الشركات الأميركية تتعرض لضغوط شديدة في الصين

31 مايو 2023
متجر لشركة أبل في بكين (Getty)
+ الخط -

تواجه الشركات الأميركية المصنعة في الصين، أو تلك التي تسوق منتجاتها في السوق الصيني الضخم خيارين أحلاهما مر، هما إما البحث عن بدائل خارج الصين ومواجهة ارتفاع كلفة التصنيع وخسارة هذا السوق الضخم، أو التعرض لعمليات التفتيش بتهم التجسس أو حتى خسارة الملكية الفكرية.

ورفعت مخاوف الصراع العسكري بين واشنطن وبكين المخاوف الأمنية وسط الشركات الأميركية في الآونة الأخيرة. 

ورغم البحث الدائم للشركات الأميركية عن دول بديلة لنقل مصانعها إلى خارج الصين، أو ابتكار منتجات بديلة لتلك المستوردة من الصين، فإن خبراء يرون أن المجموعات الأميركية تواجه العديد من عقبات التصنيع.

وتقول مجموعة "مينتز غروب" إن كلفة التصنيع في الصين تقل بنسبة 15% عن خارجها.

تعد الصين سوقاً مهماً للعديد من منتجات الشركات الأميركية، بسبب عدد السكان الضخم الذي يفوق 1.4 مليار نسمة وحجم قوتها الشرائية

وحسب تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الأربعاء، تعرضت الشركات الأميركية لمزيد من القلق بعدما استجوبت السلطات الصينية أخيرًا العمال في شركة الاستشارات الأميركية "باين آند كو" Bain & Co، ومقرها بوسطن، وداهمت مكاتب مجموعة "مينتز غروب" ومقرها نيويورك.

كما منعت الحكومة الشركات الصينية الكبرى من شراء المنتجات التي تصنعها شركة "مايكرون تكنولوجي" الأميركية لأشباه الموصلات بحجة مخاطر الأمن القومي.

وواجهت الشركات الأجنبية مشاكل في الصين لسنوات عديدة، ولكن التوترات المتزايدة بين أميركا والصين أثارت قلق الشركات الأميركية التي كانت تستفيد من الكفاءة ورخص العمالة في الصين.

وحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، تمثل الصين نحو 31% من التصنيع العالمي أو ما يقرب من ضعف حصة الولايات المتحدة البالغة 17%، كما تعد الصين سوقاً مهماً للعديد من منتجات الشركات الأميركية، بسبب عدد السكان الضخم الذي يفوق 1.4 مليار نسمة وحجم قوتها الشرائية.

وحسب "وول ستريت جورنال"، يقول بعض المديرين التنفيذيين في أميركا إن المصالح التجارية للولايات المتحدة والصين يجب أن تبقى، وأن العلاقات بين واشنطن وبكين مهمة لنمو الصناعة الأميركية، وبالتالي لا يجب العمل على عزل الصين.

ووفقًا لوزارة الخارجية الصينية، قال إيلون موسك خلال رحلة إلى الصين هذا الأسبوع، إنه لا ينبغي فصل اقتصادات الدول.

تمثل الصين نحو 31% من التصنيع العالمي أو ما يقرب من ضعف حصة الولايات المتحدة البالغة 17%

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، خلال زيارة قام بها إلى الصين في شهر مارس/آذار، إن "أبل" والصين ساعدتا بعضهما بعضا على النمو خلال العقود الأخيرة.

ولدى شركة الطلاء "بي بي جي" الأميركية ومقرها في مدينة بيتسبرغ في بنسلفانيا، 15 مصنعًا وحوالي 4000 موظف في الصين.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كنافيش، إن جميع المنتجات المصنوعة هناك تقريبًا مستخدمة هناك، وهو ما يضع الصين في قائمة البلدان الثلاثة الأولى لمبيعات الشركة.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وأشار كنافيش إلى أن الشركة وضعت استراتيجية بشأن كيفية اتخاذ الإجراءات المناسبة في الصين إذا لزم الأمر. وتتوخى الشركة الحذر الشديد في ما يتعلق بملكيتها الفكرية وبياناتها داخل الصين.

ويسمح قانون التجسس المعدل للسلطات الصينية بتفتيش منشآت الشركة ومعداتها الإلكترونية.

وقال كنافيش: "نحن لا نضع رؤوسنا في الرمال هنا.. نحن نرى ما يحدث، ومن الطبيعي أن يثير قلقنا للغاية"، وأضاف: "نحن حذرون للغاية بشأن أي استثمارات إضافية نقوم بها في الصين".

المساهمون