الصين تتجه للتخلص من التقنية الغربية

08 مارس 2024
ازدهرت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة منذ فترة طويلة في الصين (Getty)
+ الخط -

قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الخميس، إن الصين تعمل على التخلص من عمليات شراء منتجات شركات التقنية الأجنبية التي تعمل في البلاد ووقف شراء برمجياتها في المستقبل القريب.

ونسب التقرير معلومته إلى أمر صيني تضمنته وثيقة تحت مسمى "الأمر 79"، وهي وثيقة أحيطت بسرية عالية، واشتملت على قضايا تخص التقنية في الصين، لدرجة أن المسؤولين والمديرين التنفيذيين رفيعي المستوى في بكين لم يُطلعوا إلا على الأمر فقط ولم يُسمح لهم بعمل نسخ منها.

وقالت الصحيفة، إن الوثيقة تطلب بوضوح من الشركات المملوكة للدولة في قطاعات التمويل والطاقة وغيرها أن تتخلص من التقنية الأجنبية وتحل محلها برامج صينية في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بحلول عام 2027.

وازدهرت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة منذ فترة طويلة في الصين، حيث قامت بربط النهضة الصناعية السريعة في البلاد بأجهزة الكمبيوتر وأنظمة التشغيل والبرمجيات التي وفرتها للشركات الصينية.

لكن بسبب التوتر بين واشنطن وبكين في السنوات الأخيرة، يريد القادة الصينيون قطع هذه العلاقة، مدفوعين بالتوجه نحو الاكتفاء الذاتي والمخاوف بشأن أمن البلاد في الأمد البعيد.

وحسب التقرير، تستهدف" الوثيقة 79"، التي تمت تسميتها نسبة إلى الترقيم الموجود على الورقة، الشركات التي توفر البرامج، مما يتيح العمليات التجارية اليومية بدءًا من الأدوات المكتبية الأساسية وحتى إدارة سلسلة التوريد، ويشمل ذلك التخلص من برمجيات شركات أميركية مثل مايكروسوفت وأوراكل.

وتأتي الخطوة الصينية للتخلص من التقنية الأجنبية ضمن استراتيجية الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء بدءًا من التكنولوجيا الحيوية مثل أشباه الموصلات والطائرات المقاتلة إلى إنتاج الحبوب والبذور الزيتية.

وتتلخص الاستراتيجية الأوسع في جعل الصين أقل اعتماداً على الغرب في الحصول على الغذاء والمواد الخام والطاقة، والتركيز بدلاً من ذلك على سلاسل التوريد المحلية.

وتجاوز إنفاق قطاع الدولة في الصين 48 تريليون يوان، أو حوالي 6.6 تريليونات دولار في عام 2022.

وتستهدف الاستراتيجية إضافة إلى الأمن القومي للصين، تعزيز القوة الشرائية لدعم شركات التكنولوجيا الصينية، والتي يمكنها بدورها تحسين منتجاتها وتضييق الفجوة التكنولوجية مع المنافسين في أميركا.

المساهمون