استمع إلى الملخص
- الطرح قد يُسعّر بخصم يصل إلى 10% من سعر التداول، مع توقعات بمشاركة بنوك كبرى مثل سيتي غروب وغولدمان ساكس في إدارة الصفقة، بجانب شركات محلية.
- تأتي الصفقة في وقت تواجه فيه السعودية تحديات اقتصادية، مع حاجة الحكومة لأسعار نفط تقارب 100 دولار لبرميل لتحقيق التوازن المالي، في ظل توقعات ببقاء سعر خام برنت حول 85 دولاراً.
كشفت وكالة بلومبيرغ، اليوم الخميس، أنّ السعودية تستعد لإطلاق طرح ثانوي لأسهم شركة النفط العملاقة أرامكو رسمياً يوم الأحد، في صفقة يمكن أن تجمع أكثر من 10 مليارات دولار وستكون من بين الأكبر من نوعها في السنوات الأخيرة. ويجرى التخطيط لتلقي الطلبات حتى يوم الخميس المقبل، بحسب ما قال أشخاص مطلعون للوكالة طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، مشيرين إلى أنّ الصفقة اجتذبت اهتماماً غير رسمي من المستثمرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا بقيمة إجمالية تزيد عن 10 مليارات دولار.
بدورها، نقلت وكالة رويترزعن مصادر مطلعة، اليوم الخميس، أنّ السعودية قد تعلن عن طرح ثانوي ضخم لأسهم في شركة النفط العملاقة أرامكو في وقت لاحق اليوم، في انتظار الموافقة النهائية التي ستأتي من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كما رجحت المصادر إطلاق طرح الأسهم يوم الأحد، وهو اليوم نفسه الذي تحدثت عنه "بلومبيرغ".
ورجحت المصادر، في حديثها لـ"بلومبيرغ"، أن يُسعّر العرض بخصم إضافي يصل إلى 10% من سعر التداول، على الرغم من أن ذلك قد يتقلص بناء على طلب المستثمرين. وهذا يتماشى مع المبيعات الثانوية في شركة الاتصالات السعودية ومجموعة تداول القابضة التي تدير سوق الأوراق المالية في المملكة. لكن، مع ذلك، لم تُتخذ أي قرارات نهائية بشأن فترة الطرح، فيما قالت المصادر نفسها إن شروط الصفقة، بما في ذلك حجمها، لا يزال من الممكن أن تتغير. وأفادت "بلومبيرغ" بأنّ أرامكو لم ترد فوراً على طلبات التعليق، علماً أن الطرح، إن حصل، فإنه يأتي بعد أيام من انخفاض سهم أرامكو إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام.
وذكرت وكالة بلومبيرغ في وقت سابق أنّ السعودية التي تعتزم إتمام هذا الطرح تعكف على إعداد قائمة من البنوك لإدارته، وتشمل سيتي غروب وغولدمان ساكس و"إتش إس بي سي"، كما رجحت، نقلاً عن مصادرها، أن تشارك شركات محلية في إدارة الطرح، ومنها البنك الوطني السعودي، فيما يعمل البنك الاستثماري العالمي "موليس أند كو" مستشاراً مالياً مساعداً في اختيار الضامنين. ويأتي العرض التالي بعد نحو خمس سنوات من جمع السعودية نحو 30 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو، والذي كان أكبر بيع للأسهم في العالم على الإطلاق.
وبحسب "بلومبيرغ"، تأتي الصفقة في وقت حرج بالنسبة للسعودية التي تمتلك حصة 82% في الشركة التي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار، فيما تبلغ أسعار النفط الخام أقل من المستويات التي تحتاج إليها الحكومة لتحقيق التوازن في ميزانيتها، علماً أنها لم تفلح في بلوغ هدفها المتمثل في جذب أكثر من 100 مليار دولار سنوياً من الاستثمار الأجنبي المباشر. وتحتاج الحكومة إلى سعر قريب من 100 دولار للبرميل من أجل دفع تكاليف خطط الإنفاق، وفقاً لصندوق النقد الدولي. لكن من المتوقع لسعر خام برنت القياسي البالغ حالياً نحو 85 دولاراً أن يقترب من 79 دولاراً عام 2025، و75 دولاراً في العام التالي، وفقاً لتقديرات جمعتها "بلومبيرغ".
كما أن إنتاج أرامكو من النفط مقيد أيضاً بسياسة تحالف أوبك+، مع أن السعودية تحاول إنعاش السوق وتعزيز الأسعار، علماً أنّ أرامكو تمتلك طاقة إنتاجية كبيرة غير مستخدمة، وقد أمرت الحكومة في وقت سابق من هذا العام بوقف التوسّع الإضافي في قدرتها. ووسط تساؤلات حول تغيّر المناخ ومستقبل الوقود الأحفوري، تتوقع "بلومبيرغ" أن يختبر الطرح يوم الأحد شهية المستثمرين العالميين، مع الإشارة إلى أن الاكتتاب العام الأولي السابق لشركة أرامكو اعتمد إلى حد كبير على المستثمرين المحليين، الذين واجهوا ضغوطاً من الحكومة لدعم الصفقة بعدما رفض معظم مديري الأموال الأجنبية التقييمات.