رفضت 11 من أصل 16 شركة خطوط ملاحية عالمية التنازل عن حقوقها عن الخسائر التي نجمت عن الإغلاق الأخير للموانئ الرئيسة الذي دام 45 يوماً، من قبل محتجين ينتمون للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة شرقي السودان لدواعٍ سياسية واقتصادية.
وقال وكيل خط ملاحة "باي لاين" التابع لشركة "سومارين أورينت" الإماراتية - الهندية، عماد الدين هارون، لـ"العربي الجديد" إنّ خطوطا ملاحية عالمية امتنعت عن إعفاء رسوم كلّ متأخرات وغرامات الأرضيات على حاويات الواردات التي تم احتجازها بالميناء طيلة فترة إغلاق الشرق التي امتدت لـ45 يوماً، وطالبت بسداد مستحقاتها كاملة.
وأشار إلى أن بعض الخطوط تحدد رسوماً بمبلغ 90 يورو في اليوم على الحاوية الواحدة 40 قدماً وهي تكلفة ضخمة على الموردين السودانيين، ولا يتحملونها وحدهم إذ يؤثر ذلك أيضاً سلباً على المواطنين بارتفاع أسعار السلع المستوردة.
وكشف هارون عن تنازل 5 خطوط ملاحية عالمية فقط عن حقوقها على الموردين تقديراً للظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر بها السودان وشعبه، وتضم خط "ميرسك" ويتبع لشركة "ميرسك" الدنماركية، وخط "باي لاين" ويتبع لشركة "سومارين أورينتال" الإماراتية الهندية، وخط "أم أس سي" التابع لشركة سويسرية، وخط "بي آي ال" التابع لشركة سنغافورية، وخط "سي أم أي" الذي يتبع شركة تحمل ذات الاسم فرنسية الأصل تعمل في مجال إدارة الحاويات.
وطالب هارون مجلس السيادة السوداني ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وهيئة الموانئ البحرية بعدم تجديد الترخيص الملاحي لأي شركة رفضت إعفاء رسوم أرضياتها خلال فترة الإغلاق وعدم إعفائها بالمقابل من رسوم أرضيات الفوارغ، وإصدار خطاب بذلك تنديداً بعدم مساندتها السودان في ظرفه الراهن وخلال فترة إغلاق شرق السودان.
وأشار إلى توجيه من المالية الاتحادية لهيئة الموانئ بإعفاء كامل لكافة الموردين من أصحاب الحاويات المشحونة بالبضائع والتي تعطل تخليصها بالميناء بسبب الأزمة، من رسوم الأرضيات.
ومن جانبه، قال مسؤول في مكتب التوكيلات الملاحية ببورتسودان، لـ"العربي الجديد" إنّ هناك مخاطبات تمت لعدد من الخطوط الملاحية العالمية عبر وكلائها بالسودان بإعفاء الرسوم المستحقة لها خلال فترة إغلاق الموانئ، مؤكداً تباين رسوم الأرضيات التي تفرضها الخطوط، وعدم قدرة المورد والمواطن السوداني على الإيفاء بالتكلفة العالية للغرامات.
ودعا رئيس النقابة البديلة لعمال ميناء بورتسودان، عثمان طاهر، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى ضرورة الإسراع في حسم مشكلة الأرضيات والتي تعيق انسياب العمل بالميناء لتسهيل عملية استقبال الواردات للبلاد بلا عوائق، مشيراً إلى أنّ فترة الإغلاق تسببت في ازدحام الأرضيات بأكثر من 100 ألف حاوية.
وأعرب طاهر عن أمله في أن تحذو التوكيلات العالمية حذو المالية السودانية بإصدار خطاب عفو عام عن رسوم الموانئ للموردين، اعتباراً من بداية الإغلاق وحتى عودة افتتاح الشرق لكونها مشاكل طارئة لم يكونوا سبباً فيها.
وأبدى عدد من الموردين لـ"العربي الجديد" مخاوفهم من قرب انتهاء مهلة الشهر التي حددها مجلس البجا للحكومة لتنفيذ مطالبهم، ما ينذر بمعاودة الإغلاق مرة أخرى حال عدم الوصول لتوافق بين الطرفين ويجدد خنق الحركة الاقتصادية والتجارية في البلاد.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
