الرئيس الجزائري يأمر بإرسال شحنات عاجلة من الوقود للبنان لتشغيل الكهرباء

18 اغسطس 2024
تبون في مؤتمر صحافي في لشبونة، 23 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمر بإرسال شحنات وقود فورية إلى لبنان لمساعدته في أزمة انقطاع الكهرباء، وأبلغ الوزير الأول نذير العرباوي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالقرار.
- انقطاع الكهرباء في لبنان شمل جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مطار ومرفأ بيروت، بسبب نفاد الوقود في معمل الزهراني، مما أثر على مرافق حيوية مثل السجون ومرافق الصرف الصحي.
- العلاقات الجزائرية اللبنانية في مجال الطاقة تعود إلى عام 2005 مع شركة سوناطراك، وتم تجديد المشاورات بشأن العقد في 2022، ويأتي القرار الجزائري في ظل التطورات السياسية لدعم لبنان.

أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حكومته بإرسال فوري لشحنات من الوقود الى لبنان لمساعدة البلاد في التغلب على أزمة انقطاع الكهرباء التي ضربت البلاد اعتباراً من يوم السبت.

وأكد بيان لرئاسة الحكومة انه "بتكليف من رئيس الجمهورية، أجرى الوزير الأول نذير العرباوي اليوم مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لإبلاغه بالقرار الصادر عن الرئيس تبون بالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة".

وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت السبت انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، بما فيها مطار ومرفأ العاصمة بيروت. وقالت المؤسسة في بيان إن آخر مجموعة وحدات إنتاجية بـ"معمل الزهراني"، الذي يزوّد البلاد بالكهرباء، خرجت عن الخدمة جراء نفاد الوقود المشغل لها.

وأضافت كهرباء لبنان أن ذلك "أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً لجميع الأراضي اللبنانية". وأوضحت المؤسسة أن توقف التغذية الكهربائية شمل مرافق رئيسية في البلاد، منها مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت، والسجون، ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب. 

ويقع معمل الزهراني في جنوب لبنان، وهو من أهم محطات توليد الطاقة الكهربائية في البلاد، والوحيد العامل بها حالياً، حيث يزودها بأغلب احتياجاتها من الكهرباء. ولفتت مؤسسة كهرباء لبنان، في بيانها، إلى أن توقف جميع الوحدات الإنتاجية بهذه المحطة "جاء بعد استنفاد جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها (من قبلها) من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة".

وأكدت المؤسسة أنها "ستقوم مجدداً بإعادة تشغيل الوحدات الإنتاجية بمعمل الزهراني التي خرجت عن الخدمة قسرياً، بما يتجانس مع التخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين وقود الغاز أويل لصالحها، لتتم إعادة التيار الكهربائي واستئناف التغذية تدريجياً إلى ما كانت عليها"، دون كشف المدة التي تحتاجها من أجل ذلك.

 

وترتبط شركة سوناطراك الجزائرية بعقد مع الوزارة اللبنانية للطاقة والمياه  منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2005، لتوفير وقود الديزل وزيت الوقود لفائدة مؤسسة كهرباء لبنان التي تعمل تحت إشراف وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، يتم تجديده كل ثلاث سنوات، تعطل تنفيذه في عام 2020، بسبب أزمة ما يعرف" بالفيول المغشوش"، قبل أن يتم اجراء مشاورات بشأن تجديده خلال القمة العربية التي عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. وأكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال القمة وجود تجاوب جزائري لإعادة تزويد لبنان بالوقود.

ويأتي قرار الجزائر دعم لبنان بالوقود في ظرف  عصيب يشهده هذا البلد والمنطقة بشكل عام، في ظل التطورات المتصلة بالحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة في كل من فلسطين ولبنان، ليعزز قدرة لبنان على الصمود في وجه التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضده. وبغض النظر عن الاطار المرتبط بسابق العلاقات واتفاقات التعاون بين الجزائر ولبنان في مجال الطاقة، فإن السياق السياسي الذي يأتي فيه هذا القرار يجعله قرارا داعما لمجهود المقاومة في لبنان وتعزيز قدراتها، ومنع الاحتلال من الاستفراد بلبنان او الضغط عليه عبر الحصار في مجال الطاقة.

وقبل عامين، ارتفعت وتيرة انقطاع كهرباء لبنان بشكل كبير؛ بسبب معاناة الحكومة من ضائقة مالية نتج عنها عدم قدرتها على توفير النقد الأجنبي لاستيراد الوقود. وكان حجم إنتاج الطاقة في لبنان يراوح بين 1,600 و2,000 ميغاوات يومياً، إلا أن شح الوقود في السنوات الماضية خفّض الإنتاج تدريجياً إلى مستويات متدنية غير مسبوقة

المساهمون