بدأ الطلب على النفط في الولايات المتحدة، في الظهور مجدداً بعد شهور من إحكام فيروس كورونا الجديد قبضته على استهلاك الخام في أكبر اقتصاد بالعالم، فيما كانت آسيا النقطة الوحيدة المضيئة في الاستهلاك عالمياً، وسط توقعات بتعافي السوق خلال الفترة المقبلة مع إجراءات الاقتصادات الكبرى لكبح انتشار الوباء.
ووفق ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، فإن سوق النفط العالمية على مسار التعافي، وإن سعر الخام قد يدور بين 45 و60 دولارا للبرميل في المتوسط هذا العام، معتبرا في تصريحات لقناة "روسيا 1" التلفزيونية ونقلتها وكالات الأنباء الروسية، أمس الأحد، أن "السوق متوازنة وأن الأسعار التي نراها الآن تتفق مع وضع السوق".
وأضاف نوفاك أن الطلب العالمي على النفط وصل إلى أدنى مستوياته خلال أزمة الجائحة في إبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2020، عندما هبط بين 20% و25% عن المعتاد.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي قوله، إن الطلب تحسن بعدها وإن التراجع دار بين 8% و9% بنهاية العام.
وكان الطلب العالمي نحو 100 مليون برميل يومياً قبل الإغلاقات المرتبطة بفيروس كورونا. وتقول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن الطلب العالمي على النفط سينتعش في 2021 ولكن بوتيرة أبطأ مما كان يُعتقد سابقا في ظل استمرار تداعيات الجائحة.
غير أن الطلب على الخام في الولايات المتحدة عاد في الظهور مجدداً، واتجهت مصافي التكرير في معالجة معظم النفط الخام تحسبا لزيادة الطلب على البنزين خلال الصيف بعد توقف الاقتصاد لشهور امتدت منذ مارس/ آذار الماضي، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ.
وتعد عودة الطلب الأميركي، الذي جاء مع بدء حملة التلقيح العالمية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ضد الوباء، أحدث تطور في تعافي النفط من أعماق الوباء. حيث استمرت أوبك وشركاؤها في إدارة أسعار النفط منذ مايو/ أيار الماضي من خلال خفض الإنتاج، لمجابهة تراجع الطلب من خارج آسيا.
ويعني الارتفاع في معدلات طلب المصافي أن شركات التكرير تتنافس على البراميل المحلية التي كان يتم إرسالها لعدة أشهر إلى أسواق أكثر قوة في آسيا. وهو ما ساهم في ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة.
وزادت أسعار النفط أكثر من 2% يوم الجمعة الماضي، مسجلة أعلى مستوياتها فيما يربو على عام، حيث صعد خام برنت 1.29 دولار بما يعادل 2.1% ليتحدد سعر التسوية عند 62.43 دولارا للبرميل، كما أغلق الخام الأميركي مرتفعا 1.23 دولار أو 2.1% عند 59.47 دولاراً للبرميل. وانتزع الخام الأميركي مكاسب أسبوعية بنحو 4.7%، في حين ارتفع برنت 5.3% على مدار الأسبوع.
وفي هذه الأثناء، زادت شركات النفط والغاز الطبيعي الأميركية أعداد الحفارات للأسبوع الثاني عشر على التوالي، في أطول موجة إضافات منذ يونيو/ حزيران 2017. ووفق تقرير لشركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة الجمعة الماضي، فإن عدد حفارات النفط والغاز، زاد خمس حفارات إلى 397 على مدار الأسبوع المنتهي في 12 فبراير/ شباط الجاري، مسجلا أعلى مستوياته منذ مايو/ أيار.