الحاجز المرجاني العظيم، غابات الأمازون المطيرة، المحميات الطبيعية في جنوب آسيا، والمساحات الشاسعة في أفريقيا. إنها أماكن تتسم بطابعها البيئي ليس فقط لجهة طبيعتها البكر، ولكن أيضاً لجهة ضمها مئات الحيوانات النادرة، ما يجعلها بيئة مناسبة للحياة البرية.
مع التغيرات المناخية، باتت السياحة إلى الأماكن الطبيعية وجهات بارزة في السنوات الماضية وقد تكون الوجهات الأهم في الفترة المقبلة، بحسب تقرير عن السياحة المستدامة التابع للمجلس السياحي العالمي، إذ خلال السنوات العشر المقبلة، ستشهد الخارطة السياحية العالمية تغيرات جوهرية، فلن تعود الأماكن التراثية وجهات رئيسية، بل سينجذب السياح إلى وجهات تمتع، بتنوعها البيولوجي الغني والمناظر الطبيعية الفريدة.
إن كنتم من هواة التجول في الأماكن الطبيعية، والبحث عن تجارب تعكس الجوهر الحقيقي للأماكن التي تزورونها، ننصحكم باختيار هذه الوجهات، فهي تتمتع بكونها بيئات غير ملوثة ومن أفضل الوجهات لاختبار فرصة العيش في الحياة البرية المحلية.
جزر غالاباغوس
من المحتمل أن تكون هذه الجزر التي تقع على بعد 600 ميل من سواحل الإكوادور، من أشهر مناطق الحيوانات على كوكب الأرض، فقد كانت محمية من التفاعل مع العالم الخارجي لفترة طويلة حتى أنها تطورت إلى كنز دفين، يضم مئات الأنواع من الحيوانات الفريدة، منها طيور البطريق، السلاحف العملاقة وأكثر من ذلك. تجلب الرحلات في جزر غالاباغوس أفضل فرصة لالتقاط بعض الصور المذهلة للحياة البرية والمناظر الطبيعية.
توفر جزر غالاباغوس للجميع إمكانية الاستمتاع بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة لجميع الأعمار والاهتمامات واللياقة البدنية، بدءًا من التأمل إلى المغامرة، ويعد الغطس في البحيرات المكونة للجزر، الطريقة الأسهل والأكثر عملية لتجربة عالم غالاباغوس المذهل تحت الماء.
كما يمكن لمحبي التجذيف على طول شاطئ الجزيرة، القيام برحلات شيقة، واكتشاف عالم من الطيور الخلابة.
حوض الأمازون
عندما يتعلق الأمر بالطبيعة البكر في بيئة غنية بالحياة البرية والحيوانات البرية، فإن غابات الأمازون المطيرة هي واحدة من أهم الأماكن على وجه الأرض التي يمكن استكشافها. حتى سماع كلمة أمازون يستحضر صوراً لمناظر طبيعية غريبة وحيوانات مهددة، ومع ذلك يمكن لأي شخص استكشاف لغز كل ذلك وبطرق مختلفة. سواء كنت تبحث عن مكان لقضاء عطلة عائلية، أو شهر عسل فريد، فإن رحلة غابات الأمازون المطيرة ستصبح بلا شك رحلة العمر.
اختر الانطلاق في رحلة بحرية في نهر الأمازون في أقصى مناطق الغابات المطيرة، حيث يمكن القيام برحلة مائية، ومن ثم السير على الأقدام في الغابات، والتعرف عل كل من ثعلب النهر العملاق، نمر الجاكوار، قط يغورندي، أسد الجبال، وهي حيوانات لا يمكن التعرف عليها سوى في هذه المنطقة، ولذا فلا عجب أن يختار الناس قضاء عطلة في هذه المناظر الطبيعية النائية في أميركا الجنوبية.
بورنيو الماليزية
تعد جزيرة بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم، وهي جزء من شبه جزيرة الملايو، مقسمة بين ماليزيا وإندونيسيا وبروناي الصغيرة. وهي موطن الأفيال الآسيوية ووحيد القرن السومطري. تضم الجزيرة، آخر البيوت الطبيعية لإنسان الغاب المهددة بالانقراض.
يسافر الناس من جميع أنحاء العالم إلى وجهة الغابة هذه، على أمل إلقاء نظرة خاطفة على الحيوانات النادرة أو المهددة بالانقراض أو مثل وحيد القرن وأفيال بورنيو الأقزام.
لكن الجزيرة أكثر بكثير من مجرد مخلوقات غابات مطيرة، فهي تشتمل على ثقافات مختلفة، نظراً لموقعها الحغرافي، كما أنها واحدة من أكثر البيئات تنوعاً بيولوجياً على هذا الكوكب.
ويعد تسلق جبل كينابالو من أكثر النشاطات استقطاباً للسياح، ليس فقط للنشاطات الرياضية، بل لكونه يقدم فرصة للتعرف على الشعوب الأصلية التي تسكن قمة الجبل.
حديقة جيم كوربيت الوطنية
تعد حديقة كوربيت الوطنية في الهند، والواقعة عند سفوح جبال الهيمالايا واحدة من أفضل الرهانات التي يمكن للسياح كسبها، بمعنى أن الرحلة إلى هناك ستكون خياراً فائزاً. يمكن للزوار اكتشاف هذه الحديقة الضخمة، برفقة مرشد سياحي، والتعرف على الحيوانات النادرة، وخاصة الفهود، إضافة إلى أن المكان يجمع أيضاً قطعان من الفيلة والتماسيح ودببة الكسلان وأكثر من 600 نوع من الطيور.
المنطقة ليست فقط مكاناً طبيعياً أو محمية طبيعية وحسب، بل هي أيضاً منارة ثقافية، يمكن للسياح التعرف عليها، خصوصا أن الشعوب التي تعيش بالقرب منها، لديها تقاليدها وثقافاتها الخاصة، وينعكس هذا الاختلاف في العادات والتقاليد في كل مظاهر الحياة.
لذا فهي فرصة مناسبة لممارسة رياضة التأمل، وأيضاً فرصة مناسبة لتذوق الأطعمة الفريدة، والأهم من ذلك فرصة لتعرف على كيفية إعداد الشاي بالخضروات، أو شاي الفاكهة، حيث تشتهر القرى المحيطة بالحديقة بتقديم أنواع مختلفة للشاي الهندي.