الشيشان مستعدة لتأمين إمدادات القمح إلى سورية.. وأوكرانيا تعرض المساعدة

16 ديسمبر 2024
لدى سورية مخزون كاف من القمح، إدلب في 27 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد رئيس الشيشان رمضان قديروف استعداده لضمان إمداد سوريا بالقمح في حال تعطل الإمدادات الروسية، رغم أن هذا السيناريو مستبعد، مشيرًا إلى أن الإمدادات المدعومة من الدولة الروسية لم تتأثر.
- تعتبر روسيا المورد الرئيسي للقمح إلى سوريا، حيث توفر حوالي 300 ألف طن هذا الموسم، بينما تقدر واردات سوريا الإجمالية بنحو مليوني طن، مع تأكيد المسؤولين السوريين أن احتياطي القمح مؤمن حتى نهاية عام 2026.
- أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده لتزويد سوريا بالحبوب والمنتجات الزراعية على أساس إنساني ضمن برنامج "حبوب أوكرانيا"، رغم التحديات الأمنية.

قال رئيس الشيشان المدعوم من الكرملين رمضان قديروف إنه مستعد للتدخل "إذا لزم الأمر" وضمان حصول سورية على القمح الذي تحتاج إليه في حال تعطل إمدادات القمح الروسية إليها، والذي قال إنه "أمر مستبعد". وذكرت مصادر في موسكو ودمشق لوكالة رويترز، يوم الجمعة، أن الإمدادات الروسية توقفت بسبب حالة الغموض بشأن الإدارة الجديدة في سورية، بعد عدم تمكن سفينتين تحملان قمحاً روسياً لسورية من الوصول إلى وجهتيهما. وأظهرت بيانات الشحن، الجمعة الماضية، أن السفينة ميخائيل نيناشيف راسية قبالة الساحل السوري، بينما تتجه السفينة ألفا هيرميس نحو ميناء الإسكندرية المصري بعد أن بقيت قبالة الساحل السوري لعدة أيام. 

الإمدادات الروسية مستمرة

وفي رسالة نشرها عبر قناته على تليغرام أمس الأحد، قال قديروف إن السفينتين اللتين جرى تغيير مسارهما كانتا تحملان شحنات تجارية من القمح، وإن الإمدادات المدعومة من الدولة الروسية إلى سورية لم تتأثر. وكتب: "حتى لو حدث هذا لأسباب مستحيلة ولا تصدق، فأنا بصفتي رئيس جمهورية الشيشان مستعد لتحمل المسؤولية وضمان الكمية اللازمة من القمح لسورية". وقال مصدر روسي مقرب من الحكومة لرويترز الجمعة إن الإمدادات إلى سورية جرى تعليقها لقلق المصدرين حيال الغموض بشأن من سيدير واردات القمح على الجانب السوري بعد تغيير السلطة في دمشق. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف: "أعتقد أنه لا أحد يجرؤ على توريد القمح إلى سورية في ظل الظروف الحالية". 

وتورد روسيا، أكبر مُصدر للقمح في العالم، القمح إلى سورية من خلال ترتيبات مالية ولوجستية معقدة، للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة على البلدين. وليس من الواضح ما هي حصة القمح التي توفرها الدولة.

ولم يشر قديروف إلى كيفية تنظيم وتمويل إمدادات القمح إلى سورية "إذا تطلب الأمر التدخل"، ولا إلى منشأ القمح، لكنه قال إنه يمكن أن يتصرف من خلال صندوق خيري يحمل اسم والده الراحل، والذي ساعد في إعادة بناء بعض المساجد وقدم مساعدات إنسانية إلى سورية خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال إدوارد زيرنين، رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا، في تصريحات سابقة، إن مصدري الحبوب الروس لا يعتزمون وقف توريد القمح إلى سورية من جانب واحد. ويقدر المحللون الروس صادرات البلاد إلى سورية بنحو 300 ألف طن حتى الآن هذا الموسم، إذ تأتي سورية في المرتبة 24 بين المشترين للقمح الروسي. ويقدرون إجمالي واردات سورية من القمح بنحو مليوني طن. وروسيا هي المورد الرئيسي للقمح إلى سورية، وقد يؤدي انقطاع الإمدادات إلى مشكلة غذائية كبيرة في الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 23 مليون نسمة. وقالت مصادر لرويترز إن الجانبين على اتصال بشأن الإمدادات. 

أوكرانيا تعرض إمداد سورية بالحبوب

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، عزمه تزويد سورية بالحبوب وبمنتجات زراعية أخرى على أساس إنساني، بعد أسبوع على سقوط حليف روسيا بشار الأسد. وقال في خطابه اليومي: "الآن يمكننا مساعدة السوريين بقمحنا ودقيقنا وزيتنا: منتجاتنا التي تستخدم عالمياً لضمان الأمن الغذائي".

وأضاف زيلينسكي: "نقوم بالتنسيق مع شركائنا والجانب السوري لحل القضايا اللوجستية. وسندعم هذه المنطقة حتى يصبح الاستقرار هناك أساساً لحركتنا نحو سلام حقيقي". وأوضح أن الشحنات المحتملة ستكون ضمن برنامج "حبوب أوكرانيا" الذي بدأ عام 2022 لتقديم المساعدات الغذائية إلى البلدان الأكثر احتياجاً. وقال وزير الزراعة الأوكراني فيتالي كوفال، أيضاً الجمعة الماضية، إن أوكرانيا ترغب في إمداد سورية بالغذاء ومستعدة لذلك، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وحتى في ظل الحرب، تبقى لدى أوكرانيا قدرات إنتاجية هائلة، وهي واحدة من أنجح منتجي الحبوب في العالم. ورغم تهديدات موسكو باستهداف سفن الشحن في البحر الأسود، أقامت كييف ممراً في البحر اعتباراً من صيف 2023 لتصدير منتجاتها الزراعية. 

احتياطي كاف من القمح

وتنتج سورية ما يصل إلى 4 ملايين طن من القمح في المواسم الجيدة، وهو ما يكفي للاحتياجات المحلية ويسمح ببعض الصادرات. ومع ذلك، أدت الحرب والجفاف المتكرر إلى تراجع حجم محصولها، مما دفع البلاد إلى الاعتماد على الواردات من البحر الأسود للحفاظ على دعم الخبز الضروري لسكانها. وقال مدير مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد عام الفلاحين في سورية أحمد هلال، في تصريحات الجمعة الماضية، إن حاجة البلاد من القمح والطحين مؤمنة حتى نهاية عام 2026.

وأوضح هلال أن "إنتاج سورية من القمح للعام الحالي 2024 هو 720 ألف طن، وهناك 60 ألف طن مخصصة للبذار، وكمية حوالي مليون طن إنتاج مناطق شمال شرق سورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتم شراء حوالي كمية 800 ألف طن من قبل شركة القاطرجي من محافظتي الرقة والحسكة شمال شرق سورية، وجرى نقلها إلى مناطق سيطرة الدولة السورية منذ حوالي ثلاثة أشهر". وأكد أن "جميع صوامع الحبوب في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة ممتلئة بالحبوب التي تم استيرادها من خارج سورية".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون