الصين تبدي استعدادها للحوار مع الاتحاد الأوروبي حول الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية

23 يونيو 2024
الصين: فرض الرسوم على السيارات الكهربائية سيضر الطرفين، شاندونغ 16 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الصين تعلن استعدادها للحوار مع الاتحاد الأوروبي حول قضية السيارات الكهربائية، مشددة على أهمية التفاوض الجاد والمهني لتجنب تصاعد الاحتكاكات التجارية، وتلوح باللجوء إلى منظمة التجارة العالمية إذا لزم الأمر.
- رسوم إضافية محتملة من الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية تثير قلق الصين وألمانيا، مع تحذيرات من تأثيرات سلبية على التحول الأخضر العالمي ومصالح المستهلكين الأوروبيين.
- اتفاق على بدء المشاورات بين الصين والاتحاد الأوروبي لإيجاد حل وسط يخفف التوترات التجارية، مع التركيز على معالجة الإعانات المؤذية والحفاظ على العلاقات التجارية والصناعية بين الجانبين.

أعرب وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو عن استعداد بلاده للحوار والتشاور بشأن قضية السيارات الكهربائية، في حال أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لـ"الجلوس بإخلاص" إلى طاولة التفاوض. وأضاف وانغ، خلال لقائه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، السبت، أن الصين مستعدة للنظر في الشواغل المعقولة لكلا الجانبين بطريقة منطقية ومهنية من أجل تجنب تصاعد الاحتكاكات التجارية.

وأكد وانغ، في تصريحاته التي نشرتها وكالة شينغوا الصينية، أن بلاده تأمل أن تلعب ألمانيا دورا إيجابيا داخل الاتحاد الأوروبي، ما يدفع الجانب الأوروبي إلى الالتقاء مع الصين في منتصف الطريق. وتابع أنه في حال أصر الجانب الأوروبي على تمسّكه بهذا النهج الخاطئ، فإن الصين ستتخذ التدابير الضرورية، بما في ذلك رفع دعوى قضائية بموجب آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، للدفاع بقوة عن حقوقها ومصالحها المشروعة.

وقال تشنغ شان جيه، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إن خطة الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم إضافية على وارداته من السيارات الكهربائية الصينية ستلحق الضرر بالطرفين. وأكد في لقاء مع هابيك أن الطاقة الإنتاجية العالمية الراهنة من مركبات الطاقة الجديدة لا تلبي الطلب السوقي، مشيرا إلى أنه يمكن لمركبات الطاقة الجديدة الصينية أيضا أن تساهم بشكل أكبر في التحول الأخضر ومنخفض الكربون على مستوى العالم.

وفي غياب التوصل إلى حل وسط بحلول الرابع من يوليو/تموز، ستفرض المفوضية الأوروبية زيادة تصل إلى 28% من الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، لاتهامها بكين بخرق قواعد المنافسة من خلال دعم هذا القطاع على نطاق واسع. وستصبح هذه الرسوم الإضافية نهائية اعتبارًا من نوفمبر/تشرين الثاني.

واقترحت المفوضية الأوروبية مؤخرا زيادة مؤقتة للرسوم على المصنّعين الصينيين بنسبة 17.4% على شركة "بي واي دي"، و20% على شركة "جيلي"، و38.1% على شركة "سييك موتور". وأوضح الاتحاد أن مقدار الرسوم سيختلف بحسب مستويات الدعم المقدم للشركات. وستواجه شركات إنتاج السيارات في الصين التي تعاونت مع الاتحاد الأوروبي رسوما تصل إلى 21%، بينما تلك التي لم تتعاون ستخضع إلى رسوم نسبتها 38.1%. يضاف ذلك إلى الرسوم الجمركية المفروضة حاليا والبالغة نسبتها 10%.

ورغم أنها مرتفعة، تعد الرسوم الأوروبية أقل من تلك البالغة 100% التي فرضتها الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي على السيارات الكهربائية الصينية.

ألمانيا تدعم الحوار حول السيارات الكهربائية الصينية

من جانبه، قال هابيك إن الحكومة الألمانية تشعر بقلق بالغ بشأن تحقيق الاتحاد الأوروبي الخاص بمكافحة دعم السيارات الكهربائية الصينية، والذي سيؤثر سلبا على التحول الأخضر ومصالح المستهلكين في أوروبا. ويعتقد الوزير الألماني، وفقا لوكالة شينخوا، أن فرض الرسوم الجمركية "هو أسوأ نهج، إذ قد يؤدي إلى دوامة مفرغة من تصاعد الاحتكاكات التجارية"، مؤكدا أن الحوار والتشاور هما السبيل الوحيد لحل المشكلات. 

وتخشى شركات صناعة السيارات الألمانية من نشوب نزاع تجاري كبير مع بكين في حال اتخاذ الصين إجراءات انتقامية، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض نشاط الشركات الألمانية في هذه السوق الحيوية. فالصين تمثل ما يصل إلى 36% من حجم المبيعات لدى شركات مرسيدس وفولكس فاغن وبي إم دبليو. وظلت الصين الشريك التجاري الرئيسي لألمانيا في 2023 للعام الثامن على التوالي، لكنها تراجعت خلف الولايات المتحدة منذ بداية العام. 

انطلاق المحادثات الصينية الأوروبية بشان الرسوم 

في السياق ذاته، اتفق وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو ونائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، السبت، على بدء مشاورات تتعلق بقضية التحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة دعم السيارات الكهربائية الصينية. وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان، إن الاتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات بين المسؤولين عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وأكد هابيك أن دومبروفسكيس أبلغه بأنه ستكون هناك محادثات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أولوف جيل، من بروكسل، إن دومبروفسكيس ووانغ ون تاو "أجريا مكالمة صريحة وبناءة، السبت، بشأن التحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم بالنسبة إلى السيارات الكهربائية المنتجة في الصين". وأضاف وفقا لوكالة فرانس برس أن "الاتحاد الأوروبي شدد على أنه يتعيّن على أي نتيجة يتم التفاوض عليها بشأن تحقيقه أن تتعامل بفعالية مع الإعانات المؤذية". وتابع: "سيستمر الطرفان في التواصل على كافة المستويات في الأسابيع المقبلة".

وأظهرت بيانات رسمية أن معدل استخدام القدرة الإنتاجية المتعلقة بسيارات الطاقة الجديدة في الصين لا يزال عند مستوى مرتفع نسبيا، حيث تُباع معظم المنتجات محليا وتشكل الصادرات 12.5% فقط من الإنتاج.