الحرب الروسية تقيد نمو المقاولات التركية

03 فبراير 2023
الرئيس رجب طيب أردوغان ينشط علاقات بلاده الخارجية لكسب العقود (Getty)
+ الخط -

تمكنت المقاولات الدولية التركية خلال السنوات الماضية من تحقيق نمو بشكل ملحوظ، ما أسهم في وصول قيمة المشاريع المنجزة خلال عام 2021 إلى 31 مليار دولار، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية خلال عام 2022 قلصت هذا التسارع.

وبلغت قيمة تلك المشروعات التي أنجزتها المقاولات التركية خارجياً خلال عام 2022 نحو 17.8 مليار دولار بواقع 11605 مشاريع في 133 دولة، لتصل بذلك القيمة الإجمالية للمشاريع المنفذة إلى 471.7 مليار دولار خلال نصف القرن الأخير.

وتحتل رابطة الدول المستقلة (CIS) المرتبة الأولى بنسبة 37.6% من حيث حجم المشروعات المنفذة من قبل المقاولين الأتراك، بينما جاءت المنطقة الأوروبية في المرتبة الثانية بواقع 24.5%، وجاء الشرق الأوسط في المركز الثالث بنسبة 18.5%. وحافظت روسيا على المرتبة الأولى من حيث الدول في 2022 بواقع ملياري دولار، بعد أن سجلت رقماً قياسياً خلال 2021 بنحو 11 مليار دولار، تلتها أذربيجان بواقع 1.7 مليار دولار، والعراق بنحو 1.5 مليار دولار.

وتتمتع تركيا بوجود 48 شركة تركية ضمن قائمة أفضل 250 شركة مقاولات في العالم، و7 شركات تركية في قائمة أكبر 225 شركة للاستشارات التقنية في العالم.

وتلعب شركات المقاولات التركية والاستشارات الفنية دوراً بارزاً في زيادة التجارة الخارجية، حيث يسهم في ارتفاع حجم صادرات الخدمات التي بلغت في 2021 ما يزيد عن 61.4 مليار دولار.

بدوره، أرجع الخبير الاقتصادي، إمرا آربا، هذا التراجع الحاصل لأداء الشركات التركية بالخارج إلى الحرب الروسية الأوكرانية، مشيراً إلى أن أزمة الحرب ساهمت في تراجع النشاط الاقتصادي عالمياً بشكل نسبي، فضلاً عن تراجع حجم المشروعات في روسيا التي تستحوذ على النسبة الكبرى من مشاريع الشركات التركية.

وأشار آربا، لـ"العربي الجديد"، إلى أن زيادة معدلات التضخم العالمية، وارتفاع تكاليف مواد البناء وتجاوز أسعار النفط لمستويات أعلى من 120 دولاراً للبرميل خلال 2022، ما أسهم في هذا التراجع الذي شهدته شركات المقاولات التركية العاملة في الخارج، إلى جانب ذلك توقفت مساهمات تلك الشركات في أوكرانيا.

وبلغت نسبة المشاريع التركية المنفذة في روسيا 20.8 % من إجمالي المشاريع التركية المنفذة خارج تركيا منذ 1972، بقيمة استثمارات بلغت 95.4 مليار دولار.

وجاءت تركمانستان في المرتبة الثانية بنسبة 10.9%، وحجم استثمارات بلغت 50 مليار دولار، ثم العراق بنسبة 6.9 % بـ31.7 مليار دولار، ثم ليبيا وكازاخستان والسعودية على الترتيب.

وتسعى تركيا إلى زيادة أعداد القوى العاملة في شركات المقاولات الخارجية، من خلال تذليل بعض المعوقات مثل إجراء بعض التعديلات على ضريبة دخل العاملين مع نهاية عام 2022، فضلاً عن العمل على الوصول إلى حلول في المنازعات القانونية.

وقال رئيس الاتحاد التركي للمهندسين الاستشاريين والمهندسين المعماريين، عرفان أكير، إنهم كقطاع قدموا وظائف برواتب بلغت 3 مليارات دولار بأكثر من 583 ألف مشروع في 133 دولة حتى نهاية عام 2022K مشيراً إلى أنّه على الرغم من التراجع الذي شهده قطاع المقاولات الدولية في 2022، لكنّ شركات الخدمات الاستشارات الفنية تمكنت من دخول خمس دول جديدة.

وبلغت حصة تركيا في سوق البناء العالمي نحو 5.1% في 2021، لكنّ تركيا تهدف إلى رفع حصتها من خدمات المقاولات الدولية إلى 75 مليار دولار كمرحلة أولى، لزيادة حصة أنقرة في ما بعد إلى 10% من القطاع العالمي في 2030، ومن ثم زيادتها إلى 15% في 2053.

وتطمح الشركات التركية إلى إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، لتصبح الأولى بين الدول الساعية إلى هذا المنحى في كييف، الأمر الذي سيسهم في تحفيز هذا القطاع بأنقرة وزيادة تدفقات المشروعات والأموال إليه، وفق إردال إرين رئيس نقابة المقاولين التركية.

وتعمل تركيا على توفير مصادر التمويل اللازمة لشركات التشييد الدولية من خلال تطوير العلاقات مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف والإقليمية ومؤسسات ائتمانات التصدير في البلدان الأخرى من جهة، ووزارة التجارة التركية من جهة أخرى.

وتتميز مؤسسات البناء التركية عن نظيراتها باستعدادها لنقل التكنولوجيا وزيادة المرونة من حيث السماح للبلد المضيف بإدارة المشاريع، فضلاً عن التعامل مع الدول التي تدخلها الشركات التركية بعقلية الشريك وليس المنتفع من طرف واحد في إطار قاعدة رابح - رابح.

المساهمون