الحد الأدنى للأجور... كيف يطبّق في دول مختلفة؟

31 يناير 2021
يختلف الحد الأدنى لأجور العمال من محافظة لأخرى في اليابان (Getty)
+ الخط -

قد يأخذ الحد الأدنى للأجور، الذي يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لرفعه إلى 15 دولارا في الساعة في الولايات المتحدة، أشكالا عديدة على اختلاف الدول.

في ما يلي لمحة عن الكيفية التي يطبّق من خلالها في كل من اليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا:
اليابان: حسب المحافظات
لدى اليابان رزم مختلفة من الحد الأدنى للأجور. تحدد كل محافظة من المحافظات البالغ عددها 47 الحد الأدنى الخاص بها، مع مراعاة نتائج المفاوضات الوطنية السنوية بين ممثلي أصحاب العمل والموظفين ووزارة العمل. وهناك أيضا حد أدنى للأجور لقطاعات معينة في كل مقاطعة، مثل صناعة قطع غيار السيارات.
ويكون الحد الأدنى للأجور أعلى في المناطق الحضرية، حيث تحتل طوكيو المرتبة الأولى عند 1013 ينا (9.68 دولارات) في الساعة. والأدنى هو 792 ينا في المناطق الريفية، مثل محافظة أكيتا الشمالية أو أوكيناوا في الجنوب الشرقي.
ووفقا لوزارة العمل، يتقاضى 1.9 في المئة من الموظفين الحد الأدنى للأجور أو أقل في الشركات التي يعمل فيها خمسة موظفين على الأقل.
وتم رفع الحد الأدنى للأجور بمقدار ينّ واحد فقط في بداية السنة المالية الحالية في الأول من نيسان/إبريل، وهي أقل زيادة في 16 عاما. وزادت في السنوات الأربع الماضية بأكثر من 20 يناً مع محاولة الحكومات تعزيز الاستهلاك المحلي والتضخم المنخفض المزمن بشكل غير مباشر.
ألمانيا: لا زيادة في البطالة 
قدمت ألمانيا، بعد نقاشات حادة، حدا وطنيا أدنى للأجور مع بداية 2015.
وتتولى لجنة خاصة، تتألف من ممثلين لأرباب العمل والنقابات العمالية ويرأسها رئيس مستقل، مسؤولية مراجعتها.
ويبلغ الحد الأدنى 9.50 يوروهات (11.50 دولارا) للساعة قبل الضرائب، ما يعتبر ضئيلا نسبيا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. وأوصت اللجنة برفعه تدريجيا إلى 10.45 يوروهات (12.70 دولارا) بحلول الأول من تموز/يوليو 2022.
وتركز الكثير من الجدل بشأن اعتماد الحد الأدنى للأجور على ما إذا كانت هذه الخطوة ستدفع أرباب العمل إلى خفض الوظائف. ووجدت دراسة، نشرها معهد الأبحاث لمستقبل العمل مؤخرا، أن الحد الأدنى للأجور لم يؤد إلى زيادة البطالة.
وعلى العكس، ارتبط العمل بدوام جزئي، وهو أمر شائع في ألمانيا، بزيادة مخاطر الفقر.

بريطانيا: ارتفاع الحد الأدنى 
أما في بريطانيا، فجرى اعتماد الحد الأدنى للأجور، أو أجر المعيشة الوطنية، بشكله الحالي في 2016. وتقرر الحكومة أي زيادات بناء على توصية من لجنة الأجور المنخفضة، وهي هيئة مستقلة.
وكان الهدف من إنشاء النظام الجديد زيادة الحد الأدنى للأجور إلى مستوى 60 في المئة من متوسط الأجر بحلول عام 2020، وهو ما تحقق وفقا للجنة الحكومية.
وتم رفع الحد الأدنى للأجور في الساعة للموظفين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاما بنسبة 6.2 في المئة، في نيسان/إبريل 2020، إلى 8.72 جنيهات إسترلينية (11.98 دولارا).
وطبقا لعمر الموظف، يمكن أن ينخفض المبلغ إلى 4.15 جنيهات (5.69 دولارات) للمتدربين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما.
ومن المتوقع أن يستفيد حوالى مليوني بريطاني من زيادة الحد الأدنى للأجور إلى 8.91 جنيهات إسترلينية، التي تدخل حيز التنفيذ في نيسان/إبريل المقبل.
كما تم خفض عمر الأشخاص الذين يحصلون عليها من 25 إلى 23.
وبينما لا نقاش عاما حاليا بشأن الحد الأدنى للأجور، هناك سجالات كثيرة بخصوص الحد الأدنى للدخل لمن يحصلون على إعانات البطالة أو غيرهم من ذوي الدخل المنخفض.
فرنسا: يد "عون" مختلفة 
حلت العام الماضي الذكرى الخمسون لتأسيس نظام الحد الأدنى للأجور في فرنسا، أو ما يسمى اختصارا "سميك".
ومنذ 2008، تمت إعادة حسابه تلقائيا كل عام بناء على التضخم والقوة الشرائية. وفي كانون الثاني/يناير، زاد بنسبة تقل قليلا عن واحد في المئة إلى 10.25 يوروهات (12.45 دولارا) في الساعة قبل الضرائب.
واستفاد حوالى 2.25 مليون عامل، أو 13 في المئة من القوى العاملة في القطاع الخاص، من زيادة بنسبة 1.2 في المئة في "سميك" مطلع 2020.
وتعتبر نسبة الأشخاص الذين يتلقون الحد الأدنى للأجور أعلى ثلاث مرات لمن يعملون بدوام جزئي أو يعملون في شركات صغيرة، مقارنة بمتوسط تسعة في المئة للموظفين بعقود دوام كامل.
وكل عام، يدعو عدد من النقابات العمالية الحكومة إلى رفع الحد الأدنى بمقدار أكبر من الزيادة التلقائية، من أجل مد "يد العون" إلى العمال ذوي الدخل المنخفض.
ومع ذلك، حصل هذا الأمر آخر مرة في عام 2012، مع شعور الحكومات بالقلق من أن الزيادات الأكبر ستضر بفرص التوظيف لأصحاب المؤهلات المنخفضة.
وبدلا من ذلك، قدمت الحكومة الفرنسية إعانة لأولئك الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور، تم رفعها إلى 90 يورو (109 دولارات) شهريا نهاية عام 2019.
وحصلت حوالى 4.3 ملايين أسرة على العلاوة في نهاية عام 2019. وفي الوقت نفسه، خفّضت الحكومة الرسوم الاجتماعية للشركات التي توظف عمالة منخفضة الأجر، ما ساعد في زيادة جاذبية توظيف العمال في فرنسا.
(فرانس برس)

المساهمون