الريف المصري... الحنين إلى الحياة التقليدية بأدق تفاصيلها

31 يناير 2022
بعض المناطق تجمع مقومات سياحية عدة بين التاريخ والطبيعة (Getty)
+ الخط -

شكلت الأهرامات في شرم الشيخ، دهب، سيناء وغيرها من المناطق، أماكن سياحية في مصر جذبت إليها الملايين من السياح حول العالم، الذين يفضلون زيارة البلد الفرعوني، على اعتبار أنه يمتلك الكثير من مقومات السياحة.

جانب صحراوي، وآخر مائي، وحتى سياحة نهرية، وبالتأكيد التعرف إلى الحضارة القديمة، من خلال الآثار والمنحوتات والرسوم التي تعود إلى القرون الأولى.
ولكن هذا ليس كل شيء بالنسبة إلى مصر. فهناك جانب آخر قد يكون مجهولاً بالنسبة للكثير من الزوار. زيارة الأرياف أو كما تعرف بالسياحة البيئية والطبيعية.

في الكثير من المسلسلات والأفلام القديمة، احتلت منطقتا الفيوم وكفر الشيخ حيزاً كبيراً من اهتمام المشاهدين: مناظر طبيعية، فلكلور تراثي، بيوت طينية وقائمة طويلة من الأطعمة التي لا يمكن تذوقها إلا في الأرياف، وهما اليوم تستعدان لاستقبال الزوار، بعدما سمحت السلطات باستقبال السياح.

السياحة في مدينة دهب جنوب سيناء مصر (فرانس برس)
السياحة في مدينة دهب جنوب سيناء (فرانس برس)

لماذا الفيوم؟

تبعد عن القاهرة ما يقارب 103 كيلومترات، وقد تكون أكثر المحافظات المصرية تميزاً في السياحة الريفية والبيئية.

تجمع الكثير من المعالم، من أبرزها السواقي المائية والتي يصل عددها إلى نحو 200 ساقية، إضافة إلى العيون الطبيعية، والتي كانت تستخدم في الماضي لعلاج أمراض الروماتيزم وغيرها.

الفيوم، وبحسب زوارها، ليست فقط مكاناً للسياحة البيئية، إنها تمثل ثقافة مختلفة عن حياة المصريين القرويين. 

وادي الريان في الفيوم مصر (فرانس برس)
وادي الريان في الفيوم (فرانس برس)

تعد بحيرة قارون وشلالات وادي الريان، أبرز المعالم التي يقصدها الزوار، حيث يمكن ممارسة الرياضات المائية، كالسباحة، أو القيام برحلة في القوارب الصغيرة، إضافة إلى صيد الأسماك.

إلى ذلك، تتميز الفيوم أيضاً بما يعرف باسم أبراج الحمام، وهي أبراج قديمة بناها المصريون القدماء من أجل تربية الحمام، ويسعى الكثير من الزوار للتعرف إلى أسرار تشييدها، لأنها تمثل تحفة فنية فريدة.

كفر الشيخ

الاتجاه نحو 170 كيلومتراً شمال القاهرة قد يكون  أمراً مختلفاً جداً. الزائر على موعد هناك للاستمتاع بالحياة الريفية البسيطة.
تعد محافظة كفر الشيخ، الواقعة بين فرعي نهر النيل، أول محافظة مصرية تعنى بالاهتمام بالمنتجات التراثية، بحيث حافظت الورش على الكثير من المهن الحرفية، وفي مقدمتها، صناعة السجاد اليدوي، والذي يعود تاريخه لأكثر من 100 عام.
كذلك، هناك أيضاً فرصة أخرى للتعرف إلى "المناحل"، أو بيوت النحل حيث يتم إنتاج أفضل أنواع العسل.
كذلك، إن كنتم من محبي النشاطات الرياضية، وخاصة رياضة الفروسية، فلا تفوتوا الفرصة لركوب الخيل، والقيام بجولة في القرية، حيث تضم قرية "المناوفة" المصرية مئات الإسطبلات لتربية الخيول.
 
بحيرة البرلس في مصر (Getty)
بحيرة البرلس في كفر الشيخ (Getty)
وبالإضافة إلى طابعها الزراعي والقروي، إلا أن كفر الشيخ تعد معلماً أثرياً مهماً، فهي  تضم مدينة "بوتو" عاصمة الوجه البحري، "تل الفراعين" الواقعة على بعد 16 كيلومتراً من مدينة دسوق، حيث تضم العديد من التماثيل؛ منها تمثالان على هيئة أبو الهول، وتمثال للإله طحورس الصقر، وتمثال مزدوج من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني.

دهشور الجميلة

تمكنت هذه المدينة الواقعة على بعد 35 كيلومتراً من العاصمة القاهرة، من أن تحتل موقعاً على لائحة التراث العالمي. ففي العام 2011، ضمت منظمة "يونيسكو" منطقة دهشور إلى قائمة المناطق التراثية العالمية.
وعلى الرغم من أن المنطقة زراعية بامتياز، إلا أنها تضم أيضاً مناطق أثرية، إذ يمكن للزوار رؤية أهرامات دهشور الثلاثة (الأحمر، الأصفر، والأسود).
يسعى الزوار دائماً إلى القيام برحلة مع أحد السكان المحليين، حيث يكون للرحلة طابع استثنائي.
 
قرية وهرم دهشور في الجيزة مصر (Getty)
قرية وهرم دهشور في الجيزة مصر (Getty)
وينصح بزيارة بركة دهشور الموسمية والمزارع الريفية ومنازل زاوية دهشور القديمة، وهي منازل يعود تاريخ تشييدها إلى أكثر من 100 عام.
ولمحبي الهدايا التراثية، لا بد من زيارة جمعية تراثيات الحرف الجديدة. وبالتأكيد لا تفوتوا عليكم فرصة قضاء فترة بعد الظهر في المقاهي الشعبية، إذ يمكن تذوق الحلويات الشعبية ومن أبرزها طبق "أم علي"، وتناول كوب من الشاي، والتحدث إلى السكان المحليين.

الطعام والفلكلور

جانب آخر مميز قد يعشقه الكثير من محبي التراث المصري. فصحيح أن القرى المصرية تمثل نموذجاً للحياة التقليدية، لكن ذلك لا يكتمل دون تذوق الأطباق الشعبية. 
تحول الطعام التقليدي أو طعام الريف المصري إلى عامل جذب بالنسبة إلى الزوار. الفطير المشلتت، الجبنة الأريش والعسل، أو حتى الكشك والرقاق، باتت من المنتجات التي يطلبها كل من يقصد الأرياف.
 
الفلولكلور الشعبي في مصر (فرانس برس)
الفلكلور الشعبي في مصر (فرانس برس)
تعد هذه المأكولات جزءا من تراث المصريين القدامى. وتجتهد النسوة بالقرى في تحضير هذه الأطعمة في المنازل وبالمكونات الطبيعية، للحفاظ على هذه العادات.
إضافة إلى سياحة "الطعام الريفي"، فإن السهرات الليلية الفلكلورية، خاصة حلقات الرقص بالسيف والخيل، تضفي مزيجاً من الأجواء الفرحة على الزوار.
ويحرص الكثير من القرى المصرية على إقامة حفلات فلكلورية نهاية كل أسبوع، لتنشيط السياحة الداخلية، في إطار مبادرات أطلقتها وزارة السياحة في يونيو/حزيران الماضي.
المساهمون