شهد مقر اتحاد الفلاحين التونسيين في العاصمة خلافات وتدافعاً بين أعضاء قيادته حول شرعية رئيسه المنتخب، عبد المجيد الزار، بمواجهة نائبه نور الدين عياد ومناصريه، والذي يتهمه الزار بالانقلاب عليه بدفع من الرئيس التونسي قيس سعيد.
وجاءت المواجهات على إثر اقتحام وحدات الأمن مقر الاتحاد ومحاولتها إخراج الزار من المبنى، وسط اتهامات للرئيس التونسي بالتدخل في الاتحاد وتسييسه، وسرعان ما انسحبت وحدات الأمن بعد مطالبتها بإذن النيابة.
وقال الزار، في فيديو تناقله عدد من قيادات الاتحاد، إن الرئيس الشرعي المنتخب تمكن اليوم الجمعة من استعادة مكتبه ومقر المنظمة، وبأنه لن يغادر المكتب.
وتعيش المنظمة الفلاحية، تضم نحو 480 ألف مزارع، صراعاً على شرعية قيادتها منذ أسابيع، ويحظى عياد بدعم الرئيس التونسي بشكل واضح بعد استقباله في أكثر من مناسبة في قصر الرئاسة.
وقال المحامي وعضو جبهة الخلاص، سمير ديلو، لـ"العربي الجديد"، إن "ما حدث محاولة انقلابيّة، وقد استولى الإنقلابيّون على المقرّ بمساعدة البلطجيّة وتواطؤ قوات البوليس، ثمّ استعادته القيادة الشرعيّة اليوم، وتمّ عشيّة اليوم إخلاء المقرّ وإغلاقه، والقيادة الشّرعيّة موجودة في مقرّ الشّرطة العدليّة لتلقي شكايتها الجزائيّة ضدّ السيد بن عيّاد بتهمة انتحال صفة رئيس الاتّحاد".
وأضاف ديلو: "ليس هناك أيّ شكّ في تدخّل قيس سعيّد شخصيّاً من خلال وزير داخليته، الذي يطبّق تعليماته مهما كان مضمونها وبقطع النّظر عن قانونيّتها". وأكد أن "هدف سعيد من إرباك المنظمة هو الإيهام بمشاركة طيف واسع من المنظّمات الوهميّة (أو القيادات المنصّبة) في مسار تأسيس جمهوريّة سعيّد الجديدة".
وأعلن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أخيراً معارضته للحوار الوطني الذي طرحه سعيّد، رغم دعوته نائب الرئيس للمشاركة بوصفه ممثلاً للمنظمة الفلاحية.
وجاء في بيان الاتحاد الأخير أنه "غير معني بالحوار في شكله وصيغته الحالية"، مؤكداً أن "المشاركة فيه أمر تحسمه وتقرره مؤسسات الاتحاد وهياكله".
وأضاف الاتحاد: "منظمتنا، وإن لم تتلق إلى حد الآن دعوة رسمية للمشاركة في هذا الحوار، لكنها تبقى منفتحة على كل مبادرة من شأنها أن تجمع كل التونسيين والتونسيات".
إلى ذلك، أعلن قريش بلغيث، عضو اتحاد الفلاحين، على صفحته الرسمية في فيسبوك، أنه تمت دعوته للمثول أمام فرقة للتحقيق صحبة رئيس الاتحاد الشرعي عبد المجيد الزار، وعضو المكتب التنفيذي خالد عراك.
واتهم عدد من المسؤولين في المنظمة الفلاحية الرئيس سعيد بالتدخل في شؤون المنظمة الفلاحية وقيادة انقلاب على رئيسها الشرعي، عبد المجيد الزار، بعد أن عارضت المنظمة مسار 25 يوليو/تموز الانقلابي.
وأكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، قريش بلغيث، في تصريح صحافي سابق، أنه تم منع أعضاء المجلس الوطني للاجتماع بصفة استثنائية مما تسبب في حالة من الفوضى في محيط مقر الاتحاد.
وأضاف بلغيث أن "بعض الأطراف الذين ليست لهم أي علاقة بهياكل اتحاد الفلاحة، اقتحموا مقر الاتحاد وعمدوا إلى افتكاك كراس انعقاد الجلسة وحاولوا بث الفوضى والفتنة للحيلولة دون انعقاد الجلسة".