لا تزال موجة الحر التي تعيشها الجزائر، منذ أشهرٍ، توزع الأضرار وتكبد المزارعين خسائر كبيرة، خاصة في محاصيل الفواكه الموسمية. ويصر المزارعون على تدخل الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن التوقعات تشير إلى تواصل موجة الحر إلى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، في وقت ينتقد فيه الخبراء غياب ثقافة التأمين عند المزارعين.
الخسائر المسجلة كانت واسعة للمزارعين في مختلف أنحاء البلاد التي تعيش صيفا حارا غير مسبوق سجلت فيه درجة حرارة قياسية بلغت 51 درجة بمحافظة ورقلة (جنوب شرق الجزائر) قبل أيام. المزارع بوعلام دحماني واحد من المزارعين الجزائريين الذين خسروا محاصيلهم من جراء ارتفاع درجات الحرارة، حيث يكشف أنه "فقد قرابة 4 هكتارات من أشجار كروم العنب، كلها جفت وتعرضت للتلف".
وأضاف لـ "العربي الجديد" أن "الخسائر تفوق 5 ملايين دينار (40 ألف دولار) من دون احتساب تكاليف علاج الكروم التي تعد من الأشجار الحساسة والتي تحتاج إلى عناية كبيرة". وكباقي المزارعين يطالب بوعلام الحكومة بالتدخل وإمداد المزارعين بوسائل الري لإنقاذ المحاصيل التي لم تتلف بعد، حيث يقول إن "عتاد الري باهظ الثمن وشراء الماء أيضا مكلف للمزارعين وبالتالي يجب على وزارة الفلاحة التدخل لمساعدة المزارعين، وتعويض المتضررين".
وتكبد مربو الطيور كالدواجن والديك الرومي خسائر واسعة كذلك. ويقول عبد الوهاب غدارجي مربي دواجن من ولاية المدية (150 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) إنه" فوجئ بهلاك أكثر من 1500 دجاجة في ليلة واحدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي أثرت على سير مكيفات الهواء". وزادت الحرائق التي سجلتها الجزائر في شهر آب/أغسطس المنصرم، من أزمات المزارعين، خاصة مربي الماشية، وهو ما يرويه المزارع مقران آيت نعمان ولاية البويرة (110 كلم شرق العاصمة)، الذي يشرح لـ "العربي الجديد" أنه "أنقذ محاصيل القمح في شهر يونيو/ حزيران بعد أن حصدها، إلا أن الأعلاف لم يفلح في جمعها بعدما التهمتها النيران، كونها كانت في درجة متقدمة من الجفاف". وفي السياق، يكشف محمد عليوي الأمين العام للاتحاد العام للمزارعين الجزائريين أن "عدد المزارعين المؤمّنين لا يتعدى 75 ألف في سوق ينشط فيها قرابة 900 ألف مزارع وهو رقم ضعيف".
ويؤكد في حديث مع "العربي الجديد " أن "أسعار التأمين تعد مرتفعة لذلك نطلب من الصندوق الجزائري لدعم المزارعين خفض أسعار هذه الخدمات لتكون في متناول كل مزارع".