لا تزال قوات النظام السوري تفرض حصاراً تاماً على درعا البلد، وأحياء طريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين ومخيم أبناء الجولان، في محافظة درعا جنوبيّ سورية، لليوم السادس عشر على التوالي، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الطبية والأدوية ومياه الشرب.
وقال الناشط الإعلامي الموجود داخل درعا البلد المحاصرة، عبادة أبو أمين، لـ"العربي الجديد"، الجمعة، إنّ أسعار الأدوية في الأحياء المحاصرة ارتفعت بنسبة 40%، بينما ارتفعت أسعار مياه الشرب إلى نحو 100%، إذ كان صهريج مياه الشرب يباع قبل الحصار بنحو 10 آلاف ليرة سورية، وأصبح سعره الآن 20 ألفاً.
وأوضح أنّ قوات النظام تمنع دخول الأدوية والمواد الغذائية إلى الأحياء المحاصرة، كذلك فإنّ شركة المياه تفتح مياه الشرب عليها مرة واحدة في الأسبوع، ما يضطر العائلات إلى شراء المياه من الصهاريج المتنقلة.
وأضاف أنّ الوضع المعيشي في المنطقة "بالغ الصعوبة"، حيث إنّ هذه البقعة الجغرافية التي تبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات مربعة يقطنها نحو 50 ألف نسمة، تتوزّع على نحو 11 ألف عائلة، ولا يوجد فيها إلا مخبز واحد ومركز صحي واحد أيضاً.
وأشار إلى أنّ "هناك تخوفاً لدى أصحاب المحال التجارية من اقتحام قوات النظام المنطقة، وهذا انعكس على رغبتهم في تحصيل مواد غذائية وخضروات وفواكه، ما أدى في الوقت نفسه إلى ارتفاع في أسعارها في بعض الأحياء، ولا سيما أنها لا تحوي أي مزارع خضار أو فواكه".
ومنذ 16 يوماً قامت قوات النظام بتدقيق أمني للهويات الشخصية في مدخل مدينة درعا الشرقي، ومنعت أهالي درعا البلد من الدخول إلى المدينة، وأرغمتهم على العودة، بحسب "تجمع أحرار حوران".
وأشار التجمّع حينها إلى أنّ الهدف من هذه الخطوة "تضييق الخناق على أهالي درعا البلد، التي فُرض عليها حصار تام منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، عقب رفض الأهالي تسليم السلاح الشعبي الخفيف، وتفتيش منازلهم من قبل الأجهزة الأمنية دون سبب، إضافة إلى رغبة النظام في الانتقام من المنطقة على خلفية رفضها المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية"، بحسب قوله.
ووفق ذات المصدر، فإنّ جنرالاً روسياً يدعى "أسد الله"، وهو المسؤول عن الشرطة العسكرية الروسية بالمدينة، هدد الأهالي بجلب تعزيزات من المليشيات الإيرانية إذا لم ترضخ المنطقة لمطالبه بتسليم 200 بندقية، و20 رشاشاً من نوع "بيكسي" (BKC)، وتعزيز جمرك درعا بعناصر روسية.