تتخوف الشركات الإسرائيلية والأوروبية من تفاقم تداعيات هجمات الحوثي على قطع سلاسل الإمداد مع الصين ودول آسيا. في هذا الصدد، قالت صحيفة "غلوبس" في تل أبيب، أمس الأحد، إن شركة الشحن الصينية العملاقة "كوسكو" توقفت عن الشحن إلى الموانئ الإسرائيلية. ويأتي القرار على الرغم من ضعف فرص قيام الحوثيين بمهاجمة سفينة صينية بسبب العلاقات السياسية بين جماعة الحوثي وإيران.
وبحسب "غلوبس"، فإن شركة الشحن الصينية العملاقة المملوكة للدولة "كوسكو للشحن" توقفت عن الشحن إلى الموانئ الإسرائيلية. والشركة، رابع أكبر خط ملاحي للحاويات في العالم، وتساهم بحوالى 11% من التجارة العالمية، واتخذت الشركة هذه الخطوة رغم أنها ليست مهددة كثيراً في البحر الأحمر، لمجرد أنها صينية.
وتتوقع تقارير غربية، أن تؤثر هجمات الحوثي في البحر الأحمر على تجارة التجزئة في أوروبا، إذ قالت شركات كبرى من بينها إيكيا السويدية ونكست البريطانية، إن تجنب قناة السويس واتخاذ الطريق الطويل في الشحن حول أفريقيا يمكن أن يؤخر وصول المنتجات.
وحسب تقرير بصحيفة "نيويورك تايمز"، مساء السبت، فالسؤال الحاسم بالنسبة لأوروبا وإسرائيل، هو كيف ستتعامل صناعة الشحن مع الزيادة السنوية في الصادرات التي تحدث عادة قبل أن تتوقف المصانع الصينية عن العمل لأسابيع في العام القمري الجديد، الذي يصادف الشهر المقبل.
وحسب التقرير، تختلف الصعوبات بشكل كبير حسب أنواع السفن. ولم تتأثر حتى الآن ناقلات النفط إلا قليلاً، وهي مستمرة في استخدام البحر الأحمر، حيث يبدو أن الحوثيين لم يبدوا اهتماماً كبيراً بها.
ويقول تقرير "نيويورك تايمز"، على النقيض من النفط، انخفض عدد السفن المتخصصة التي تحمل السيارات والتي تستخدم البحر الأحمر بأكثر من النصف الشهر الماضي مقارنة بديسمبر/كانون الأول 2022، إلى 42 رحلة فقط، ولم تعبر البحر الأحمر سوى سفينة واحدة فقط حتى الآن هذا العام، حسبما قال رئيس ناقلات المركبات في شركة VesselsValue، دانييل ناش. وهي شركة متخصصة في بيانات الشحن في لندن.
قلق الشركات الإسرائيلية
وكانت أول سفينة هاجمها مسلحون حوثيون في الأسابيع الأخيرة هي حاملة السيارات "غالاكسي ليدر" التي اختطفت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أثناء عودتها إلى آسيا لنقل حمولة أخرى مكونة من عدة آلاف من السيارات. كما تم اختطاف الطاقم المكون من 25 فردًا، ومعظمهم من الفيليبينيين، ولا يبدو أنه تم إطلاق سراحهم حتى الآن.
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة وحماية السفن في البحر الأحمر. ولكن في المقابل، فإن جماعة الحوثي قالت إنها ستواصل مهاجمة السفن العابرة للبحر ولديها علاقات بإسرائيل.
ويقول التقرير إن الرحلات الأطول حول أفريقيا للسفن المحملة بالسيارات المتجهة إلى أوروبا من آسيا تشكل اضطرابا بشكل خاص في الوقت الحالي بالنسبة لصناعة السيارات العالمية.
وتعمل شركات صناعة السيارات الصينية على زيادة صادراتها إلى أوروبا بسرعة، وخاصة السيارات الكهربائية. وحتى قبل اضطرابات البحر الأحمر، ارتفعت أسعار الإيجار اليومي لشركات نقل السيارات عبر المحيطات إلى 105 آلاف دولار، بعد أن كانت 16 ألف دولار قبل عامين.
ويأتي اضطراب الشحن بالبحر الأحمر في الوقت الذي تباطأ فيه الشحن عبر قناة بنما، التي تعاني من انخفاض منسوب المياه بسبب الجفاف، وأدى إلى انخفاض عدد السفن التي يمكن أن تمر عبرها. وقد أجبر ذلك العديد من السفن على اختيار طريق أطول إلى الولايات المتحدة عبر قناة السويس. ولا تزال المواقع الإلكترونية التي تتتبع الشحن تظهر مرور عشرات السفن في البحر الأحمر، الذي يربط قناة السويس والبحر المتوسط ببحر العرب والمحيط الهندي. لكن الشركات الكبرى قلصت وجودها بشكل كبير أو كلي.
وإلى جانب تأثير هجمات الحوثي على التجارة بين الشرق الأقصى وإسرائيل، فإن قرار شركة كوسكو الصينية مهم لأنه ستكون له آثار سلبية على تجارة إسرائيل، بسبب تعاون الشركة مع خط الشحن الإسرائيلي، "زيم ـ ZIM"، الذي سيتعين عليه تشغيل المزيد من السفن على طرق الشرق الأقصى.
وحسب تقرير "غلوبس"، فإن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن إلى الموانئ الإسرائيلية، نظرًا لأن شركة "زيم"، تعاني من نقص في السفن.