الدولار يكسر حاجز 14 ليرة تركية للمرة الأولى... وأردوغان يلتقي مسؤولي البنك المركزي

13 ديسمبر 2021
مكتب صرافة في إسطنبول (فرانس برس)
+ الخط -

كسر سعر صرف الدولار الأميركي حاجز 14 ليرة تركية للمرة الأولى، اليوم الاثنين، رغم تدخل البنك المركزي لكبح تراجع العملة التركية عبر ضخ سيولة دولارية في الأسواق، فيما تترقب الأسواق اجتماعاً للرئيس رجب طيب أردوغان مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي ومديري البنوك الحكومية.

وهوت الليرة إلى 14.37 مقابل الدولار الواحد، ما استدعى تدخل البنك المركزي لبيع الدولار، بحسب مصادر مطلعة تحدثت مع "العربي الجديد" من دون أن تكشف عن قيمة الأموال التي ضُخَّت، والتي هدّأت قليلاً من هبوط العملة الوطنية لتستقر عند نحو 14.22 ليرة للدولار ظهر اليوم.

وقالت المصادر إن الرئيس رجب طيب أردوغان، سيلتقي في وقت لاحق، اليوم، محافظ المصرف المركزي شهاب قافجي أوغلو، ووزير المالية الجديد نورالدين نباتي، ومديري المصارف الحكومية، لبحث أسباب تراجع الليرة "ووسائل التدخل".

 تدهور الليرة أثر على مستوى معيشة الكثير من الأتراك بعد ارتفاع الأسعار بنسب تراوحت بين 50% و120% خلال عام

وعزا الخبير الاقتصادي التركي، مسلم أويصال، تراجع سعر الليرة لمستويات متدنية جديدة، إلى "ما يتردد عن نية البنك المركزي خفض سعر الفائدة بين 100 و200 نقطة أساس، خلال اجتماع يوم الخميس المقبل"، مضيفاً أنه "لا توجد أسباب جوهرية لهذا التراجع، سواء في ما يتعلق بالأسواق أو بالعلاقات السياسية، بل المؤشرات الاقتصادية في تحسن والتوترات مع دول الإقليم بطريقها للزوال".

توقعات بمواصلة الليرة التراجع في ظل المضاربات 

وتوقع أويصال في تصريح لـ"العربي الجديد" أن يواصل البنك المركزي تدخله لكبح تراجع الليرة عبر بيع الدولار، وذلك بعد أربع تدخلات منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلا أن ذلك قد لا يجدي، وفق رأيه، في ظل تزايد المخاوف من مواصلة العملة التركية التراجع وسحب المضاربين السيولة الدولارية التي تُضَخّ.

وخسرت الليرة أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام الجاري، الذي استهلت تعاملاته عند نحو 7.4 ليرات للدولار، متأثرة بثلاثة تخفيضات لسعر الفائدة وتدخل الرئيس أردوغان بإجراء تغييرات متقاربة في قيادات البنك المركزي. وخفض البنك المركزي سعر الفائدة 400 نقطة أساس (4%) منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لتصل اليوم إلى 15%.

تدهور الليرة أثر في معيشة الأتراك

وأثر تدهور الليرة في مستوى معيشة الكثير من الأتراك بعد ارتفاع الأسعار بنسب راوحت بين 50% و120% خلال عام، وتفشّت حالات الاحتكار ونفاد بعض السلع الاستهلاكية من السوق، ما دفع الرئيس التركي أخيراً، إلى تحذير التجار المحتكرين من مغبّة التلاعب بأسعار السلع، وتوعد بفرض عقوبات كبيرة عليهم.

وبلغ معدل التضخم 21.3% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما توقعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية يوم الخميس الماضي، أن "يرتفع التضخم إلى نحو 25% بل وأكثر في الشهور المقبلة"، مشيرة إلى "خفض آخر محتمل لأسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول الجاري".

المساهمون