الدجاج المجمد يُغرق أسواق مصر... وأصحاب المزارع الصغيرة يخشون الإغلاق

26 فبراير 2023
ارتفاع أسعار الأعلاف تسبب في زيادة تكاليف إنتاج الدواجن محلياً (فرانس برس)
+ الخط -

تعرضت أسواق الدجاج في مصر لاضطراب مفاجئ، بعد إغراقها بكميات كبيرة من الدجاج المجمد المستورد من البرازيل، بسعر يصل إلى 77 جنيها (حوالي 2.5 دولار) للدجاجة زنة 1200 غرام، لتشهد الأسواق سباقاً بين كبار المربين على حرق الأسعار عبر خفض أسعار الدجاج الحي، ليصل سعر الكيلوغرام إلى 75 جنيها (2.45 دورلار)، فيما أحجم صغار المربين عن توجيه منتجاتهم للموزعين.

وأغلقت غالبية محال البيع الشعبية أبوابها، أمس، انتظاراً لما ستسفر عنه حركة الأسعار، مع ظهور منافسة حادة بين الجهات المستوردة للدجاج البرازيلي وكبار المنتجين المحليين على خفض الأسعار.

وكشفت مصادر في رابطة منتجي الدواجن عن اتفاق عدد من كبار المربين مع الحكومة على توريد 1000 طن من الدجاج الحي يومياً بسعر التكلفة، لتدفع به إلى أسواق الجملة ومعارض "أهلا رمضان" التي تديرها وزارة التموين بالتعاون مع شركات الجيش والشرطة، لتوفير السلع الأساسية، بتخفيضات تتراوح بين 20% و30% من أسعار التكلفة.

وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أن التجار الملتزمين بخفض الأسعار وتسليم حصص إنتاج يومية للمعارض التي تدعمها الحكومة، سيحصلون على أولوية تمويل وارداتهم من الأعلاف ومستلزمات الإنتاج من الخارج.

وشهدت أسواق الأعلاف انخفاضاً طفيفاً في سعر الطن بلغ 1000 جنيه، ليباع بنحو 23 ألف جنيه في المتوسط، رغم تراجع أسعار الأعلاف عالمياً إلى مستويات ما قبل الحرب الروسية في أوكرانيا قبل عام، بمتوسط 300 دولار للطن.

ويرجع الموردون أزمة ارتفاع الأسعار إلى التراجع الحاد للجنيه المصري، الذي خسر أكثر من 50% من قيمته منذ فبراير/شباط العام الماضي، مع زيادة تكلفة الجمارك وعدم وجود يقين بقدرة الحكومة على تمويل المزيد من ورادات البلاد من الأعلاف، التي ما زالت متراجعة عن حاجة المزارع بنسبة 50% يومياً.

واتهم صغار المنتجين الحكومة بأنها تدفع إلى خفض أسعار الدواجن عبر توفير الدولار لشراء الدجاج المجمد من البرازيل، بينما تحجب العملة الصعبة عن صناعة الدواجن التي يعمل فيها نحو 3 ملايين شخص على الأقل، وتتراكم مشاكلها منذ عام، لسوء القرارات الحكومية.

وانتشرت دعوات بين صغار المربين إلى عدم خفض أسعار الدجاج، لعدم قدرتهم على سداد قيمة التكاليف.  وعبر مصطفى أبو الحمد، أحد صغار المربين، عن غضبه من دفع المنتجين إلى خفض الأسعار من دون تراجع قيمة الأعلاف والأدوية ومستلزمات الإنتاج، بما سيؤدي إلى إغلاق باقي المزارع الصغيرة، التي توقفت عن العمل بنسبة 50% حاليا. وتحتاج الأسواق إلى نحو 4.5 ملايين دجاجة يومياً.

وأشار أبو الحمد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن إغلاق المزارع الصغيرة أبوابها يصب في صالح كبار المنتجين الذين سيتحكمون في الإنتاج في الفترة المقبلة، ما يمثل خطورة على المستهلكين الذين سيقعون ضحايا لمحتكري الإنتاج في المستقبل القريب.

وأضاف أن معدل الربح للمنتج والموزع لا يزيد عن 13 جنيهاً للكيلوغرام حالياً، وأن مطالبة الحكومة بتخفيض السعر بنسبة 30% لا يمكّن صغار المنتجين من استعادة تكاليف التشغيل.

وأبدى ثروت الزيني، نائب رئيس رابطة منتجي الدواجن، انزعاجه من خطورة "حرق الأسعار" على المربين، مطالباً في تصريحات متلفزة بضرورة حل مشاكل مستوردي الأعلاف، بما يساهم في خفض تكلفة الإنتاج بطريقة طبيعية، ويدفع إلى خفض الأسعار من دون مزيد من الخسائر التي يتحملها المربون منذ عام، عندما أوقفت الحكومة تمويل شراء الموردين الأعلاف والأدوية والمستلزمات، مع النقص الحاد في الدولار بالبنوك الرسمية.

ويشير موزعون للدجاج المجمد إلى مزيد من انخفاض الأسعار في الفترة المقبلة، ليصل سعر الكيلوغرام إلى 60 جنيهاً خلال الأسبوعين القادمين، مع وصول مزيد من الشحنات القادمة من البرازيل. وأقبل المستهلكون بكثافة على معارض البيع التي حددتها وزارة التموين، والتجمعات التجارية الكبرى التي التزمت بعرض حصص من الدجاج المجمد.

واحتفظت معارض السلع في المناطق الراقية والمتوسطة بأسعار الدجاج السائدة منذ أسبوع، حيث تباع الدجاجة وزن 1200 غرام بسعر 246 جنيهاً، ويصل سعر كيلو البانيه من 273 إلى 287 جنيهاً.

المساهمون