الشركات الصينية تتوسع في روسيا رغم العقوبات الغربية

25 مايو 2023
العديد من الشركات الصينية واصلت جني الفرص بالسوق الروسي الخالي من المنافسة (Getty)
+ الخط -

أدت مغادرة أكثر من ألف شركة متعددة الجنسيات من السوق الروسي منذ فبراير/شباط العام 2022، احتجاجاً على غزو روسيا لأوكرانيا، إلى فتح الباب أمام دخول واسع للشركات الصينية للسوق، خاصة تلك التي لا ترتبط بمصالح تجارية كبيرة مع الدول الغربية.

وتجري المفوضية الأوروبية منذ 8 مايو/أيار مناقاشات حثيثة لفرض عقوبات جديدة على عدة شركات صينية تشارك في توريد مكونات ذات استخدام مزدوج إلى روسيا. وحسب تقرير بمركز "كارنيغي" الأميركي، فإن هذه الشركات تشمل العديد من منتجي أشباه الموصلات  التي تم بالفعل فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة، مثل شركة "3 أتش لأشباه الموصلات" وشركة "كينغ بي أي إي تكنولجي".
ورغم أن بعض الشركات الصينية البارزة التي تواجه ضغوط العقوبات الغربية حدت من تعاملها مع روسيا، لكن معظم الشركات الصينية التي كانت تعمل بالفعل في روسيا التزمت الصمت بشأن الحرب، بل واستغل بعضها الفراغ وزادت من مبيعاتها في السوق الروسي.
وبسبب حجم التجارة الضخم بين الصين وكل من أميركا وأوروبا، فإن العديد من الشركات الصينية تحسب بدقة مخاطر العقوبات على أعمالها التجارية بالدول الغربية مقارنة بالمكاسب التي تجنيها من السوق الروسي.

وفي مارس/آذار العام 2022، جمدت شركة سينوبك، وهي واحدة من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الروسي، المفاوضات بشأن استثمارها المزمع بقيمة 500 مليون دولار في مصنع للبتروكيميائيات في روسيا. وكان قرار سينوبك وقتها مدفوعًا بتعليمات الحكومة الصينية للشركات المملوكة للدولة بشأن مخاطر التعاون مع روسيا على مصالحها. وكان من المقرر أن يكون شريك سينوبك في المشروع المخطط له جينادي تيمشينكو الذي يخضع لعقوبات أميركية منذ العام 2014، وتمت إضافته إلى قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في عام 2022.

ولكن في المقابل، فإن العديد من الشركات الصينية واصلت جني الفرص بالسوق الروسي الخالي من المنافسة الغربية لتوسيع حصتها وملء الفراغ التجاري بروسيا.

سوق السيارات

حسب  التقرير، تهيمن العلامات التجارية الصينية على سوق السيارات الروسية منذ بداية الحرب الأوكرانية، حيث بقيت في السوق الروسية أربع عشرة ماركة فقط من أصل ستين ماركة سيارات، 11 منها صينية وثلاث محلية. وفي مارس 2023، تم الإعلان عن إنشاء جمعية صانعي السيارات الصينيين للمساعدة في تنظيم دخولهم إلى السوق الروسية. ووفقاً لرئيس لجنة الصداقة الصينية الروسية، بوريس تيتوف، من المتوقع أن تساعد الرابطة في تقليل حواجز الاستيراد غير الجمركية للمنتجين الصينيين وتسهيل توطين إنتاجهم في روسيا.

وفي عام 2022، استحوذت النماذج الصينية على  حصة 20 في المائة من مبيعات السيارات الجديدة  في روسيا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة من حوالي 6 في المائة في عام 2021. وحسب بعض التقديرات الروسية، يمكن أن تصل حصة مبيعات السيارات الصينية في السوق الروسية إلى 40 في المائة في عام 2023، على الرغم من ارتفاع أسعارها للمستهلكين الروس. ودخل ما لا يقل عن علامتين تجاريتين صينيتين جديدتين لسوق السيارات، هونغي وهي علامة تجارية فاخرة للسيارات تم إنتاجها في الأصل فقط من أجل السوق الصينية وشركة أومادا وهي شركة تابعة لماركة لسيارات Chery التي تم إنشاؤها خصيصًا للسوق الروسية.

الأجهزة المنزلية

في نهاية عام 2022، أفاد كبار تجار التجزئة الروس بأن منتجي الأجهزة المنزلية الصينيين يقودون الآن قطاعات الغسالات والثلاجات والكمبيوتر المحمول الشخصي والهواتف الذكية. ويتوافق تقرير "كارنيغي" مع بيانات الصادرات الصينية  والتي تظهر زيادة بنسبة 35.5 في المائة في صادرات الغسالات وزيادة بنسبة 6.4 في المائة في صادرات الثلاجات إلى روسيا في عام 2022 مقارنة بالعام السابق.

كما تواصل بعض الشركات الصينية خطط التوطين في روسيا. وأكدت شركة Haier، الشركة الصينية المتخصصة في إنتاج الأجهزة المنزلية عزمها على استكمال البناء المتأخر لمصنعها الرابع في روسيا. وكانت الشركة قد تلقت تمويلًا بشروط ميسرة بقيمة 250 مليون روبل (حوالي 3.1 ملايين دولار ) من  مصرف "في إي بي"، بنك تنمية روسي مملوك للدولة تم فرض عقوبات عليه في العام الماضي. واستحوذت العلامة التجارية  الصينية على أكثر من 20 بالمائة من سوق الثلاجات في روسيا العام الماضي.

المساهمون