الصين تعيد تشكيل مشهد العملات المشفرة

27 يوليو 2021
شنّت الصين حملة للسيطرة على فوضى العملات المشفرة (Getty)
+ الخط -

كانت الصين حتى مايو/ أيار الماضي، تحوي الجزء الأكبر من عمليات ومراكز بيانات العملات المشفرة، وخاصة بيتكوين، وبيئة جاذبة لتعدين تلك العملات، الأمر الذي هدد رصيد الطاقة الكهربائية لديها.
كذلك، كانت الصين مسؤولة عن إنتاج نحو 75 بالمئة من عملة بيتكوين على الصعيد العالمي، وفقاً لمركز "كامبردج" للتمويل البديل.
ويثير حجم الطاقة الكهربائية المستخدمة في تعدين العملات المشفرة مخاوف الصين، حيث تعادل الطاقة المستخدمة في عملية تعدين هذه العملات احتياجات منزل واحد لـ5 ملايين عام.
والصين، التي تعد أسعار الكهرباء بها الأقل مقارنةً بالمتوسط العالمي، يؤرقها أن تتحول إلى بؤرة تلوث كبيرة ومرعبة بفعل تعدين العملات الرقمية.
لذلك، شنّت الصين حملة للسيطرة على فوضى العملات المشفرة التي تجري على أراضيها، حيث حظرت على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات تقديم خدمات العملات المشفرة.
كذلك، جاء الحظر الذي بدأ في مايو الماضي، بعد أيام من إطلاق بكين عملة "شيا" الرقمية المدعومة من البنك المركزي الصيني، وهو ما ظهر بأن حظر تداول العملات الافتراضية جاء للترويج للعملة المحلية الصاعدة.
وفي 22 يونيو/ حزيران الماضي، قال المصرف المركزي الصيني، في بيان، إنه استدعى عدة مصارف كبرى وشركات دفع، وطلب منها تشديد إجراءاتها حيال العملات الرقمية المستخدمة في التعاملات التجارية.

بيتكوين تهبط
وبعد قرار الصين، تراجع سعر العملات الافتراضية، وهبطت قيمتها السوقية من متوسط 2.53 تريليون دولار، إلى 1.7 تريليون دولار.
كذلك، هوت العملة الافتراضية الأكثر شيوعاً "بيتكوين" إلى متوسط 35 إلى 39 ألف دولار للوحدة الواحدة، مقارنةً بذروتها في إبريل/ نيسان الماضي البالغة 63 ألف دولار.
ومنذ قرار الصين، لم تنجح بيتكوين، على سبيل المثال، في الوصول مرة أخرى إلى ذروتها، بل إنها لم تتجاوز حاجز 42 ألف دولار، ما يظهر وزن الصين في هذه السوق.

تراجع حصة الصين في سوق تعدين بيتكوين إلى 46 بالمئة فقط في أبريل/ نيسان الماضي مقابل 75 بالمئة في سبتمبر/ أيلول 2019

حتى في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، جرى تداول بيتكوين عند متوسط 36.9 ألف دولار للوحدة الواحدة، بينما كانت قد سجلت في مطلع تداولات الأسبوع الجاري 32 ألف دولار.
هل ربح اليوان الرقمي؟
حملة الصين ضد العملات المشفرة لم تستهدف الحد من هدر الطاقة فقط، بل كان اليوان الرقمي الحافز الأهم من قرارات الصين.
وحسب بيانات صادرة عن بنك الشعب "المركزي الصيني" منتصف يوليو/ تموز الجاري، فإن التعاملات التي نُفِّذَت باستخدام اليوان الرقمي (التجريبي) بلغت 34.5 مليار يوان (نحو 5.3 مليارات دولار) حتى نهاية يونيو.
وفتح البنك لحوالى 20.8 مليون شخص عبر الصين محافظ لإيداع العملة الرقمية، مع إجراء أكثر من 70.7 مليون عملية.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن نائب محافظ البنك المركزي فاو يي في، القول: "اليوان الرقمي ليس بديلاً لليوان النقدي، وليس مناظراً للعملات المشفرة، لأن اليوان الرقمي الرسمي يصدره البنك المركزي الصيني كوسيلة دفع مكملة، وليست بديلة للعملة النقدية".

تعدين العملة المشفرة
ورغم صدور تقارير حديثة عن تراجع حصة الصين في سوق تعدين بيتكوين إلى 46 بالمئة فقط في إبريل/ نيسان الماضي مقابل 75 بالمئة في سبتمبر/ أيلول 2019، تبدو الحكومة الصينية متحكمة في زمام الأمور، وهي التي تحدد اتجاه سير العملة المشفرة.
وارتفعت حصة الولايات المتحدة من سوق تعدين بتكوين إلى 16.8 بالمئة في إبريل/ نيسان، من 4.1 بالمئة في سبتمبر/ أيلول 2019، وارتفعت حصة كازاخستان إلى 8.2 بالمئة، فيما جاءت روسيا رابعةً وإيران خامسةً، خلال الفترة نفسها.
(الأناضول)

المساهمون