بدأت السياحة الروسية تستعيد بعض عافيتها رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو جراء الحرب الأوكرانية، وما استتبعها من تعليق رحلات جوية لعدة شركات، إلى جانب منع تداول اليورو والدولار داخل روسيا.
صحيح أن السياحة في روسيا تأثرت بالعقوبات، لكن هذا الأمر لا يقتصر عليها وحدها. ففي ظل الاضطرابات الاقتصادية التي يشهدها العالم نتيجة الاجتياح والحرب القائمة، تأثرت حركة السياحة في غالبية دول العالم خلال موسم الصيف الحالي.
ويرجع تأثر قطاع السياحة سلبا إلى عدة عوامل منها الارتفاع الحاد لسعر برميل النفط وانعكاسه على تكاليف النقل وتذاكر السفر، وسط توقعات للبنك المركزي الأوروبي باستمرار تلك الأسعار المرتفعة للطاقة لفترة أطول، ما يعني زيادة تكلفة التنقل حول العالم.
ويؤكد معنيون بقطاع السياحة الروسي لـ"العربي الجديد" تحسّنه تدريجا عما كان عليه منذ بدء الغزو، مشيرين إلى أنه لم يعد كما كان مقارنة بالأعوام الماضية.
في السياق، تقول يوليا، وهي مديرة شركة سياحية في موسكو لـ"العربي الجديد" إن "الوضع في الوقت الراهن يتحسن ولكن ليس كما كان قبل جائحة كورونا والحرب، نحن نقارن بين الوضع بداية الحرب والآن".
وأشارت إلى أنه "منذ بداية الحرب كنت أنصح بعدم القدوم إلى روسيا، لأن الأمور كانت غير واضحة تماما ولا نعرف ماذا سيحدث، في حين كانت دول تعلق رحلات الطيران، ويُمنع تداول العملات الأجنبية، مع تواجد روس داخل أوروبا بغرض السياحة لا يستطيعون العودة إلى بلدهم".
تضيف يوليا أن "كل العقوبات التي فُرضت علينا تعيق القطاع السياحي وما زالت قائمة، لكن الفرق يكمن في أننا تأقلمنا مع هذه العقوبات ونحاول إيجاد حلول بديلة كي نستطيع الاستمرار".
بدورها تقول إليزافيتا فيكتور، وهي صاحبة شركة سياحية في العاصمة الروسية: "نعم. الوضع تحسن مقارنه ببداية الحرب، رغم أنه ما زال هناك اضطرابات في هذا القطاع ولم يتحسن بشكل كامل، حيث أصبح من النادر وجود سائحين أوروبيين في روسيا حاليا، بسبب تحذيرات من سلطات بلادهم وتعليق خطوط الطيران الأوروبية، ولذلك فإن معظم السائحين المتواجدين حاليا هم من دول صديقة ودول تتبع الاتحاد السوفييتي سابقاً".
وتشير فيكتور إلى أن "الروس أصبحوا يطلبون من الشركات السياحية السفر إلى الخارج أكثر من السابق، رغم أن العقوبات تعيق تحركهم".
وذكرت "رابطة منظمي الرحلات السياحية في روسيا" ATOR أنه في النصف الأول من عام 2022، بدأ الروس في السفر إلى الخارج بنسبة 81.1% أكثر من العام الماضي.
وكان قد ناشد وزير خارجية لاتفيا إدغار رينكيفيتش الاتحاد الأوروبي فرض حظر على إصدار التأشيرات السياحية للمواطنين الروس، واقترح أن يعترف الاتحاد الأوروبي بالاتحاد الروسي كراع للإرهاب.