الصين توقع صفقة لإحياء طريق سكك حديدي حيوي لتصدير النحاس في أفريقيا

04 سبتمبر 2024
وزير الخارجية الصيني وانغ ي، 3 سبتمبر 2024 (تينغشو وانغ/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وقعت الصين اتفاقية لتحديث خط السكك الحديدية بين زامبيا وتنزانيا، مما يسهل تصدير النحاس الزامبي عبر تنزانيا إلى الصين، أكبر مستهلك للمعدن.
- الصفقة تأتي في إطار تنافس الصين مع الولايات المتحدة على النفوذ في أفريقيا، حيث تدعم الولايات المتحدة مشروع سكك حديدية آخر من زامبيا إلى الساحل الغربي.
- خط تازارا للسكك الحديدية له أهمية رمزية في العلاقات الصينية الأفريقية، حيث كان أول مشروع بنية تحتية كبير تبنيه الصين في القارة منذ السبعينيات.

وقعت الصين اتفاقاً اليوم الأربعاء على صفقة لتحديث خط حيوي للسكك الحديدية بين زامبيا وتنزانيا. وسيساعد الخط زامبيا غير الساحلية، على تصدير النحاس عبر تنزانيا، وذلك وفق تحليل بوكالة بلومبيرغ.
وقالت الوكالة، إنّ رؤساء الدول الثلاث، وهي الصين وزامبيا وتنزانيا، أشرفوا على حفل التوقيع في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وهو ما يمثل أكبر عملية تحديث لما يسمى بخط سكك حديد تازارا منذ أن وافق ماو تسي تونغ على المساعدة في بنائه في السبعينيات. ويربط الخط مناجم زامبيا بالميناء الرئيسي في تنزانيا على الساحل الشرقي لأفريقيا. ويمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تصدير النحاس إلى الصين، أكبر مستهلك للمعدن المستخدم في منتجات تتراوح من مكيفات الهواء إلى السيارات الكهربائية.
وحصول بكين على صفقة طريق التصدير الاستراتيجي للمعادن الحيوية من زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، هو في جزء منه رد فعل من الصين على دعم الولايات المتحدة لمشروع سكك حديدية آخر يتجه من زامبيا في الاتجاه المعاكس، إلى الساحل الغربي لأفريقيا. وتعد الصفقة أحدث تنافس بين القوتين في صراع النفوذ على الموارد الأفريقية، الذي أدى إلى إحياء السكك الحديدية في المنطقة.

ووفق بلومبيرغ، فقد تحركت الحكومة الصينية بسرعة منذ أن طلبت زامبيا المساعدة في تجديد الخط. وأرسلت شركة الصين للهندسة المدنية والإنشاءات المملوكة للدولة خبرائها في ديسمبر/كانون الأول الماضي لتفقد خط السكة الحديد. وبعد ثلاثة أشهر، سلم سفير الصين في زامبيا رسميًا اقتراحًا بإنفاق أكثر من مليار دولار لتنشيط الخط وتشغيله تجاريًا. وتلا ذلك مفاوضات بلغت ذروتها باتفاق الأربعاء.
ولعب خط تازارا للسكك الحديدية دورًا رمزيًا في علاقات الصين مع أفريقيا، حيث كان أول مشروع كبير للبنية التحتية تقوم ببنائه الصبن في القارة. وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى حكومة ماو تسي تونغ سوى القليل من التمويل الخاص بها، لكنها اختارت مساعدة زامبيا في إنشاء خط السكة الحديد الجديد الذي يبلغ طوله 1860 كيلومتراً.

وكانت الدولة غير الساحلية قد تقطعت بها السبل في ذلك الوقت، بعد أن أعلنت حكومة روديسيا آنذاك الاستقلال عن بريطانيا وأغلقت حدودها، وهو ما أدى إلى إغلاق طريق التصدير الرئيسي لزامبيا عبر جنوب أفريقيا. وتواصل الرئيس كينيث كاوندا مع مختلف الممولين حينها لتمويل مشروع السكك الحديدية بما في ذلك البنك الدولي، لكن الصين وحدها هي التي قدمت  المساعدة.

المساهمون