أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، اليوم الخميس، أنّ الحكومة السعودية ستستثمر 220 مليار دولار لتحويل الرياض إلى مدينة عالمية بحلول 2030، فيما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنّ شركة "أرامكو" ستطلق مزيداً من عمليات بيع الأسهم.
ويريد بن سلمان أن تصبح الرياض من أكبر 10 مدن في العالم في إطار استراتيجيته للإصلاح الاقتصادي الرامية إلى تخلي المملكة عن الاعتماد على النفط، وتحويلها إلى قوة استثمارية عالمية.
وقال فهد الرشيد الرئيس التنفيذي للهيئة، متحدثاً بالهاتف مع "رويترز"، "ستستثمر الحكومة بالفعل حوالي 220 مليار دولار على مدار 10 سنوات من خلال صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي) وصندوق التنمية الوطني والهيئة الملكية لمدينة الرياض".
وأضاف الرشيد "إذا صار لدينا سبعة ملايين شخص آخرين يتحركون في الرياض، سنحتاج إسكاناً بقيمة 200 مليار دولار أخرى، ومن خلال استثمارات القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء السكان، ستحتاج مبلغاً مماثلاً إضافياً. الرسالة هي أن الحكومة السعودية تطرح أموالها أولاً".
وقال الرشيد إنّ من المقرر الإعلان عن أكثر من 100 مشروع استثماري بالرياض في غضون الشهرين المقبلين، مع التركيز على القطاعات المالية والمصرفية والصناعية والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الحيوية والاقتصاد الرقمي وقطاعات أخرى.
ويعتزم صندوق الاستثمارات العامة استثمار 3 تريليونات ريال (800 مليار دولار) في قطاعات جديدة على مدار السنوات العشر المقبلة. ويقول المحللون والمصرفيون إنّ تلك الخطط ستتطلب تمويلاً خارجياً بمبالغ كبيرة.
أسهم "أرامكو"
بالنسبة لشركة "أرامكو"، قال ولي العهد إنّ شركة النفط العملاقة "أرامكو" ستطلق المزيد من عمليات بيع الأسهم، وذلك في كلمة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية.
و"أرامكو" أكبر شركة نفط في العالم، وقد أتمت في أواخر 2019 أكبر طرح عام أولي في العالم، حيث جمعت فيه 25.6 مليار دولار ثم باعت مزيدا من الأسهم ليصل الإجمالي إلى 29.4 مليار دولار. وستحول عائدات ذلك الطرح لصندوق الاستثمارات العامة.
ويوم الثلاثاء، قال رئيس صندوق الثروة السيادي السعودي، صندوق الاستثمارات العامة، إن أرامكو قد تدرس بيع مزيد من الأسهم إذا كانت الأوضاع في السوق ملائمة.
وأسهم "أرامكو" منخفضة 0.14%، اليوم، إلى 34.75 ريالا (9.26 دولارات)، ارتفاعا من سعر الطرح الأولي البالغ 32 ريالاً. وتبلغ قيمة الشركة 1.86 تريليون دولار على أساس سعر إغلاق اليوم.
وطرح "أرامكو" كان أحد أركان خطط تنويع موارد الاقتصاد السعودي الرامية إلى جذب الاستثمار الأجنبي، والحد من اعتماد المملكة على إيرادات النفط.
ويعتزم صندوق الاستثمارات العامة، الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار، زيادة أصوله إلى تريليون دولار بحلول عام 2025، وهي خطوة من شأنها أن تجعله أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.
ويخطط الصندوق لاستثمار 3 تريليونات ريال (799.83 مليار دولار) في قطاعات جديدة على مدى السنوات العشر المقبلة. وبموجب خطة خمسية سيخلق 1.8 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2025 من 331 ألف وظيفة بنهاية الربع الثالث من عام 2020.
وعانى اقتصاد السعودية من انكماش حاد العام الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط. وما زالت صادرات النفط تشكل أكثر من نصف دخل المملكة.
(رويترز)