفاع إنتاج القمح هذا العام بنحو الضعف عن العام الماضي، مؤكداً أن الدولة ستعلن خلال الأيام القادمة عن أرقام رسمية بخصوص ذلك.
وقال عضو اتحاد الفلاحين العراقيين، أحمد الحجي، لـ"العربي الجديد"، إنه يتوقع أن تصل كمية المحصول النهائي لهذا العام لنحو سبعة ملايين طن، وهو رقم قياسي لم يتحقق منذ سنوات عديدة.
وأضاف الحجي أن "موسم الأمطار إلى جانب مَنْح الحكومة قروضاً زراعية وامتيازات لاستصلاح الأراضي المعطلة، وتوفير نوعيات بذور جيدة، كلها كانت سبباً في هذه الطفرة". وتابع أن العراق كان يستورد خلال السنوات الأخيرة ما لا يقل عن مليون طن قمح من دول مختلفة، وهو ما يعني أن البلاد وفرت مبالغ مهمة بالعملة الصعبة.
الإعلان العراقي الذي يعني إلغاء خطط استيراد القمح من الخارج، جاء على لسان المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، في بيان له، مساء أمس، قال فيه إنَّ "الموسم التسويقي لمحصول الحنطة (القمح) 2024 يحقق أهدافه من خلال كميات القمح المسوقة من الفلاحين والمزارعين التي ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على المنتج الوطني، بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي العراقي".
وأضاف أن "عمليات التسويق واسعة النطاق مستمرة في محافظات نينوى وكركوك وديالى، (شمال) فضلاً عن محافظات عراقية أخرى، في حين بدأت تتضاءل عمليات التسويق في المحافظات الوسطى والجنوبية، بعد استكمال عمليات تسليم المحصول حسب إحصائيات وزارة الزراعة خلال الموسم الزراعي".
يعتمد العراق، بالدرجة الأساس، على الحنطة في إنتاج مادة الطحين، ضمن مفردات السلّة الغذائية
وتابع أنَّ "نجاح عمليات التسويق، وحصر المخالفات التي حصلت في مواسم سابقة ساهم في إبداء التسهيلات كافة للمزارعين، بما يحقق الاكتفاء الذاتي، الذي أسهم في جعل العراق دولة منتجة للحنطة التي تشكل أولوية استراتيجية في تحقيق الأمن الغذائي".
ويعتمد العراق، بالدرجة الأساس، على الحنطة في إنتاج مادة الطحين، ضمن مفردات السلّة الغذائية، إذ يُعد العراق من الدول التي تضع الخبز ضمن المواد الأساسية للغذاء على موائد العراقيين. وتحتاج السوق المحلية سنوياً إلى حوالي 4.5 ملايين طن لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح، وفقاً لأرقام سابقة صادرة عن وزارة التجارة.
وأمس السبت، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن قرار يقضي بمنح الفلاحين الذين يستخدمون تقنية الري الحديث أسعاراً أعلى لمنتجاتهم من الفلاحين الذين يعتمدون الري التقليدي، معلناً في بيان أصدره مكتبه استيراد 12 ألف منظومة ري للمرة الأولى في العراق. وأكد أنّ "اتفاقية إدارة المياه مع تركيا ستحقق نقلة نوعية بقطاع الزراعة في العراق".