الخطوط الجوية السعودية تشتري 105 طائرات من إيرباص

20 مايو 2024
الخطوط الجوية السعودية في مؤتمر مستقبل الطيران بالرياض، 20 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الخطوط الجوية السعودية تبرم "أكبر صفقة طائرات" في تاريخها مع إيرباص لشراء 105 طائرات جديدة، مما يعد تطوراً كبيراً للطيران في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- الصفقة تشمل توزيع الطائرات بين الخطوط السعودية وفلاي اديل، وتأتي بعد إطلاق "طيران الرياض" وخطط لمطار جديد بالرياض، ما يعكس التوسع الكبير في قطاع الطيران.
- هذه الاستثمارات جزء من رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة حركة المرور الجوية، مع خطط لربط الرياض بأكثر من 100 وجهة عالمية وتوسعة مطار الملك سلمان لاستيعاب 100 مليون مسافر بحلول 2030.

أعلنت الخطوط الجوية السعودية المملوكة للدولة، اليوم الاثنين، شراء 105 طائرات من شركة إيرباص، في طلبية "تاريخية" وصفتها بأنها "أكبر صفقة طائرات" في تاريخ الطيران السعودي.

وقالت الشركة في بيان: "أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن أكبر صفقة طائرات في تاريخ الطيران السعودي مع شركة إيرباص.. تشمل هذه الاتفاقية التاريخية 105 طائرات مؤكدة"، وذلك في اليوم الأول من مؤتمر مستقبل الطيران في الرياض. وقالت إنّ الطلبية "تمثل لحظة مهمة ليس فقط لصناعة الطيران السعودية، ولكن أيضاً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع".

وأوضحت الشركة في بيانها أنّ الخطوط الجوية السعودية ستتلقى 54 طائرة من طراز ايه 321 نيو، فيما ستتلقى فلاي اديل للرحلات منخفضة التكلفة 12 طائرة من طراز ايه 320 نيو، و39 طائرة من طراز ايه 321 نيو. وتؤكد الطلبية الكبيرة، التي لم يكشف عن قيمتها، الاستثمار الكبير الذي تضخه الرياض في قطاع الطيران، بعد أكثر من عام من إطلاق شركة طيران جديد تحت اسم "طيران الرياض". وأعلنت السلطات السعودية أيضاً عن خطط لتشييد مطار ضخم جديد في العاصمة الرياض قادر على استيعاب 120 مليون مسافر سنوياً. 

أسطول الخطوط الجوية السعودية

وقبل الإعلان عن الصفقة الاثنين، كان لدى الخطوط الجوية السعودية أسطول مكون من 144 طائرة، بينما كان لدى طيران أديل 32 طائرة. وقال صالح عيد، مساعد مدير عام مجموعة الخطوط السعودية لإدارة أسطول الطائرات، لوكالة فرانس برس، إن عمليات التسليم ستبدأ في عام 2026 وتستمر حتى عام 2032، رافضاً الكشف عن قيمة الصفقة.

ويعود تاريخ الخطوط الجوية السعودية، ومقرها جدة، إلى عام 1945 عندما تلقت أول طائرة لها، هدية من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت. ومن المتوقع أن تركز شركة النقل المملوكة للدولة عملياتها بشكل متزايد انطلاقاً من جدة بمجرد أن تبدأ طيران الرياض رحلاتها، وهو أمر متوقع في العام المقبل.

ويرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن الطيران عنصر رئيسي في أجندة إصلاحات "رؤية 2030" لإعادة تشكيل الاقتصاد المرتهن بالنفط، ويهدف إلى زيادة حركة المرور السنوية بأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 330 مليون مسافر بحلول نهاية العقد الجاري.

وقال المدير العام لمجموعة الخطوط السعودية إبراهيم العمر، في بيان شركته، إنّ رؤية 2030 "حفزت قرارنا بتأمين هذه الصفقة المهمة، التي ستخلق فرص عمل وتزيد المحتوى المحلي، وتساهم في الاقتصاد الوطني". وأعلنت السعودية العام الماضي عن صفقة لشراء 39 طائرة دريملاينر من بوينغ مع خيار شراء 10 طائرات أخرى.

وأعلنت شركة طيران الرياض، التي تم الكشف عنها في مارس/ آذار 2023، عن اتفاقية لشراء 39 طائرة بوينغ دريملاينر، مع خيار شراء 33 طائرة أخرى. وتطلق السعودية أيضاً خطوط طيران نيوم، ليكون مقرها في المدينة المستقبلية المخطط لها في شمال المملكة.

وبهذه الاستثمارات الضخمة، يدخل السعوديون إلى سوق خليجية مزدحمة بالفعل. يوجد في دبي، في دولة الإمارات المجاورة، طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، وأكثر مطارات العالم ازدحاماً بالمسافرين الدوليين. وتعمل قطر، وهي مركز جوي خليجي آخر، على زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار حمد الدولي إلى 70 مليون مسافر سنوياً وزيادة مسارات الخطوط الجوية القطرية. 

انطلاق مؤتمر الطيران المدني

وانطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض أعمال مؤتمر مستقبل الطيران 2024، والذي يستمر خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو/ أيار الحالي بشعار "تعزيز مستوى الربط العالمي"، بحضور أكثر من 30 وزيراً و77 من قادة سلطات الطيران المدني ورؤساء شركات النقل الجوي في العالم و5 آلاف من خبراء وقيادات صناعة الطيران من أكثر من 120 دولة.

وقال وزير النقل والخدمات اللوجستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني صالح بن ناصر الجاسر في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: "إن السعودية تشهد نهضة كبرى وغير مسبوقة في مختلف المجالات، وفرصاً واعدة للمستثمرين من القطاع الخاص المحلي والعالمي في قطاع الطيران والنقل الجوي".

وأضاف، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أن قطاع الطيران المدني بالمملكة شهد طفرة خلال العامين الماضيين، حيث وصلت المملكة إلى المركز الـ13 عالمياً وفق مؤشر الربط الجوي الدولي، وتحقيق رقم قياسي بلغ 111 مليون مسافر في عام 2023، بزيادة 26% عن عام 2022 متجاوزاً مستويات ما قبل الجائحة، والإعلان عن السياسة الاقتصادية لقطاع الطيران المدني واعتماد اللوائح الاقتصادية الجديدة للمطارات والخدمات الأرضية والشحن الجوي وخدمات النقل الجوي، والإعلان عن تأسيس شركة طيران الرياض التي يتوقع أن تبدأ رحلاتها العام المقبل، وربط الرياض بأكثر من 100 وجهة عالمية، إضافة إلى إطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي في الرياض ليستوعب 100 مليون مسافر بحلول عام 2030 .

وسيشهد المؤتمر عرضاً للفرص الاستثمارية في قطاع الطيران في المملكة التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، كما يتوقع أن يشهد توقيع أكثر من 70 اتفاقية وصفقة بقيمة إجمالية تبلغ 12 مليار دولار، مع الإعلان عن عدد من الاتفاقيات لكبرى الشركات العالمية على مدار أيام المؤتمر، وفقاً لهيئة الطيران المدني المنظمة للمؤتمر. 

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون