كشفت دائرة الزراعة في محافظة نينوى شمال العراق عن نفوق أعداد كبيرة من المواشي في المحافظة، بسبب تفشي فيروس الحمى القلاعية، معتبرة أن انتشار الوباء جاء لعدم اتباع المربين سبل السلامة والوقاية، فيما أكد مربون انعدام الدعم اللازم من قبل دائرة البيطرة في المحافظة، سواء فيما يتعلق باللقاحات والمواد العلاجية.
وقال أحمد عايد، مدير قسم الثروة الحيوانية في نينوى، إن الفيروس ظهر من خلال شراء أحد الأشخاص المواشي من محافظة بغداد الواقعة على بعد 550 كيلومتراً، وبنقلهم الى مدينة الموصل، حاملاً معه شهادة صحية تؤكد خلوها من الأمراض، لكن تبين أن المواشى تحمل فيروس الحمى القلاعية.
وأوضح عايد لـ"العربي الجديد" أن عدد المواشي النافقة يصل إلى 200 حالة في غضون أيام، وهذا العدد كبير بالنسبة لخطورة الفيروس الذي يعد سريع الانتشار بين المواشي، لأنه يبقى في طور الحضانة داخل جسم الحيوان ولا تتضح أعراضه إلا بعد أسبوعين.
وحمل المسؤول البيطري العراقي المربين مسؤولية تفشي الفيروس، بسبب عدم قيامهم بحجر المواشي المشكوك في إصابتها، وعدم وضعها مع المواشي الأخرى، إلا بعد انقضاء فترة الوقاية والتأكد من سلامة الحيوان من المرض، محذراً من خطورة المرض الذي ينتقل عن طريق الرذاذ والهواء بمسافة قد تصل الى 100 متر.
وللحد من انتشار المرض ونفوق المزيد من المواشي شدد عايد، على ضرورة عدم بيع الحيوانات داخل المدينة، وعدم إعطائها الأعلاف الخشنة كالتبن والشعير، فضلاً عن ضرورة تنظيف الحظائر بشكل مستمر، واتباع سبل الوقاية الصحية والحجر.
وفي مقابل تحميل مربي المواشي مسؤولية انتشار الوباء، شكا عدد من المربين من انعدام الدعم اللازم من لقاحات ومواد علاجية من قبل دائرة البيطرة في المحافظة.
وقال أسعد كاظم، أحد المربين في مدينة الموصل، إن أعداداً كبيرة من الجاموس والأبقار التي يملكها تعرضت إلى نفوق بعد إصابتها بالحمى، بالإضافة إلى الديون الكبيرة التي تكبدها بسبب شراء اللقاحات من الأسواق السوداء والتي تبين أنها منتهية الصلاحية.
وأضاف كاظم لـ"العربي الجديد"، أن الدولة لم تقدم أي دعم لمربي المواشي من ناحية الأعلاف والعلاجات واللقاحات، وان الموسم الحالي يشهد أكبر خسارة نتيجة لتفشي الفيروس، مؤكدا أن هناك أعداداً كبيرة من المواشي مصابة بالفيروس، ومن الممكن أن تتعرض إلى النفوق في أي وقت ما لم يتم التدخل السريع من قبل مديرية البيطرة والزراعة في المحافظة.
بدورها، أعلنت وزارة الزراعة، الثلاثاء الماضي، عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق العيادات البيطرية غير المجازة، فضلاً عن اللقاحات والأدوية غير الرسمية، مشيرة إلى خطرها على الثروة الحيوانية وصحة الإنسان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن وكيل الوزارة مهدي سهر الجبوري، الثلاثاء الماضي.
وعن طبيعة المرض وخطورته أشار الطبيب البيطري، مصطفى طالب، إلى أن الخطر في هذا الفيروس هو إمكانية تغيير التركيب الوراثي له بشكل مستمر، حيث تظهر سلالات خطيرة تؤدي إلى نفوق الحيوانات وتسبب خسائر فادحة في الإنتاج الحيواني.
ولفت طالب في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن أعراض الفيروس تتمثل في ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، مع ظهور حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته.
وأضاف أن هذا المرض يعد من أكثر الأمراض عدوى، حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق مباشر أو غير مباشر نتيجة الملامسة لمواد ملوثة بالفيروس، كما ينتشر عن طريق الطيور والسيارات، علاوة عن انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية والتي تحمل الفيروس لمدة طويلة بعد شفائها، كما ينتقل عن طريق الرياح تحت الظروف الجوية الملائمة.
ومن جانبه طالب عدي العبادي مدير المستشفى البيطري في نينوى الجهات المعنية في وزارة الزراعة بالإسراع في إرسال لقاح الحمى القلاعية لإجراء حملة عاجلة للحد من هذا النفوق، مؤكداً في تصريحات صحافية أخيراً أن مديريته وجهت الكوادر البيطرية باستنفار كل الجهود لغرض السيطرة على مرض الحمى القلاعية.
وأضاف أن الفرق الطبية أخذت عينات دم وعينات نسيجة وأرسلتها إلى المختبرات المركزية في بغداد لتحديد حالة الفيروس، مع إرسال طلب عاجل إلى دائرة البيطرة في بغداد لتوفير اللقاح الخاص بهذا المرض لغرض تلقيح المواشي والحيوانات الموجودة في المحافظة للحد من خطورة المرض.