الصين تعزز مخزونات النفط بمشتريات كبيرة

12 سبتمبر 2024
محطة وقود في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحرك الصين لإعادة ملء احتياطي النفط**: تستغل الصين انخفاض أسعار النفط العالمية لشراء 16 مليون برميل شهرياً لتعزيز احتياطياتها الاستراتيجية، مما يشكل حوالي 5% من وارداتها الشهرية.

- **تحديات سوق النفط وتوقعات الأسعار**: انخفض خام برنت بنسبة 20% منذ يونيو، مما دفع "مورغان ستانلي" لخفض توقعاته لأسعار النفط إلى 75 دولاراً للبرميل في الربع الأخير من العام.

- **مخاوف بنوك الاستثمار وتوقعات مستقبلية**: خفضت بنوك مثل "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" توقعاتها لأسعار النفط، مع توقعات بأن يبلغ متوسط الأسعار 60 دولاراً للبرميل في 2025.

كشفت مذكرة لشركة "إنرجي أسبكتس" المتخصصة في استشارات الطاقة، أن الصين تتحرك لإعادة ملء احتياطي البلاد الاستراتيجي من النفط، تزامناً مع انخفاض أسعار الخام حالياً في السوق العالمية، مشيرة إلى أن من المرجح أن تجد المصافي في الصين أن الظروف مؤاتية لشراء 16 مليون برميل شهرياً.

وأوضحت المذكرة التي أرسلتها الشركة لعملائها، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أن هناك اجتماعات عقدت أخيراً مع شركات الطاقة الصينية الكبرى. ولم تقدم "إنرجي أسبكتس" أي تفاصيل حول وقت بدء عمليات الشراء لتعزيز الاحتياطيات.

ويكتنف الغموض حجم احتياطيات النفط والوقود في الصين. فمن النادر أن تصدر بيانات عمومية حول هذا الموضوع عن بكين، رغم أنها غالباً ما تستفيد من انخفاض الأسعار لإعادة ملء احتياطياتها. ومن المتوقع أن تبلغ الكميات الإضافية المرجحة للشراء 5% تقريباً من الواردات الشهرية للصين.

وتقع مسؤولية إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي الصيني عادة على عاتق شركات النفط المملوكة للدولة، ويمكن أن تختلط عمليات الشراء الهادفة إلى ملء الاحتياطيات مع عمليات الشراء الخاصة بمصافيها. وهبط خام برنت بشكل حاد خلال الربع الحالي مع تدهور توقعات الطلب لدى المستوردين الرئيسيين مثل الصين والولايات المتحدة الأميركية. وخسر الخام الذي يُنظر له كمعيار عالمي لسوق النفط 20% من قيمته تقريباً منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي، وتراجع بحوالي 10% الأسبوع الماضي.

وفي يوليو/ تموز الماضي، ذكرت شركة "فورتيكس" المتخصصة في جمع وتحليل المعلومات أن الصين كانت تسعى لإضافة 8 ملايين طن تقريباً، أو حوالي 59 مليون برميل، من النفط الخام إلى الاحتياطي الاستراتيجي حتى مارس/آذار 2025.

وتتجه العقود المستقبلية لخام برنت نحو تسجيل أضيق نطاق سعري سنوي منذ 2004، فيما لامس مؤشر يقيس تقلبات السوق أدنى مستوياته منذ نحو عشر سنوات في وقت سابق هذا العام. ويعزز هذا الرغبة في الابتعاد عن تكوين مراهنات كبيرة في سوق المشتقات.

وخفض بنك "مورغان ستانلي" قبل يومين، توقعاته لأسعار خام برنت للمرة الثانية في غضون أسابيع قليلة، في ظل تصاعد التحديات المتعلقة بالطلب واستمرار وفرة الإمدادات. ووفقاً لمحللي البنك، يُتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 75 دولاراً للبرميل خلال الربع الأخير من العام الجاري، مقارنة بالتوقعات السابقة التي بلغت 80 دولاراً بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول، التي تم إصدارها الشهر الماضي، بعدما خُفضت من 85 دولاراً للبرميل. كما تم تقليص التوقعات لمعظم العام المقبل بشكل طفيف.

قال البنك في تقرير له، يوم الاثنين الماضي، إن "مسار أسعار النفط في الفترة الأخيرة يشبه فترات أخرى شهدت ضعفاً كبيراً في الطلب". ولفت إلى أن فوارق الأسعار بين عقود النفط مختلفة الآجال الزمنية، التي تقارن الأسعار على منحنى العقود المستقبلية، تشير إلى "تراكمات في المخزون شبيهة بفترات الركود"، رغم أنهم أكدوا أنه من السابق لأوانه اعتبار ذلك بمثابة التوقع الأساسي للبنك.

تتزامن إعادة النظر في توقعات "مورغان ستانلي" مع ظهور مخاوف لدى بنوك رئيسية أخرى. حيث قلص "غولدمان ساكس" هو الآخر توقعاته لأسعار النفط خلال الشهر الماضي، بينما أفاد "سيتي غروب" أخيراً بأن السوق تبدو متخمة بالإمدادات، وأن متوسط الأسعار قد يبلغ 60 دولاراً للبرميل في 2025 ما لم يخفض تحالف "أوبك+" الإنتاج بشكل أعمق. وسجلت العقود الآجلة لخام برنت في تعاملات، أمس الأربعاء، نحو 69.53 دولاراً للبرميل، فيما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي حوالي 66.1 دولاراً للبرميل.

المساهمون