الصين: التوصل إلى اتفاق بخصوص الوقود الأحفوري مهم لإنجاح كوب 28

10 ديسمبر 2023
ما زالت الصين تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري (Getty)
+ الخط -

قال كبير مبعوثي الصين للمناخ، شيه تشن هوا، إن الاتفاق النهائي لمؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغير المناخ كوب 28 في ما يخصّ الوقود الأحفوري بالغ الأهمية حتى لو لم يكن مثالياً، لكنه امتنع عن القول إن كان من الممكن أن توافق الصين على التخلص كليّاً من استخدام الفحم والنفط والغاز.

وأصبح التوصل إلى اتفاق قرابة 200 من دول العالم للتخلص من الوقود الأحفوري، السبب الرئيسي لتغير المناخ، القضية الحاسمة أو الفاصلة على طاولة المفاوضات في قمة دبي.

وقال شيه للصحافيين في إفادة مساء السبت نشرتها وكالة "رويترز" اليوم الأحد، إنه من دون التوصل إلى اتفاق بخصوص الوقود الأحفوري، لن تكون هناك فرصة كبيرة للنجاح في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

وما زالت الصين معتمدة بكثافة على الوقود الأحفوري، والفحم لا يزال أكبر مصدر للطاقة في البلاد.

وقال شيه إن "تحول الطاقة أمر شديد الأهمية... لكن هذا التحول يحتاج إلى فترة معاناة. كل بلد لديه ظروف وطنية مختلفة".

وتريد الصين نصاً يعبّر عن الحاجة إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن، وفي الوقت نفسه يتيح المجال للدول النامية للحفاظ على أمن الطاقة وتنمية اقتصاداتها.

ورداً على سؤال عن خيارات اللغة بشأن "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري في النص التفاوضي الأخير، قال شيه إن الصين تتشاور بالفعل مع الدول الأخرى من أجل إيجاد حل.

وأضاف: "نريد جميعاً أن نعمل معاً لإيجاد لغة تشير في الاتجاه الصحيح لمزيد من الجهود وتعكس الشمولية إلى أقصى حد وتكون مقبولة لجميع الأطراف".

وأشار إلى أن المصطلحات التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والصين خلال اجتماع في نوفمبر/تشرين الثاني يمكن أن توفر طريقاً للمضيّ قدماً.

ولفت إلى أن الهدف الذي يدعو إلى التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري في مزيج الطاقة العالمي يمكن أن يكون خياراً أيضاً.

وقال شيه إن الصين تعمل مع جميع مجموعات التفاوض الرئيسية لإيجاد حل، ولا بد من التوصل إلى توافق بين الأطراف ذات وجهات النظر المختلفة إلى حد كبير.

وأضاف أن الصين تدعم الأهداف العالمية لزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها بحلول عام 2030، لكنه امتنع عن القول ما إذا كانت ستنضم إلى أكثر من مئة دولة وتوقع تعهداً بتحقيق هذا الهدف.

وصرح للصحافيين بأنه خلال 16 عاماً قضاها مفاوضاً بشأن المناخ، كان هذا أصعب مؤتمر أطراف شهده على الإطلاق.

وتابع: "الاجتماع الذي يبدو الأكثر صعوبة، اجتماع هذا العام. هناك الكثير من القضايا التي تتعين تسويتها".

وانتقد مفوض شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي بشدة السبت محاولة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عرقلة اتفاق بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغير المناخ (كوب 28)، واصفاً المحاولة بأنها "غير مفيدة" و"ليست صالحة".

وتطالب 80 دولة على الأقل، منها الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الفقيرة والمعرضة لآثار تغير المناخ، بأن يدعو اتفاق كوب 28 بوضوح إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوري في نهاية المطاف.

ويقول مراقبون ومفاوضون في كوب 28 إن الدول الأعضاء في أوبك وأوبك+، ومنها السعودية وروسيا، من أقوى المعارضين لاتفاق التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال المؤتمر.

وقال ممثل الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) السبت إنه لا يوجد "حل وحيد" لتحول الطاقة مع تزايد الضغوط للتوصل إلى اتفاق يلحظ الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ.

وتابع عايض القحطاني، مسؤول الأبحاث في منظمة أوبك، متحدثًا باسم الأمين العام هيثم الغيص خلال مؤتمر كوب 28: "لا يوجد حل أو مسار وحيد لتحقيق مستقبل الطاقة المستدامة".

وأضاف: "نحتاج إلى أساليب واقعية لمعالجة الانبعاثات، تلك التي تمكّن من تحقيق نمو اقتصادي وتساعد في القضاء على الفقر وزيادة القدرة على الصمود في الوقت نفسه".

وتتضمن النسخة الأحدث للنص الذي يجري التفاوض حوله، وصدرت أول من أمس الجمعة، مجموعة من الخيارات، بداية من الاتفاق على "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وفقاً لأفضل السبل العلمية المتاحة" إلى التخلص التدريجي من "عمليات حرق الوقود الأحفوري التي لا يجري فيها التقاط الكربون واحتجازه" أو عدم ذكر الوقود الأحفوري على الإطلاق.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون