قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الأربعاء، إن "المواطنين في بلاده لن يتحملوا مضاعفة الأسعار إذا حدث تحرير في سعر الصرف"، مضيفاً، خلال فعاليات "المؤتمر الوطني للشباب" بمحافظة الإسكندرية، أن "تحرير سعر الصرف يلزمه وفاء الوعاء المالي للدولة بحجم الطلب من الدولار، وهو أمر غير متحقق في الوقت الحالي".
واستدرك السيسي: "ممكن نزود سعر الصرف، لكن لازم نشوف النتيجة. لو المواطن بيدفع 500 جنيه لفاتورة الكهرباء شهرياً سيدفع 1000 جنيه، هل سيتحمل هذه الزيادة؟ كثير من المنتجات والخدمات التي تقدمها الدولة تسعر بالجنيه على قيمة الدولار، الذي يزيد سعره حالياً على 30 جنيهاً، فماذا سيكون الوضع في حال التسعير على 40 جنيهاً للدولار؟ المواطن سيعاني حينها".
وتابع: "أعلم أن قدرة الناس على التحمل لها مدى، وكنت متصوراً بأن المصريين لن يتحملوا الوضع الاقتصادي، ولكنهم تحملوا. لدينا مرونة في موضوع سعر الصرف، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي وشعب مصر فلن يكون هناك تحرير (كامل) للسعر، لأن تأثير سعر الصرف على حياة المصريين بالضرر من شأنه عدم الجلوس على مقاعدنا".
واستطرد السيسي: "كيلو اللحم الذي يباع بـ300 جنيه الآن سيصل سعره إلى كم عند وصول الدولار إلى 50 و60 جنيهاً؟ الدولة اتخذت إجراءات لتقليل فاتورة الاستيراد بالدولار، ولازم نشتغل عشان نقلل الفجوة الدولارية. وما فعلناه في السنوات الماضية هو الاقتراض لسد هذه الفجوة، ودولة مثل مصر لن تتقدم إلى الأمام إلا بتحطيم الفجوة الخاصة بالدولار".
ورداً على مطالب رئيس حزب العدل، عبد المنعم إمام، بشأن غلق ملف المعتقلين السياسيين، وزيادة الإنفاق الحكومي على الصحة والتعليم، قال السيسي: "أنت كده بتطلب الحد الأقصى في كل شيئ، الدولة عشان تصرف كويس تحتاج إلى تريليوني دولار في العام. ولن نستطيع الوفاء بالاستحقاق الدستوري للتعليم أو الصحة، طالما أننا لا نملك هذا المبلغ، هانجيب منين للتعليم والصحة؟ هو أنا معايا فلوس لكل الكلام ده؟!".
وزاد: "هل الدولة المصرية لديها أموال لتوفير التعليم الجيد لقرابة 25 مليون شخص؟ لا بالتأكيد، لأن هذا يتطلب توفير نحو 250 مليار دولار سنوياً، هانجيبهم منين؟ الأطباء يهاجرون إلى الخارج فور تخرجهم بحثاً عن فرص عمل أفضل، بسبب عدم توفير رواتب مناسبة لهم في مصر، وأنا ما أقدرش أمنعهم، أو أقول لهم بلاش تسافروا!".
وزعم السيسي قائلاً: "أحد الحضور قال ثورة 25 يناير، وعاوز أقوله إن الاحتياطي النقدي الذي كونته مصر عبر سنوات طويلة تآكل بالكامل خلال عام ونصف العام من هذه الأحداث. ربنا سبحانه وتعالى هو من أنقذ مصر من الخراب، وإن نجاكم مرة مش هاينجيكم كل مرة، ولعلمكم أنا مابخافش أبداً، ولو كنت خفت كان زمان المصريين فى خراب ودمار"، وفق قوله.
وأضاف: "سأصفق لكل واحد يستطيع حل أي مسألة تواجههنا، الكلام شيئ والعمل التنفيذي شيئ آخر، وهذا ليس معناه أننا كنا محقين في كل شيئ فعلناه. ولكن أنت تطالبني بأمور لا أستطيع تنفيذها، ثم تتهمني بالتقاعس. وأي طالب في كلية الاقتصاد يستطيع التحدث في السياسات الاقتصادية والنقدية، ويضع الحلول لها، ولكن التنفيذ دائماً مرتبط بالإمكانيات المتاحة، فأنا لا أستطيع أن أوفر متطلبات وزارة الصحة طبقاً للمعايير الطبية التي تساوي بين كل المصريين، لأنهم يحتاجون إلى ضعف عدد المستشفيات والأطقم الطبية الحالية".
ورفض السيسي مطلب تصفية ملف المعتقلين على خلفية سياسية، بقوله: "يعني أسيب (أفرج) عن اللي ضرب الكنائس ومحطات الكهرباء، اللي بعمله ده إنقاذ وطن ربنا اللي هايحاسبني عليه مش أنت. ربنا اللي هايقولي أنت ضيعت 100 مليون وشردتهم في كل حتة. وبقولكم تاني إحنا اتكلفنا 80 مليار جنيه بعد أحداث 25 يناير، بخلاف الفترة الخاصة بالإرهاب بعد 2013".
وقال السيسي، متحدثاً عن الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير: "مين اللي عمل الانتخابات وجاب الناس دي (في إشارة إلى جماعة الإخوان)، هل أنا اللي جيبتهم في البرلمان والرئاسة ولا أنتم (الشعب). الدولة تفككت وقتها، والأساس اللي كان موجود قبل كده ما بقاش موجود، ولما عملنا انتخابات برلمانية ورئاسية بقت خراب في خراب"، حسب ادعائه.