أعلنت السلطات العراقية إحباط عمليات سرقة وتهريب النفط من 12 موقعا نفطيا بعدد من المحافظات في البلاد، مؤكدة استمرار الجهد الأمني لمنع تلك العمليات.
وخلال الفترة الأخيرة، والتي تشهد مؤشرات على اتساع أزمة الوقود في المحافظات العراقية، وما لعمليات التهريب من أثر في ذلك، شددت القوات الأمنية من عملياتها، لمنع عمليات التهريب والمراقبة على آبار النفط، بغية السيطرة على الملف ومنع دخول البلاد في أزمة وقود.
ووفقا لبيان لوكالة الاستخبارات والتحقيقات، صدر اليوم الأربعاء، فإنه "استنادا لمعلومات استخباراتية دقيقة وبعمليات منفصلة، تمكنت قوة تابعة للوكالة من ضبط 12 موقعاً نفطياً تستخدم للمتاجرة وتدوير النفط ومشتقاته بصورة غير رسمية"، مؤكدا أنه "تم العثور بداخل المواقع على عجلات وخزانات نفطية مختلفة الأحجام تحتوي على منتج نفطي مجهول الكمية والنوعية، في محافظات بغداد وكركوك والبصرة وصلاح الدين والأنبار".
وأكد البيان: "تم أيضا ضبط 45 عجلة مع سائقيها كانت معدة للمتاجرة وتدوير النفط ومشتقاته بصورة غير مشروعة، ضمن محافظات البصرة وبغداد وكركوك وصلاح الدين ونينوى وديالى وبابل وكربلاء"، مبيناً أنه "تم التعامل مع المضبوطات أصوليا وتسليمها إلى الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإكمال الأوراق التحقيقية".
وأشار إلى أن "العمليات الاستباقية التي تنفذها وكالة الاستخبارات أسهمت بشكل فعال في تقويض عمليات سرقة وتهريب النفط في البلاد".
وعلى الرغم من ذلك، فإن أي إحصائية رسمية بعدد عمليات التهريب التي تنفذ، أو بكميات النفط التي قد تهرب، لم تصدر عن الجهات الرسمية، إلا أن مسؤولين أمنيين أكدوا أن هناك تسارعا بتنفيذ عمليات تأمين الآبار النفطية ومنع التهريب.
وقال ضابط أمن عراقي إن "الأجهزة الأمنية تنفذ، بالتنسيق مع وزارة النفط، خطة استباقية لمنع عمليات تهريب النفط في البلاد".
وبين الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "العمليات المتسارعة التي تنفذها الأجهزة الأمنية تشمل عمليات مراقبة ورصد وجهد استخباري وتحديد الآبار النفطية التي تعد أكثر عرضة لعمليات التهريب بعدد من مناطق البلاد".
وأكد أن "تلك الخطة حدت من عمليات التهريب، وتمكنا من ضبط أنابيب تهرب النفط عبر الحدود مع إيران"، مبينا أن "الخطة الأمنية ستتواصل، حتى يتم منع كافة عمليات التهريب".
ومع نجاح القوات الأمنية في إحباط عدد من عمليات التهريب، والقبض على المتورطين بها، إلا أنها لم تكشف عن الجهات التي تقف وراءها، كما لم تكشف مجريات التحقيق مع المعتقلين، أو الأحكام التي قد تصدر بحقهم.
وغالبا ما تتم عمليات التهريب النفطي من العراق عبر إحداث ثقوب في الأنابيب الوطنية الناقلة وربط أنابيب أو خراطيم بنواظم سيطرة عليها لسحب كميات من النفط لغرض تهريبها.
ويعد ملف تهريب النفط في العراق من الملفات الشائكة، إذ كان تنظيم "داعش" يعتمد على التهريب في المحافظات التي سيطر عليها في السنوات السابقة، بالحصول على أموال طائلة انعكست على قوته العسكرية، فيما سيطرت مليشيات مسلحة بعد تحرير تلك المحافظات على آبار نفطية كثيرة، وبدأت إدارة التهريب المنظم فيها، بحسب ما تكشفه بين فترة وأخرى مصادر أمنية عراقية.