بدأت شركة أرامكو السعودية، محادثات مع داعمين محتملين لتطوير حقل للغاز الطبيعي تبلغ تكلفته 110 مليارات دولار، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الاثنين عن مصادر لم تكشف عن هوياتها لخصوصية المعلومات.
وتخطط الشركة لاستغلال حقل الجافورة شرق المملكة، أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم. وقالت المصادر إن "أرامكو" تبحث عن مستثمرين للمساهمة في تمويل تطوير مشاريع النقل والتكرير في حقل الجافورة، مشيرين إلى أن أرامكو تواصلت مع شركات الملكية الخاصة والصناديق الكبرى التي تستثمر في البنية التحتية، في إطار خطتها لجذب الأموال للمشروع، والتي قد تتضمن عرض المشاركة بحصص في أصول كخطوط الأنابيب.
يعد الجافورة جزءاً أساسياً من استراتيجية المملكة لتنويع صادراتها من الطاقة بعيداً عن النفط. وتشير التقديرات إلى أن الحقل يحتوي على 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخام، وتتوقع أرامكو أن يبدأ الإنتاج في الحقل عام 2025، لتصل المبيعات إلى نحو ملياري قدم مكعبة يومياً بحلول عام 2030.
يأتي فتح مشروع تطوير الجافورة أمام المستثمرين من الخارج عقب سنوات من الجهود لجذب رأس المال الأجنبي إلى أرامكو وبعض أصولها الرئيسية.
فبعد طرحها العام الأولي البالغة قيمته 30 مليار دولار في 2019، باعت شركة النفط العملاقة حصصاً في وحدات تعمل على تشغيل شبكتها من خطوط أنابيب النفط والغاز في جميع أنحاء المملكة، في صفقات جمعت نحو 28 مليار دولار للشركة.
ووفق المصادر فإن بنك الاستثمار العالمي "إيفركور" يقدم المشورة لأرامكو بشأن التفاوض مع المستثمرين لتمويل تطوير حقل الجافورة، لافتة إلى أن المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة، وقد تتغير تفاصيل عملية التمويل. وامتنع ممثل أرامكو عن التعليق، في حين لم يدلِ المتحدث باسم "إيفركور" بتعليق فوري، وفق بلومبيرغ.
وأدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة قوية في الطلب على الغاز الطبيعي، بقيادة الدول الأوروبية التي كانت تحصل عادة على إمداداتها من روسيا. وقد أدى ذلك إلى أن تشرع دول الخليج في خطط طموحة لتوسيع إنتاجها من الغاز.