أصحاب البشرة السمراء في أميركا يبحثون عن مرشح ثالث بسبب الاقتصاد

16 ابريل 2024
أغلب السود بأميركا يفضلون مرشحي الحزب الديمقراطي، 1 يونيو 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الناخبون السود يعيدون التفكير في دعمهم لجو بايدن بسبب الاقتصاد المتعثر، معبرين عن رغبتهم في مرشح ثالث يمكن الاعتماد عليه.
- حملة بايدن تستهدف الناخبين السود واللاتينيين بإعلانات تبرز إنجازات الإدارة في التعليم والاقتصاد، رغم الإحباط الواضح من سجله الاقتصادي.
- الضغوط المالية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والديون الطلابية تؤثر على دعم الناخبين السود لبايدن، مع تزايد الرغبة في خيارات بديلة.

على الرغم من رفض العديد من الناخبين السود تحويل أصواتهم لمصلحة الرئيس السابق دونالد ترامب، لا يبدو هؤلاء متحمسين لإعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن بسبب اقتصاده المتعثر، الأمر الذي دفعهم لتمني ظهور مرشح ثالث يمكن أن يعولوا عليه في انتخابات الرئاسة بأميركا، والمقرر إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني. وفي مقال لصحيفة Georgia Recorder، كتبت كيسي كوينلان، المراسلة الاقتصادية لـ"غرفة أخبار الولايات": "الناخبون السود هم مفتاح انتخاب بايدن عام 2020، والمشاكل المالية تجعل البعض يشكك في دعمهم له في العام 2024".

وأشارت كوينلان إلى أمثلة متعددة للناخبين السود، مما أظهر انطباعاً واضحاً بعدم الرضا عن سجل بايدن الاقتصادي. ونقلاً عن جنيفر غارنر، المقيمة في كليفلاند، قالت كوينلان: "لقد دعم الناخبون السود بأغلبية ساحقة الرئيس جو بايدن في العام 2020 وكانوا مفتاح فوزه، ولكن بما أن الكثيرين مثل غارنر يكافحون لتغطية نفقاتهم الآن، فإن هناك بعض الأدلة على أن حماس الناخبين السود لبايدن قد يكون تراجع، وهو ما يأمل ترامب الاستفادة منه". وقالت: "لا بد لي من العمل في وظيفتين إضافيتين لأتمكن من تأمين قيمة الإيجار، مما يعني أنه ليس لدي الوقت لأتمكن من الاستمتاع بالحياة.. الطريقة الوحيدة التي ستتحسن بها الأمور هي أن يبدأ الناس بالحديث ويخبروهم أن الاقتصاد سيئ. نحن بحاجة إلى وظائف أفضل ومزيد من المال".

وكتبت كوينلان: "لقد صوتَت غارنر لمصلحة بايدن عام 2020، لكنها تقول الآن إنها تبحث عن مرشحين آخرين، على الرغم من أنها استبعدت الرئيس السابق دونالد ترام". ومع ذلك، أضافت غارنر لاحقًا أنها لا "تميل نحو أي شخص حتى الآن".

وأشارت كوينلان إلى أن حملة بايدن كانت حذرة من استغلال ترامب لانخفاض حماس الناخبين السود، وكتبت أنه "لمواجهة ترامب، تنفق حملة بايدن الملايين على الإعلانات الإذاعية في الولايات المتأرجحة في محطات الراديو المملوكة للسود والمملوكة للاتينيين للإشارة إلى ذلك". وتحاول حملة بايدن، من خلال تلك الإعلانات، إبراز إنجازات الإدارة، بما في ذلك الاستثمارات في كليات وجامعات اعتبرت تاريخياً تابعة للسود، من خلال تمويل المنح وقانون "خطة الإنقاذ الأميركية"، وإلغاء ديون القروض الطلابية لـ3.9 ملايين مقترض، وقانون الحد من فقر الأطفال السود في العام 2021، والذي تم ربطه آنذاك بالتوسع في الإضافات الضريبية الخاصة بالأطفال.

وعلى نحو متصل، قال بيان صادر أخيراً عن كورنيل بيلشر، خبير استطلاعات الرأي الذي عمل مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما: "أعتقد أن التهديد الأكبر لقدرة بايدن على إعادة بناء ائتلافه لعام 2020، الذي بدا مثل ائتلاف 2012، ليس هو دونالد ترامب مع الناخبين السود، بل الإحباط والسخرية التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور المرشح الثالث". ووفقًا لاستطلاع أجرته شبكة "أن.بي.سي نيوز" في شهر يناير/كانون الثاني، قال 75% من الناخبين السود إنهم سيصوتون لمصلحة بايدن في الانتخابات العامة هذا العام. وفي العام 2020، منح 92% من الناخبين السود أصواتهم لبايدن، بحسب ما أظهره تقرير مركز بيو للأبحاث. وقالت الشبكة إن الانتقادات الموجهة لاقتصاد بايدن تتماشى مع الدراسات الاستقصائية التي أجرتها حول التجارب المالية للناخبين السود.

ووجد تقرير صدر في مايو/ أيار 2023 عن المركز المشترك للدراسات السياسية والاقتصادية أن 30% من السود قالوا إن وضعهم المالي تدهور خلال العام الماضي، مقارنة بـ44% قالوا إنه بقي على حاله، على الرغم من أن المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي يتطلع إليها الاقتصاديون لفهم حالة الاقتصاد أظهرت استقرار سوق العمل، وتباطؤ التضخم، وارتفاع الأجور. وتشير النتائج السابقة إلى أن العديد من الناخبين السود ما زالوا يشعرون بالضغط المالي الناجم عن ارتفاع الأسعار في محلات البقالة، وسوق الإسكان باهظة الثمن، واضطرارهم لاستئناف سداد مدفوعات ديون الطلاب.

ويوم الاثنين، أعلن بايدن عن اقتراح آخر لتخفيف عبء الديون الطلابية وإلغاء الفوائد المتراكمة لـ23 مليون مقترض، مع حصول ما يصل إلى 25 مليونًا على ميزة إلغاء بعض الفوائد. وبموجب هذه الخطة الجديدة، سيتم أيضًا إلغاء ديون الطلاب الخاصة بـ4 ملايين مقترض بالكامل، كما يمكن أن يستفيد 10 ملايين مقترض من إعانة قدرها خمسة آلاف دولار، إلا أنه حتى الآن لم يتضح موعد تقديم إدارة بايدن مشروع القانون بصورة رسمية إلى الكونغرس.

المساهمون