يلعب الطلاب الأجانب دوراً مهماً في اقتصاد بريطانيا، خاصة القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي، إذ تشير الأبحاث إلى أن كل 10 طلاب أجانب غير أوروبيين يأتون للدراسة في بريطانيا يضيفون نحو مليون جنيه إسترليني خلال فترة دراستهم إلى الاقتصاد المحلي.
وتأتي تلك الحسابات وفق معهد سياسات التعليم العالي في بريطانيا بالتعاون مع جامعات المملكة المتحدة الدولية في دراسة ذكرت أن الطلاب الدوليين بالجامعات البريطانية البالغ عددهم نحو 272 ألف طالب خلال العام الدراسي 2018-2019 سيحققون ما يقرب من 26 مليار جنيه إسترليني كصافي إيرادات للنشاط الاقتصادي خلال فترة دراستهم.
تهدف بريطانيا للوصول بأعداد الطلاب الأجانب في الجامعات إلى نحو 600 ألف طالب بحلول 2030، ليصبح دخل المملكة المتحدة سنوياً من هؤلاء الطلاب نحو 35 مليار إسترليني
وبتحليل مصادر صافي هذه الإيرادات المؤثرة على النشاط الاقتصادي والبالغة 26 مليار جنيه إسترليني، فإن نحو 4.7 مليارات جنيه إسترليني تأتي من قبل الطلاب الأوروبيين، بينما يساهم الطلاب الأجانب القادمون من بلدان أخرى بنحو 21.3 مليار دولار جنيه إسترليني خلال الفترة الإجمالية لدراستهم.
وهذه الأرقام تأتي من خلال رصد لدخل اقتصاد المملكة من الرسوم الدراسية وغيرها مثل الإنفاق من قبل كل مجموعة من الطلاب الدوليين، بما في ذلك الطلاب القادمون من الاتحاد الأوروبي.
وتعد المملكة المتحدة من أكثر الوجهات جاذبية للدراسة للطلاب الأجانب، فهي تأتي في المرتبة الثانية عالمياً، إذ احتلت 8 في المائة من السوق العالمية، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بنسبة 17 في المائة.
ففي السنة الدراسية 2019-2020 بلغ عدد الطلاب الأجانب نحو 550 ألف طالب من الخارج، بينهم 143 ألف طالب أوروبي أغلبهم من إيطاليا ثم فرنسا ويليهم الألمان والإسبان.
وترسل الصين أكبر عدد طلاب إلى بريطانيا، تليها الهند والولايات المتحدة، ويأتي الطلبة السعوديون في المرتبة الأولى عربياً بعدد بلغ 7950 في 2018 يليهم الإماراتيون والكويتيون.
ولكن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تم فرض نفس الرسوم الدراسية العالية على طلاب الاتحاد الأوروبي ليتساوى مع الطلاب الدوليين، مما أدى إلى انخفاض أعداد طلاب الاتحاد الأوروبي القادمين للحصول على درجة البكالوريوس، من 22000 في عام 2020 إلى 9800 في عام 2021، أي تراجع بنحو 55.4 في المائة.
تعد المملكة المتحدة من أكثر الوجهات جاذبية للدراسة للطلاب الأجانب، فهي تأتي في المرتبة الثانية عالمياً، إذ احتلت 8% من السوق العالمية، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بنسبة 17%
وتشير تقديرات هيئة خدمات قبول الجامعات والمعاهد البريطانية إلى أنه في 30 يونيو/ حزيران الماضي، وهو الموعد النهائي لتقديم الطلاب الأجانب، بلغ إجمالي عدد طلبات التقديم من الطلاب الأوروبيون نحو 28400 طلب، أي بانخفاض بلغ 43 في المائة، ليقابله ارتفاع بنسبة 14 في المائة من الطلاب الدوليين بنحو 102 ألف طلب.
فقد أصبح على الطلاب الأوروبيين دفع رسوم التسجيل ذاتها مثل الطلاب الأجانب، فضلاً عن تكاليف تأشيرة الدخول الخاصة بالطلاب البالغة 350 جنيهاً إسترلينياً، وتكاليف تغطيتهم الصحية، بالإضافة إلى أنه لن يكون بإمكانهم الحصول على قروض للدراسة مثل الطلاب البريطانيين.
الأمر الذي يشير إلى أنه من الآن فصاعداً سيصبح ما يضيفه الطالب الأوروبي للاقتصاد البريطاني مساوياً لإيرادات الطالب الدولي القادم من خارج منطقة اليورو، ولكن التحدي الأصعب أمام المملكة المتحدة هو كيفية جذب هؤلاء الطلاب الأوروبيين الذين بدأت أعدادهم تتقلص.
وتهدف بريطانيا للوصول بأعداد الطلاب الأجانب في الجامعات إلى نحو 600 ألف طالب بحلول عام 2030، ليصبح دخل المملكة المتحدة سنوياً من هؤلاء الطلاب نحو 35 مليار جنيه إسترليني.
وتختلف رغبات الطلاب الأجانب للدراسة في بريطانيا بين المجالات المختلفة في الجامعات، ولكن المجال الأكثر شيوعاً هو إدارة الأعمال تليه مجالات العلوم الاجتماعية، وتتبعها المجالات الطبية بمختلف أنواعها، وأخيراً مجال الفنون الإبداعية.
تتيح بريطانيا للطلاب الأجانب العمل بدوام جزئي خلال فترة الدراسة بنحو 20 ساعة في الأسبوع، وبدوام كامل خلال فترة العطلة الرسمية
وتتيح بريطانيا للطلاب الأجانب العمل بدوام جزئي خلال فترة الدراسة بنحو 20 ساعة في الأسبوع، وبدوام كامل خلال فترة العطلة الرسمية، على ألا تشمل طبيعة العمل إدارة نشاط تجاري خاص أو العمل لحساب شخصي، كما لا يمكن للطالب الأجنبي العمل في وظيفة دائمة تتطلب توقيع عقود عمل.
ويبلغ متوسط الأجر الأسبوعي لوظيفة بدوام جزئي بجميع أنحاء المملكة المتحدة حوالي 112.20 جنيهاً إسترلينياً، فيما يصل بعض الطلاب الدوليين إلى الحصول على نحو 200 جنيه إسترليني أسبوعياً.
ووفق مسار جديد أطلقته المملكة المتحدة في عام 2021، أصبح للطلاب الدوليين لهم الحق في البقاء داخل البلاد عقب تخرجهم من الجامعات البريطانية لمدة عامين (3 سنوات في حال كان الطالب حاصلاً على درجة الدكتوراه) من أجل البحث عن عمل.
وتشير تقديرات هيئة (LEO) البريطانية المعنية بتتبع مدى قدرة الخريجين الجدد على التوظيف ومستوى رواتبهم إلى أن طلاب الاتحاد الأوروبي وغير الأوروبيين يحصلون على متوسط دخل يتراوح بين 27000 و28100 جنيه إسترليني بعد 3 سنوات من التخرج، مقارنة بـ 23700 جنيه إسترليني لخريجي المملكة المتحدة.
وتعي المملكة الدور الاقتصادي الذي يساهم به الطلاب الدوليون، سواء خلال مرحلة دراستهم أو بعد الانتهاء منها، لذا تهدف بريطانيا من خلال "استراتيجية التعليم الدولي" المحدثة لعام 2021 إلى الاستفادة من هذه المهارات عبر تقديم تسهيلات لتوظيف الطلاب الدوليين ورفع الحواجز التي تحول دون توظيفهم.