اتخذت الحرب في السودان، المستمرة منذ شهور، اتجاها متزايدا من قبل قوات الدعم السريع في ضرب المواقع الإنتاجية النفطية الحيوية، كان آخرها على حقل بليلة بمربع 6 والذي يتبع لشركة بتروانيرجي الصينية، ما ينذر بالمزيد من الانهيار الاقتصادي وتراجع الإنتاج النفطي بالبلاد.
وزير النفط السوداني السابق إسحق جماع، قلل في حديثه لـ"العربي الجديد" من تأثير هجوم وسيطرة الدعم السريع على حقل بليلة النفطي على موقف إمدادات الطاقة.
وقال إن تأثير الهجوم لا يذكر لتقلص الطلب على الإمدادات نتيجة الحرب وخروج معظم الأعمال والصناعة من العمل، عدا احتياجات الجيش وجانب من الذين يتاجرون في السوق الموازي، مؤكدا انسياب الكميات المستوردة عبر خط الأنابيب، أما إمدادات الولايات الغربية فتأتي عبر ليبيا بواسطة القطاع الخاص وبأسعار أقل من إمدادات بورتسودان.
ووصف جماع ما يدور في حقل بليلة بأنه تم بواسطة مجموعة من أهالي وشباب المنطقة الذين يتعاونون مع التمرد (قوات الدعم السريع) من أجل مكاسب شخصية، مؤكدا أن المستهدف ليس الحقل وإنما محطة تجميع الخام وخط فرعي يغذي الخط الرئيس لاحقا، مشيرا إلى تمكن الجيش من السيطرة عليه بقوات إضافية.
من جانبه، أكد وزير الطاقة والنفط الحالي، محمد عبد الله محمود، استمرار الجهود لاستئناف العمل وإعادة تشغيل حقل بليلة النفطي، وحقول مربع 4 بكل من نيم وكنار ودفرا. وأوضح الوزير السوداني في تصريحات صحافية أن هذه الجهود تتم بالتنسيق بين وزارة الطاقة والنفط، وحكومة ولاية غرب كردفان، والقوات النظامية، والإدارة الأهلية، وإدارة شركتي بتروانيرجي وتو بي أوبكو، وشركات الخدمات.
ولفت إلى استمرار الترتيبات الإدارية والفنية اللازمة للحفاظ على سلامة العاملين والمنشآت النفطية. وأشار الوزير إلى الوقفة الصلبة للشركات المالكة للحقل من أجل حماية العاملين والمنشآت، وحرصها على عودة العمل بما يحقق الفائدة للبلاد ومناطق الإنتاج النفطي.
وقال المحلل الاقتصادي هيثم فتحي، لـ"العربي الجديد" إن حقل بليلة النفطي يقع ضمن امتياز شركة "بتروانيرجي" المحدودة، وهي شراكة بين عدة شركات تتبع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وينتج الحقل نحو 22 ألف برميل من النفط يومياً.
كد وزير الطاقة والنفط الحالي، محمد عبد الله محمود، استمرار الجهود لاستئناف العمل وإعادة تشغيل حقل بليلة النفطي
وأشار إلى أن مربع 6 النفطي وحقل بليلة يضخان أكثر من 60% من إنتاج البترول الخام المحلي، وبالتالي فتوقفه أو نشوب المعارك فيه يضرب قطاع البترول في مقتل، والحقل نفسه يمثل الاستثمار الأجنبي الوحيد المتبقي في بلادنا.
وقال عضو اللجنة الاقتصادية في تحالف "الحرية والتغيير" كمال كرار، إن توقف إنتاج مربع 6 يعني عمليا توقف مصفاة الخرطوم بعد نفاد المخزون الموجود فيها، ويؤدي لمشاكل فنية كبيرة في خطوط الأنابيب الناقلة، داعيا لضرورة المحافظة على المنشآت الاقتصادية التي يجب ألا تعامل كأهداف عسكرية.
وشدد المحلل الأكاديمي محمد الناير في حديثه لـ"العربي الجديد" على أهمية التأمين الجيد للمؤسسات النفطية خلال فترة الحرب لمنع المزيد من تراجع قيمة الجنيه السوداني من خلال زيادة الطلب على الدولار لاستيراد المحروقات.